** في زمن المدّ العروبيّ، تظاهر القوم على مقاطعة الشركات التي تتعامل مع ما كان يسمى (العدو الصهيوني)، وكبقيّة شعارات المرحلة فقد تواجهت صدقية الموقف مع تميُّع الممارسة؛ وفي مثل غير بعيد فقد كان السيّاح العرب اللندنيون هم أكثر زبائن محلات (مارك وسبنسر) المقاطَعَةِ آنذاك، وفي مقابلهم كان الحالمون بالجدوى يقفزون إلى الرصيف الآخر حين يقتربون من واجهة الأسواق في شارع (أكسفورد)..!
** مضى الزمنُ بالعروبة، وتفرقت السبل بالمقاطعة، وبقي تأثير الشارع فاعلاً حين أجمع بكل تياراته على تسجيل موقف موحد تجاه جريمة الإساءة إلى سيّد ولد آدم الذي صنّفه منصفوهم، كما (مايكل هارت)، بأنه الأعظم تأثيراً في التاريخ الإنسانيّ..!
** لم يفترق الردّ الرسميّ عن الشعبيّ؛ ليتكرس الإيمان بجدوى حملات مماثلة بحق مماثلين دنّسوا كلام الله، وأساءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واضطهدوا المؤمنين بالله، وما حكايات (غوانتانامو) و(أبو غريب) و(ملجأ العامريّة) و(عجرفة قارون) سوى الجزء الطافح من جبل الجليد..!
** ليتنا نتوحد في هذا الاتجاه السلميّ الهادئ المهادن (وهو أضعف الإيمان)؛ لنجابه الرياح العاتية الباغية الطاغية، سواء أهبّت من سقف العالم أم من قبوِه، ومن رعاة البقر أم من حالبيها..!
* القوةُ اكتشاف..!
|