|
انت في |
| ||
أنعم الله جل وعلا على نبيه - صلى الله عليه وسلم - بتوفيقه للاتصال بمكارم الأخلاق وكمال النفس وجميل الخصال. و{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}(4) سورة الجمعة، ولقد أثنى الله عليه بما تحلى به من جميل الصفات وذلك في كتابه العزيز حيث قال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}(4)سورة القلم، ولما سُئلت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - عن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: (كان خلقه القرآن).
نعم إنه محمد بن عبدالله.. هذا الاسم الأعلم. إذا ذُكر ذكرت معه الفضيلة في أجمل صورها. وذكر معه الطهر في أرقى مشاهده. وذكر معه العدل في أسمى معانيه. نعم إنه محمد بن عبدالله.. اسم كتب بحروف من نور في قلوب الموحدين فلو شققت كل قلب لرأيته محفوراً في النياط مكتوباً في السويداء. مرسوماً في العروق.
إنه محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم - الذي بشرت به الرسل. وأخبرت به الكتب وحفلت باسمه التواريخ. وتشرفت به النوادي. وتضوعت بذكره المجامع. وصدحت بذكراه المنائر. ولجلجت بحديثه المنابر. وفي هذه الأيام المتأخرة تناقلت وسائل الإعلام المختلفة ما أقدم عليه بعض الحاقدين على دين الإسلام ونبي الإسلام عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم من نشر صور وقحة وتعليقات قبيحة مصاحبة لها وذلك في الصحف المحلية في الدنمارك والنرويج. زعم ناشروها أنها تمثل الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} (5)سورة الكهف. ألا وإن تلك الصور والتعليقات لا توجد إلا في مخيلة مروجيها ممن أكل الحقد والكراهية للإسلام ونبي الإسلام قلوب دعاتها. ومعلوم أن أنبياء الله ورسله هم خير البشر. وهم الذين اختارهم الله لحمل رسالاته. وإبلاغها لعامة الخلق. لذا فإن واجب الخلق تجاههم الإيمان بهم ونصرتهم وتعزيرهم وتوقيرهم وقبول ما جاؤوا به من عند الله. قال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ} (285)سورة البقرة. وإننا إذ نستنكر هذا البهتان العظيم الموجه لنبي الإسلام وخاتم النبيين عليه الصلاة والسلام لعلى يقين بأن الله سبحانه وتعالى ناصر لنبيه وخاذل لأعدائه. قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} (61) سورة التوبة. ألا إن وعد الله سبحانه حق وقوله الصدق. ومعلوم أن سب الرسول - صلى الله عليه وسلم - والاستهزاء به انتهاك لحرمته وتنقص لقدره. وإيذاء لله ولرسوله ولعباده المؤمنين. وتشجيع للنفوس الكافرة والمنافقة على اصطلام أمر الإسلام وطلب إذلال النفوس المؤمنة وإزالة عز الدين وإسفال كلمة الله تعالى. وهذا من أبلغ السعي فساداً. ألا وإن معاداة أنبياء الله وأوليائه والسخرية بهم أو النيل منهم أو الوقوع في أعراضهم لهي من أعظم الذنوب وأشد الرزايا في دين الإسلام. وذلك أن من عاداهم فقد عادى الله تعالى وحاربه.. روى الإمام أحمد في كتاب الزهد عن وهب بن منبه قال: (إن الله تعالى قال لموسى عليه السلام حين كلمه: اعلم أن من أهان لي ولياً أو أخافه فقد بارزني بالمحاربة وعاداني وعرض نفسه ودعاني إليها. وإن أسرع شيء إليَّ نصرة أوليائي. أفيظن الذي يحاربني أن يقوم لي. أو يظن الذي يعاديني أن يعجزني. أم يظن الذي يبارزني أن يسبقني أو يفوتني. وكيف وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة فلا أكل نصرتهم إلى غيري). فاللهم احفظ نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - من كيد الكائدين وعدوان المعتدين وظلم الظالمين. اللهم إنا نشهدك وملائكتك وجميع خلقك بأن عبدك ونبيك محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده.. فاللهم اجزه خير ما جزيت نبياً عن أمته. اللهم بلغ رسولنا عنا الصلاة والسلام ما غيث همع وبرق لمع وظبي سنح وبلبل صدح. اللهم آته الوسيلة وامنحه الفضيلة. وابعثه مقاماً محموداً وأعطه حوضاً موروداً. وأجب شفاعته وكرم وفادته. إنك خير مسؤول. والحمد لله رب العالمين. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |