Sunday 5th February,200612183العددالأحد 6 ,محرم 1427

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الاقتصادية"

في افتتاح فعاليات منتدى الموارد البشرية أمس بالرياض في افتتاح فعاليات منتدى الموارد البشرية أمس بالرياض
د.الخويطر: العمالة الوافدة في بعض المجالات تعدت الاحتياجات الفعلية للاقتصاد الوطني

* الرياض - حازم الشرقاوي :
قدَّر الدكتور محمد السهلاوي المدير العام لصندوق تنمية الموارد البشرية إجمالي ما يتم إنفاقه على توظيف وتأهيل الشباب السعودي حتى العام المقبل حوالي 1.7 مليار ريال، وذكر أنه تم توظيف نحو 70 ألف شاب سعودي خلال العام الماضي.
وقال السهلاوي في تصريحات للصحفيين على هامش انطلاق مؤتمر الموارد البشرية الذي بدأت فعالياته صباح أمس في الرياض: إنه سيتم إنشاء مركز خادم الحرمين الشريفين الملك فهد للتوظيف ابتداء من مايو المقبل في كل من الرياض وجدة والدمام ثم التوسع فيه إلى باقي أنحاء المملكة.
وتوقع السهلاوي أن يسهم المركز في تقديم خدمات نوعية في مجال التوظيف وخدمات الإرشاد المهني واختبارات الميول المهنية للطلاب وطالبي العمل.
وأشار السهلاوي إلى أنه سيتم افتتاح فرع نسائي في صندوق الموارد البشرية يهدف إلى تهيئة الشابات للعمل في القطاع الخاص للحصول على ما يتراوح بين 15% و 20% من إجمالي الفرص الوظيفية المتاحة المقدرة بنحو 105 آلاف وظيفة.
وأضاف السهلاوي أن صندوق الموارد البشرية سيتبنى برنامجاً لتقديم قروض لطلاب الجامعات والمعاهد وسيبدأ قريباً تنفيذ البرنامج بعد إقرار اللائحة التنظيمية له.
وقد افتتح معالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر فعاليات مؤتمر الموارد البشرية أمس في قاعة الملك فيصل بالرياض بحضور عدد من رجال الأعمال وأساتذة الجامعات والمتخصصين والخبراء.
وقد جاء في كلمة وزير العمل التي ألقاها نيابة عنه معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير الدولة عضو مجلس الوزراء قائلاً: نحن نعيش اليوم في عصر يتسم بسرعة الحركة، والتحولات المستمرة، وانفتاح الأسواق، وحرية التجارة، والمنافسة الحادة في أسواق السلع والخدمات، والتطورات المتسارعة في مجالات التقنية والإنتاج وأساليب العمل. ويأتي تنظيم هذا المنتدى الرابع لتنمية الموارد البشرية في ظل هذه المعطيات والمتغيرات وما يترتب عليها من تحديات كثيرة تواجه سوق العمل والاقتصاد الوطني.. مما يكسب المنتدى أهمية كبيرة نابعة من طبيعة التحديات وخصوصية الموضوع.
وأوضح معاليه قائلاً: لا شك أنكم تدركون أن الحديث عن تنمية الموارد البشرية الوطنية في هذا المنتدى، وفي غيره من قنوات الحوار الاخرى التي تقام في بلادنا عن تنمية الموارد البشرية، إنما هو حديث عن بناء الإنسان السعودي الذي يمثل المحور الأساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وغايتها، والمستفيد منها، والقوة المحركة والدافعة لها.
وغني عن القول أن أية تنمية لا يستفيد منها المواطن، سواء كان عاملاً أو صاحب عمل، تعد تنمية غير كاملة مهما كان الانجاز فيها ومعدل النمو المتحقق.
وأوضح معاليه أن الاهتمام بتنمية الموارد البشرية الوطنية هو في الواقع اهتمام بجوهر التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ولذلك عندما اختارت المملكة، قبل نصف قرن تقريباً، تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية سريعة، عن طريق الاستفادة من عائدات النفط والاستعانة بعمالة من الخارج، وضعت نصب عينها أن تكون تلك التنمية مصحوبة بتنمية الموارد البشرية الوطنية من خلال التوسع في التعليم والتدريب بأشكالهما ومستوياتهما وأنواعهما المختلفة. وقد أدت الجهود في هذا المجال إلى المساهمة في دعم قدرات المواطن العلمية والمعرفية وتزويده بما يمكنه من مواكبة التطورات التقنية والمشاركة في مجهودات التنمية وبناء الاقتصاد الوطني.
إلا أن تلك الجهود صاحبتها أيضاً بعض المعوقات. ورصد معاليه أهم المعوقات التي تواجه توظيف العمالة الوطنية وهي: ضعف المواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل. وهناك أيضا شواهد تؤكد بأن أعداد العمالة الوافدة قد تعدت الاحتياجات الفعلية للاقتصاد الوطني في بعض المجالات وأصبح وجود هذه العمالة يشكل أحد معوقات توظيف العمالة الوطنية وخصوصا في القطاع الخاص. فرغم الاهتمام الكبير والمتزايد بقضايا توطين الوظائف في القطاع الخاص وصدور العديد من القرارات لزيادة توظيف العمالة الوطنية في وظائفه، إلا أن النمو المطرد في القوى العاملة الوطنية وبخاصة المؤهلة والمدربة منها لم ينعكس بالشكل والمستوى المطلوبين في توظيف هذه العمالة أو الحد من العمالة الوافدة ومعدلات استقدامها. فما زالت العمالة الوافدة كبيرة ومستمرة في التدفق، وما زال هناك مواطنون سعوديون يبحثون عن العمل وتتزايد أعدادهم من عام لآخر.. وهذا الأمر يتطلب معالجة جذرية وعاجلة. وقال: ليس من المقبول أن تكون هناك بطالة بين المواطنين في وقت يستوعب فيه سوق العمل أعداداً كبيرة ومتزايدة من العمالة الوافدة. فالمواطن أولى بأن يجد عملاً في بلده وينبغي ألا يكون توطين الوظائف مجرد شعار عاطفي لا يتم الالتزام به من الجميع.
وقال معاليه: وإدراكا لأهمية المشكلة وضرورة إيجاد حلول موضوعية وعملية لها، قامت وزارة العمل بحملة واسعة لحصر أعداد طالبي العمل من السعوديين الذين بلغ عددهم أكثر من 155 ألف طالب عمل، ووضعت خطة لتوظيفهم وتدريبهم خلال الأشهر القليلة القادمة.. وذلك إلى جانب الحملة الوطنية للتدريب والسعودة التي تستهدف زيادة الوعي بأهمية العمل وقيمته، وتشجيع المواطنين للعمل بالقطاع الخاص وحث أصحاب العمل على اعطاء الفرص الوظيفية المتاحة للسعوديين وبذل جهود لتدريبهم عليها.
وأضاف معاليه قائلاً: إن السياسات التي تتبعها وزارة العمل تهدف إلى توفير فرص العمل للمواطنين، وإيجاد العيش الكريم لهم ومعالجة ما قد يكون هناك من اختلال في بعض جوانب سوق العمل وليست موجهة ضد العمالة الوافدة التي ساهمت مشكورة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة.. فالهدف هو توفير المزيد من فرص العمل للمواطنين مع استمرار الاستعانة بالعمالة الوافدة في المجالات التي توجد حاجة فعلية للاستعانة بها. وتحقيق هذه السياسة لا يمكن أن يتم دون التعاون من القطاع الخاص. فنحن في وزارة العمل نؤمن بأهمية وجود شراكة حقيقية وايجابية مع القطاع الخاص، ونؤمن بأن القطاع الخاص من جانبه متفهم لهذا الأمر ومدرك لأهمية التعاون مع الحكومة في تحقيق الأهداف الوطنية وفي مقدمتها توظيف القوى العاملة الوطنية.
أما الدكتور محمد السهلاوي مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية فقد رصد في كلمته عدداً من أهداف الصندوق وأهمها التوسع في تأهيل وتدريب طالبي العمل من المواطنين وتسهيل توظيفهم في القطاع الخاص، والتوسع في التدريب والتوظيف النسائي حيث تم إنشاء أول فرع نسائي للصندوق يهدف إلى خدمة سيدات الأعمال، ومن المنتظر أن يسهم هذا الفرع في دعم مهمة الأقسام النسائية في فروع الصندوق المتعددة لتسهيل توظيف المواطنات في القطاع الخاص، كما سيسعى الصندوق - بإذن الله - إلى تأهيل طالبات العمل للقطاع الخاص من خلال تقديم برنامج تهيئة طالبات العمل للقطاع الخاص، وتشجيع العمل الحر من خلال تبني برامج لتطوير أصحاب العمل حيث تم تنفيذ برنامج لتطوير أصحاب الأعمال في خمس مناطق رئيسة للرجال والسيدات وجاري تنفيذه في العديد من مناطق المملكة، والتوسع في مجال البحوث والدراسات حيث تم دعم العديد من الدراسات التي تخدم سوق العمل ومنها دراسة حول (واقع التدريب الداخلي في منشآت القطاع الخاص المستفيدة من دعم الصندوق) ودراسة عن (تقييم برامج التنظيم الوطني للتدريب المشترك) بالإضافة إلى الدراسات التي سوف يتم تناولها في هذا المنتدى بعنوان (إطار منهجي لتشغيل المرأة في ظل تبني خيارات العمل عن بعد)، ودعم الفعاليات المرتبطة بمجال تنمية الموارد البشرية بدءاً من تنظيم الصندوق لملتقى تنمية الموارد البشرية، وكذلك رعاية ملتقى المنشآت الصغيرة بالغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية، وندوة توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة بالغرفة التجارية الصناعية بجدة، وانتهاء إلى دعم هذه المناسبة.
فيما قال الأستاذ عبدالرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بالرياض في كلمته: إننا معنيون في القطاعين الحكومي والخاص اليوم أكثر من أي وقت مضى، بالبحث الجدي عن أفضل السبل وأيسرها مسلكا للوصول إلى تحقيق النقلة الكمية والنوعية لطاقاتنا البشرية التي تعتبر وبتعبير دقيق أسرع الطرق إلى رحلة الصعود إلى الأعلى في سلم التطور والتقدم الحضاري، فمن دون إيجاد الاستراتيجيات المتميزة في مجال تأهيل الطاقات البشرية وتنميتها أفقيا ورأسيا، ومن دون العمل على تعزيز الثقافة المؤسسية والتأهيل الوظيفي في بيئة العمل والاقتداء بالتجارب العالمية الناجحة هنا، فقد يكون من العسير الوصول لتحقيق الهدف المطلوب.
بيد أن المنتدى الذي يأتي في إطار الوعي المبكر للغرفة التجارية الصناعية بالرياض التي سعت لتنظيمه بالجودة البادية عليه بالتعاون مع الجمعية السعودية للإدارة والشركة السعودية لتنمية الكفاءات البشرية، يوفر في واقع الأمر، مناخا ملائما وسانحة طيبة أمام الجهات المعنية بهذا الملف الحيوي لإنجاز خطوات ملموسة، خصوصا في ظل عولمة المعرفة ومناهج تنمية الموارد البشرية وفي ظل الحاجة المتنامية محليا ودوليا لاستقطاب الكفاءات البشرية العالية التأهيل لتحقيق تطلعات الشعوب والدول في تحقيق التطور والنماء المنشود.
أما الدكتور عبدالله بن جلوي الشدادي رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر فقد قال في كلمته: إن فكرة تنظيم هذا المنتدى ببعده الدولي وتنوع فعالياته التثقيفية والتدريبية من لقاء كان ينظم بشكل سنوي بتعاون بين غرفة الرياض وجمعية الادارة وكان يركز على قضايا التدريب والتوظيف من وجهة نظر محلية.. ورأت اللجنة المشرفة على هذا اللقاء أهمية تطويره ليأخذ البعد الدولي ويشتمل على فعاليات تطويرية وعرض الفرص الوظيفية وكذلك مشاركة نسائية في البرنامج العلمي والتدريبي.
وتناول الشدادي بعض التوصيات السابقة للقاءات التوظيف والسعودة التي تمت في اللقاءات السابقة وهي التأكيد على أهمية وجود استراتيجية طويلة المدى للسعودة في جميع المنشآت، وتوفير فرص عمل مناسبة للمرأة.. ورفع نسبة مساهمتها الانتاجية، وقيام رجال الأعمال بإنشاء صناديق تقدم قروضاً حسنة لتدريب الشباب الراغب في ذلك.
من التوصيات أيضا زيادة المساندة والدعم الحكومي لتأهيل وتوظيف المرأة السعودية.
وقال الشدادي: إن الجميع يدرك أن هذه التوصيات أخذت حيز التنفيذ من الجهات المعنية ونأمل أن يستمر تفعيلها لتحقيق الهدف الأسمى وهو تنمية وتطوير الكفاءات البشرية السعودية والقضاء على البطالة والرفع من الإنتاجية والجاهزية للمنافسة الدولية من خلال العنصر البشري.
ولقد تبنى هذا المنتدى شعار الاستثمار في جيل المستقبل.. وهو الاستثمار الحقيقي الذي نعول عليه ويعتبر مستقبل الأمة.. إن الاستثمار في جيل المستقبل لا يمكن أن يتحقق ونقطف ثمار ذلك الاستثمار إلا من خلال استراتيجية واضحة المعالم للتعامل مع العنصر البشري.. ولقد سمع الكثير عن وجود استراتيجيات مطروحة أو يعمل على طرحها.. كاستراتيجية التوظيف في وزارة العمل وكذلك استراتيجية التعليم العالي.. وقد يكون هناك استراتيجيات أخرى في الطريق للإعلان عنها.
وأكد الشدادي على ثلاثة جوانب رئيسة في استراتيجية تنمية الموارد البشرية وهي: وجود رؤية واضحة عند التعامل مع جيل المستقبل، وشمولية الاستراتيجية وعدم انفراد قطاع بوضعها، واشراك الجهات المنفذة والمتأثرة بهذه الاستراتيجية، وهذه الأبعاد ستتم تغطيتها في المحور الأول لمنتدانا.
وقال: إن المنتدى يناقش بشكل تفصيلي المحاور التالية:
- استراتيجيات تنمية الموارد البشرية.
- تدريب وتنمية الموارد البشرية.
- ثقافة المنظمة والتنوع الحضاري.
- التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية.
- تدريب العنصر النسائي.
- تجارب وحالات متميزة وناجحة.
ويشارك فيه متحدثون ومشاركون من الدول التالية:(أمريكا، هولندا، الهند، مصر، الأردن، الإمارات) وكذلك خبراء متميزون من المملكة من القطاعين العام والخاص ممثلين للجانب الأكاديمي والتطبيقي.
وقد وجد هذا المنتدى دعما كبيرا ومساندة متميزة من صندوق تنمية الموارد البشرية، والاتحاد الدولي لمنظمات التدريب والتنمية، وشركة أرامكو.
وقد تم تكريم الجهات الراعية للمنتدى وهي:
شركة السدحان التجارية (الراعي المميز)، ومن الرعاة الرئيسين البنك الأهلي التجاري، وشركة أسواق بنده (صافولا)، ومجموعة بن زومه، وشركة هرفي. والرعاة المشاركون شركة الالكترونيات المتقدمة، ومسك للكابلات المتخصصة، والبنك السعودي الهولندي، وشلمبر جي، وجريدة الجزيرة (الراعي الإعلامي) والخطوط السعودية (الناقل الرسمي).

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved