Friday 10th February,200612188العددالجمعة 11 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"أفاق اسلامية"

إلا تنصروه فقد نصره الله إلا تنصروه فقد نصره الله
حمود بن محسن الدعجاني

فإن من فضل الله تعالى على هذه الأمة أن جعلها خير الأمم كما قال تعالى: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}وجعل نبيها محمد - صلى الله عليه وسلم - أفضل الأنبياء والمرسلين وخاتمهم، وجعل رسالته عامة للناس أجمعين عربهم وعجمهم إنسهم وجنهم، كما قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } وجعل الله تعالى الفلاح في الدنيا والآخرة في الإيمان به صلى الله عليه وسلم واتباعه ونصرته، كما قال تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وتوعد الله المكذبين لرسوله - صلى الله عليه وسلم - الذين يؤذونه ويستهزئون به، قال تعالى: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ}وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا} (57) سورة الأحزاب، وقال تعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} وثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)، وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أيضاً في الصحيحين أنه قال: (إن الله تعالى قال: مَنْ عادى لله ولياً فقد آذنته بالحرب) وإذا كان هذا في أولياء الله المؤمنين فكيف بنبيه وصفوته من خلقه صاحب المقام المحمود والحوض المورود، لا شك أنه أولى بهذا الوعيد الشديد، وقد سمعنا وشاهدنا ما حصل مؤخراً من جرأة بعض الصحف في الدنمارك والنرويج على صاحب الجناب الرفيع والمقام العظيم سيد الأولين والآخرين وقائد الغر المحجلين نبينا وإمامنا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فما أعظم ما يتجرأ عليه هؤلاء من الباطل وما أقبح ما وقعوا فيه من الاستهزاء والتنقص بخير البرية مما تحرمه وتجرمه كافة الشرائع السماوية وتنفر منه الفطر السوية وتأباه العقول السليمة!!!.
وهذا التعدي الشنيع والجرم الفظيع يدل على خبثهم ويظهر عداءهم السافر للإسلام والمسلمين وهذه الرسوم التي تخيلوها لا توجد إلا في عقولهم المريضة وليست بغريبة من صحف الخلاعة والمجنون وأبواق الكفر والإلحاد ومنابر الظلم والعدواء، أما نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فهو أخشى الناس لله وأتقاهم له وأنصحهم لعباده، وأكمل الناس ديناً وأحسنهم خُلقاً وخَلقاً وأوفرهم عقلاً وأرفعهم قدراً وأطيبهم نفساً وأعلاهم مقاماً وأعظمهم تواضعاً وأشجعهم قلباً وأعفهم لساناً وأفصحهم بياناً وأجودهم عطاءً وأبعدهم عن سفاف الأمور ورذائلها نشهد أنه بلَّغَ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة ودلها على كل خير وحذرها من كل شر، فصلوات ربي وسلامه عليه والإسلام دين الله وهو - بحمد الله - ماضٍ رغم أنف الكفار والملحدين إلى يوم القيامة.وواجب المسلمين أن يتمسكوا بدينهم وسنة نبيهم عليه الصلاة والسلام ويذبوا عن دينهم وعرض نبيهم ويقدموا ذلك على المال والنفس والأهل والولد، فلا يكمل الإيمان إلا بذلك وعليهم أن يستقيموا على أمر الله ويجتنبوا ما حرم الله ويوالوا أولياءه ويتبرأوا من أعدائه.نسأل الله تعالى أن ينصر دينه ورسوله ويعلي كلمته وينصر أولياءه ويذل أعداءه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

(*) داعية وإمام مسجد الصرامي بحي الشهداء بمدينة الرياض

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved