Saturday 11th February,200612189العددالسبت 12 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

واخفض لهما الجناح واخفض لهما الجناح
سعود البهيمة /القصيم - دخنة

اللهم ارحمهما كما ربياني صغيرا، اللهم ارزقنا برهما، اللهم تجاوز عن تقصيرنا بهما، اللهم اجعلنا خير معين لهما بقضاء حوائجهما.
إن بر الوالدين من أعظم العبادات التي أمرنا بها خالقنا جل جلاله، وجعل طاعتهما في غير معصيته واجبة، وجعلها بعد عبادته مباشرة، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}. إن الواجب على الأبناء سواء بنين أو بنات الحذر من عقوق الوالدين وغضبهما، فيجب خفض الجناح لهما، ومخاطبتهما بأدب واحترام، وعدم رفع الصوت عليهما، بل يجب التلطف لهما وعدم العبس بوجهيهما، ولا مجادلتهما ولا تخطئتهما، ولتكن لغة التخاطب معهما بأدب، ومحاولة بيان الصواب بكل لطف، قال تعالى: {فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُف وَلاَ تَنْهَرْهُمَا}، وقال تعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}. ومن الآداب معهما أن تنهض إليهما إذا دخلا عليك وتقبل رأسيهما، ولا تسافر إذا لم يأذنا لك، ولو كان ذلك لأمر مهم، ولا تتناول طعاما قبلهما، ولا تكذب عليهما، ولا تجلس في مكان أعلى منهما، واحذر أن تنكر معروفهما أو تؤذيهما ولو بكلمة، واعلم أن أحق الناس بالإكرام أمك ثم أبوك، واعلم أن الجنة تحت أقدام الأمهات. إن من واجب الابن المتزوج إذا حدث خصام بين أبويه وزوجته أن يكون حكيما ويحاول أن يُفهم زوجته بأن الحق معها إذا كان كذلك ولكن ليس أمام والديه، وهو في نفس الوقت مضطر الى إرضاء والديه، وعليها أن تساعده في ذلك؛ لتنال الأجر والثواب من الله. أما إذا كان الاختلاف مع الوالدين في الزواج والطلاق فيجب الاحتكام إلى الشرع لأنه خير معين للطرفين وميزان عدل بينهم. واحذر من عمل يغضبهما ويجعلهما يدعيان عليك لأن دعاء الوالدين مستجاب بالخير والشر.. عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - قال: (أقبل رجل إلى نبي الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد، أبتغي الأجر من الله - عز وجل - قال: (فهل في والديك أحد حي؟ قال: نعم، بل كلاهما، قال: (فتبتغي الأجر من الله عز وجل)؟ قال نعم، قال: (فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما)، وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه).
اللهم ارزقنا برهما والإحسان إليهما واجعلهم راضين عنا واجمعنا معهما في جنات الخلد يا رب العالمين.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved