سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة - سلمه الله -
بينما كنت أتصفح جريدتنا الغراء الجزيرة يوم الجمعة الموافق 13 - 12 - 1426هـ في الصفحة الأخيرة بعددها رقم (12160) استوقفني حديث عن قطاع مهم وهو قطاع المرور الذي يرتبط مباشرة بالجمهور سواء داخل أروقة الإدارات المرورية أو الميدان بعنوان (حوادث المرور تحصد أكثر من 16 ألف شخص بالمملكة.. خلال 4 سنوات.. اللواء البشر في تصريحه (للجزيرة) حيث قال (لن نتهاون في تطبيق العقوبات ضد المخالفين للأنظمة) .
في البداية نقدم اعتزازنا وشكرنا الكبير لجريدتنا الجزيرة على كل الإسهامات التي تطرحها لتصب في المصلحة العامة للجميع، وهنا نقول إن الأرقام والمؤشرات التي أظهرها البيان الإحصائي عن عدد الوفيات في المملكة من مواطنين ومقيمين خلال الـ 4 سنوات الماضية بلغ (16.687 متوفى) كما بلغ عدد المصابين من جراء هذه الحوادث أكثر من (116 ألف مصاب، في أكثر من مليون وواحد وسبعين ألف حادث مروري).. وتعتبر هذه المؤشرات خطيرة جدا سواء من الناحية البشرية في الدرجة الأولى أو من الناحية الاقتصادية من معالجة المصابين ومتابعة حالتهم أو هدر الأموال في استيراد السيارات الجديدة أو قطع الغيار، نتيجة لتلك الحوادث، ومن هنا نقول إنه امتدادا للرعاية الكريمة من قبل ولاة أمر هذه البلاد - حفظهم الله جميعا - وتأكيدا لمبدأ الشراكة بين كل قطاعات المجتمع السعودي وخاصة الشباب لتنمية وتطوير بلادهم في كل مجالات الحياة صدرت القرارات السامية الكريمة باستقطاب الشباب من حملة الثانوية العامة في القطاعات العسكرية تحت اسم (التدريب المهني العسكري) في كل القطاعات العسكرية سواء في الحرس الوطني أو وزارة الدفاع في كل قطاعاتها العسكرية ووزارة الداخلية ووضعت البرامج اللازمة بالتنسيق مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وتم تدريب الشباب وتخرجت دفعات كثيرة خلال السنوات الماضية، وتم استقطابهم للقطاعات العسكرية المختلفة، ومن هذا المنطلق ولأجل المصلحة العامة للجميع نتوجه لسيدي وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية - حفظهم الله جميعا - للنظر وبصفة عاجلة بإعادة افتتاح معهد المرور لسابق عهده لأجل التخصص لهذا القطاع الحيوي المهم مثل معهد الجوازات وغيرها من المعاهد
المماثلة له ووضع البرامج التخصصية الحديثة له من النظرية والتطبيقية واجتذاب الشباب من حملة الثانوية العامة له للاسهام في تفعيل القرارات السامية في هذا المجال من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله جميعا - ونعرض بعض النقاط لتفعيل افتتاح معهد المرور وهي على النحو التالي:
1 - وضع لجنة على مستوى عال من مقام وزارة الداخلية من مكتب سمو وزير الداخلية للدراسات البحوث، والأمن العام، والمديرية العامة لكلية الملك فهد والمعاهد العسكرية، والإدارة العامة للمرور، ومعهد الإدارة العامة بالرياض، والجهات ذات الاختصاص لدراسة إعادة وتأهيل افتتاح هذا المعهد المتخصص في مجال المرور وتكون بصفة عاجلة لرفع نتائجها لأنظار مقام سيدي سمو وزير الداخلية لاتخاذ ما يراه مناسبا لإعادة تأهيل افتتاح معهد المرور التخصصي.
2 - وضع البرامج الأكاديمية العلمية المرورية على احدث المعاهد والأكاديميات العلمية المتخصصة في أنحاء العالم.
3 - وضع استمارة استبيان وتوزيعها على إدارات المرور في أنحاء السعودية لأخذ الآراء والمقترحات في الصياغة المناسبة في وضع برامج معهد المرور التخصصي التي تهم إدارات المرور في رجال المرور من حيث الكم والكيف في الميدان والشؤون الإدارية ومقابلة الجمهور والشؤون الفنية من صيانة الآليات من سيارات ودراجات مرورية وحاسبات آلية وأثاث المكاتب، ووضع خانة خاصة في الاستمارة لوضع ملاحظات أو اقتراحات أخرى حسب ما يراها المختصون في المرور حسب المشاكل التي يواجهونها في القطاع الإداري أو الميداني (ويكون الرد على هذا الاستبيان خلال شهر من تاريخ إصداره من جهات الاختصاص).
4 - تكون الدراسة في معهد المرور (ثلاث سنوات) تكون السنتان الأوليان من الدراسة عامة ومكثفة في كل التخصصات، وتكون السنة الثالثة متخصصة على حسب القدرات البدنية والذهنية لطلاب المعهد حسب التقييمات من هيئة التدريس في أحد تخصصات المرور في المجال التطبيقي العملي والميداني.
ونورد من تلك التخصصات ذات الأهمية الاستراتيجية لمسيرة المرور الإدارية والفنية والميدانية التخصص في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية، شعبة الرخص، الحساب الآلي، شعبة تحقيق الحوادث وتخطيطها، شعبة السير في الدوريات والدراجات النارية في الميدان، شعبة المرور السري، شعبة للاستفسار أو البلاغات عن الحوادث أو غيرها، شعبة في تخصص الصيانة العامة في مجالات الحاسب الآلي مكائن التصوير والفاكسات والسنترالات والتوصيات الكهربائية والسباكة العامة للأجهزة التلفزيونية الداخلية والخارجية المرتبطة بالكاميرات الداخلية والخارجية لمراقبة السير وقطع الإشارات المرورية، والسيارات والدراجات النارية وصيانة المكاتب الإدارية وغيرها مما يهم المرور. ويمكن الاستعانة في مجال الصيانة العامة بالخبرات الكبيرة لدى المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني للابتعاث الداخلي للدراسة لديهم في المعاهد أو الكليات التقنية الفنية المتخصصة في هذا المجال، أو استقطاب الشباب المؤهل من خريجي الكليات التقنية والمعاهد الفنية في هذه التخصصات للاستفادة منهم في مجال هذه التخصصات، وتوفير الأموال الطائلة التي تذهب إلى الصيانة بمبلغ كبير ومبالغ فيه.
5 - النظر بعين الاعتبار في اختيار موقع للمعهد من الناحية الجغرافية والمساحات المناسبة للتدريب النظري والعملي التطبيقي لكل التخصصات. ومن الناحية الصحية يكون هناك مستوصف نموذجي داخل مقر المعهد لتقديم العلاج المناسب لمنسوبي المعهد وغيرها من الأشياء الضرورية للمساعدة على تهيئة الجو المناسب لهيئة التدريس والدارسين.
6 - إنشاء قسم خاص بمعهد المرور يطلق عليه اسم (تطوير القدرات الذاتية) لرجال المرور الذين على رأس العمل من الضباط وصف الضباط والأفراد والمدنين ولا تقل الدورة التطويرية عن (ثلاثة أشهر) ويكون لها فروع في إدارات المرور الرئيسية في أنحاء السعودية لإنشاء دورات قصيرة بين ثلاثة أسابيع وشهر ويفرغ المنتسب لهذه الدورات التطويرية تفريغا كاملا لتلقي المعارف الجديدة في عالم المرور بشقيها العسكري والمدني لكل منسوبي المرور من عسكريين ومدنيين في جميع الأقسام والشعب والوحدات بدون استثناء ويكون حسب الجداول طول العام على ألا يؤثر في سير العمل. (وفي هذا الصدد أود أن أتقدم بالشكر والتقدير والعرفان لإدارة مرور منطقة الرياض المتمثلة في مديرها العقيد عبد الرحمن المقبل ونائبه العقيد عبد العزيز أبو حميد وزملائهم من الضباط والأفراد على جهودهم الموفقة والكبيرة بإنشاء فصول (معهد مصغر) في مقر الإدارة بالناصرية بالرياض لتطوير القدرات الذاتية للعاملين في المرور ووضع البرامج اللازمة التي تصب في مصلحة العمل الإداري والميداني مثل (التدريب على الحاسب الآلي، تدريس اللغة الإنجليزية خاصة أن هذه اللغة يحتاجها رجال المرور في الميدان لمخاطبة المقيمين الذين لا يتقنون اللغة العربية. تخطيط الحوادث والتحقيق فيها، التخطيط في البحث والتحري، قيادة العمليات، ومن تلك الجهود للتدريب للقدرات الذاتية استقطاب الأكاديميين والمختصين للمشاركة في إلقاء المحاضرات النظرية والتطبيقية من الجامعات ومعهد الإدارة العامة بالرياض ومن رجال المرور الذين لديهم خبرة في مجال التدريس والتدريب من منسوبي معهد المرور سابقا، وغيرهم لرفع كفاءة العاملين بالمرور، ونرجو من مقام وزارة الداخلية والأمن العام تقييم هذه التجربة الرائدة والناجحة لتعميمها على القطاعات الأمنية المختلفة في المقار الرئيسية في كل أنحاء السعودية، ولا أدل على ذلك إلا ما قامت به أخيرا شرطة منطقة الرياض بوضع فصول دراسية (معهد مصغر) لتطوير القدرات الذاتية للعاملين في شرطة منطقة الرياض في كل التخصصات وهذه خطوة رائدة وموفقة في مجال التخصص الذي نسعى إليه جميعا، ويعتبر التخصص ذا أهمية استراتيجية للتطوير والتخطيط المهني الإداري والميداني ولكي نسلم من الاجتهادات الشخصية في اتخاذ القرارات بسبب عدم التخصص وحيث تكثر الأخطاء وكثرة اللجان بعدم وجود المتخصص في المجال نفسه الذي يراد اتخاذ القرار المناسب في أي عمل إداري أو فني أو ميداني، وبهذا نقول إن إعادة وتأهيل معهد المرور يعتبر من التخصص المطلوب وجوده في القطاعات الأمنية، وبهذا يكون التخصص سواء في المعاهد أو مدن التدريب العسكرية ضروريا واستراتيجيا).
7 - استقطاب الكوادر المؤهلة من داخل جهاز المرور وخارجه للتدريس الأكاديمي والتطبيقي العملي لكل الأقسام والتخصصات التي تتطلبها أعمال المرور في الشؤون الإدارية والميدانية والفنية.
8 - وضع الحوافز المعنوية والمادية لهيئة التدريس والطلاب من صرف المكافآت الشهرية طوال فترة الدراسة، ويتم تعين المتخرج برتبة عسكرية مناسبة حسب الشهادات الدراسية وسنوات الدراسة في المعهد، ويتم تصنيفهم حسب التصنيفات العسكرية (فني وغير فني).
صالح بن حسن بن عبد الرحمن السيف محافظة الخرج - مدينة الدلم |