أَسرِجْ خيولَكَ، قلّدْها الرّياحينا
فسوف تُبْهِجُ بالرّكض الميادينا
واكتب حَمَاساً على إِشراقِ غُرّتها
وافتح لفرسانها الشُّمّ البساتينا
يا عازف الحرفِ من عهْد الصّبا حُلُماً
أن يحدُو الرّكب نحْو النّصر حادينا
ها أنت ذا تُبصر الأحلامَ ضاحكةً
يشدو بألحانها في القدس شادينا
أسرجْ خيول القوافي فهي قادرةٌ
أنْ تجعل اللّحن بالبشرى أفانينا
دَعِ الصّهيل الذي يُشجي القلوبَ، على
مشارف المسجد الأقصى يُلاقينا
هناك، حيثُ يعافُ الليلُ ظُلمته
وتُطلقُ الشمسُ للفجر البراهينا
هناكَ، حيث تَرى آثارَ من عزفوا
لحنَ الحجارة أبطالاً ميامينا
وحيث تُبصر أطفال الحجارة في
ساح البطولاتِ يرمون الشياطينا
وحيث تُبصر أُمّاً جلّ موقفُها
أَحْيتْ عزيمتُها أمجاد ماضينا
بكتْ على قطعةٍ من قلبها رحلتْ
لكنّها استقبلتْ فيها تهانينا
أَلْقتْ بها في سبيل الله راضيةً
لا تطلب الأجر إلا عند بارينا
عادتْ بها قصّةُ الخنساء ثانيةً
يروي وقائعها للمجد راوينا
يا عازف الحرفِ قد شاهدتَ ملحمةً
فيها الحجارةُ أمضى من مواضينا
لو نشتري الحجر الغالي بقافلةٍ
من الدّنانير ما كُنّا مُغالينا
يا عازف الحرفِ، هذا نور منهجنا
مازال في ظُلْمةِ الشكوى يُوافينا
نورٌ أضاء لنا سرداب حسرتنا
ومدّ خيط ضياءٍ في دياجينا
قلْ للملايين من أبناءِ أمتنا
حيّا الحيا والرّضا تلك الملايينا
هذي فلسطين، لم تخضعْ لغاصبها
قولوا معي: سلَّم المولى فلسطينا
يا ليتَ رنتيسها حيٌّ يشاركها
وليت يحيى بن عيّاشٍ وياسينا
يا ليت كلّ شهيد نال رغبته
في ساعةٍ من نهار الفوزِ يأتينا
حتى يَروا هِمَمَ الشّعب التي هزمتْ
بالتضحيات الحيارى والمرُائينا
يا ليت رابين يأتي كي يرى حُلُماً
هنا تحقّق، بل يا ليت شارونا
هنا الحقيقةُ، ما ماتت، وكم بتروا
أطرافها، غرسوا فيها السّكاكينا
يا غَيمةَ النّصر، هذا غيثُك انطلقتْ
بمائه العذب في الأقصى سواقينا
جرى إلى غزّةٍ والفجر يمسحها
براحةِ الحبّ فاهتزّت روابينا
غيثٌ، بصيّبه الميمون حين جرى
قد حقّق الله شيئاً من مرامينا
تلك البداية، نرجو أن يكمّلها
إخراجُ جيش الأعادي من أراضينا
فنحن أوْلى بأقصانا، ومقدسنا
من كل مغتصبٍ فيها يعادينا
ونحن أولى بإبراهيم سيّدنا
ونحن أولى بمُوسانا وهارونا
ونحن أولى بإسرائيل تجمعنا
به الشريعة، والرّحمنُ هادينا
حَمَاسُ، مازلتُ أخشى من مؤامرةٍ
تدور في الأُفُقِ الأدنى طواحينا
بعض الوجوه الفضائيّاتِ تمنحنا
للحقد والألم القاسي عناوينا
كأنّ فوزَ حماسٍ حربةٌ طَعَنتْ
بعض القلوب التي كانت تُداجينا
كلُّ يعود إلى فَحوى طبيعته
فلن يصيرغرابُ البين شاهينا
يبقى العدوّ عدوّا في حقيقته
فكيف نطلب عدْلاً من أعادينا
حَماسُ، يا سفر مجدٍ عزّ كاتُبه
لمّا قرأناه جدّدنا أمانينا
أحدثتِ بالفوز للدنيا مفاجأةً
لربّما حرّكت فيها الثعابينا
نعم، صعدتِ مع القانونِ شامخةً
لكنّهم، رُبّما اغتالوا القوانينا
مّدي يديكِ إلى الدنيا بما حملتْ
من الحنانِ الذي يرعى المساكينا
في كفّكِ الآن ميزانُ الأمور، ولنْ
يخشى الهزيمة مَنْ راعى الموازينا