* العواصم - الوكالات:
تخشى الحكومة الدنماركية من اتساع نطاق أعمال المقاطعة في العالم الإسلامي بسبب الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم التي نشرتها صحيفة جيلاندس بوستن الدنماركية.
وفي حوار لصحيفة (بورسن) الصادرة أمس الخميس أرجع وزير الخارجية الدنماركي بير شتيج موللر هذه المخاوف إلى إعادة نشر هذه الصور في دول أوروبية أخرى؛ مثل فرنسا، مشيراً إلى أن المقاطعة قد تمتد لتشمل منتجات هذه الدول أيضاً. وأضاف موللر أنه يتوقع أن الجزائر ودولاً أخرى في شمال إفريقيا ستحذو حذو دول إسلامية أخرى، وخصوصاً في منطقة الخليج، في مقاطعة منتجات الدول التي نشرت الرسوم. كما نُظِّمت احتجاجات أمام الشركات والبعثات الدبلوماسية الدنماركية وتلقت بعض المؤسسات تهديدات بشن هجمات بالقنابل.
ورداً على هذه الصور المسيئة شرعت منطقة الخليج بالكامل في مقاطعة البضائع الدنماركية. وتضررت شركة منتجات الألبان الدنماركية (أرلا) بشدة من المقاطعة، وقالت إنها تخسر نحو 1.6 مليون دولار يومياً في منطقة الخليج بسبب مقاطعة المنتجات الدنماركية في منطقة الشرق الأوسط. وتم رفع منتجات الشركة من على أرفف المتاجر في المملكة.
إلى ذلك تمادت الصحف الأوروبية في غيها وأعادت نشر الصور المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أعادت صحف في فرنسا وألمانيا وإسبانيا نشر الرسوم المشينة زاعمةً أن حرية الصحافة أهم من الاحتجاجات والمقاطعة.
وتم إجلاء الموظفين من مبنى السفارة الدنماركية في دمشق إثر تهديد من قنبلة تبين فيما بعد أنه كاذب، واستدعت سوريا سفيرها لدى الدنمارك بسبب الرسوم.
وفي كوبنهاجن اجتمع مسؤولون بالشرطة مع زعماء مسلمين في محاولة لتهدئة ردود الفعل هناك. وفي مدينة أراهوس تم إخلاء مكاتب صحيفة جيلاندس بوستن التي نشرت الرسوم للمرة الأولى في سبتمبر/ أيلول بعد تحذير من قنبلة.
وذكرت تقارير لشركتين دنماركيتين كبيرتين أن مبيعاتهما آخذة في الانخفاض في الشرق الأوسط بعد المقاطعة في العالم العربي.
وندَّد دليل أبو بكر رئيس مجلس مسلمي فرنسا بنشر الرسوم بوصفه (استفزاز صريح لملايين المسلمين في فرنسا).
وقال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي خلال مؤتمر صحفي بأنقرة: (إن مبادئ حرية الصحافة التي تدافع عنها السلطات الفرنسية في أنحاء العالم لن يتم التشكيك فيها). غير أنه أضاف: إن هذا المبدأ يجب أن يُمارس في إطار أجواء من التسامح واحترام الديانات.
وأعادت صحيفة دي فيلت الألمانية نشر الرسوم وقالت: (لا حصانة لأحد من التهكم في الغرب). ونشرت صحيفتان إسبانيتان، هما: (إيه. بي سي) و(إل بيريوديكو)، صوراً للرسوم المشينة. كما نشرت صحيفة سويسرية ناطقة بالألمانية الرسوم المسيئة.
واعتذرت صحيفة جيلاندس بوستن الدنماركية عن أي إيذاء قد تكون سبَّبته لمشاعر المسلمين بنشر الرسوم، غير أن الشرطة قالت: إن مكاتب الصحيفة في أراهوس أُخليت مساء الأربعاء للمرة الثانية خلال يومين بسبب تحذير من قنبلة.
وقالت شركة (آرلا فودز) الدنماركية السويدية لمنتجات الألبان التي تبلغ قيمة مبيعاتها السنوية في الشرق الأوسط ثلاثة مليارات كرونة دنماركية (487 مليون دولار) إنها قد تضطر إلى إلغاء 140 وظيفة بسبب المقاطعة. وقالت متحدثة باسم الشركة: (نخسر نحو عشرة ملايين كرونة دنماركية - 1.8 مليون دولار - يومياً في الوقت الحالي).
كما ذكرت شركة (نوفو نورديسك) الدنماركية أكبر منتج للأنسولين في العالم أن الصيدليات والمستشفيات في السعودية تقاطع منتجاتها منذ يوم السبت الماضي.
ونشرت مطبوعة مسيحية نرويجية تسمى (مجازينت) الرسوم المسيئة في يناير/ كانون الثاني الماضي. وأبدى رئيس الوزراء النرويجي ينس شتولتنبرج أسفه، لكنه لم يقدم اعتذاراً صريحاً.
وفي غزة أغلق عشرون مسلحاً من كتائب الياسر التابعة لحركة فتح وسرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي أمس الخميس مكتب الاتحاد الأوروبي في مدينة غزة (حتى إشعار آخر). وهدَّد المسلحون بقصف هذا المكتب و(كافة المقرات الأوروبية في غزة) اعتباراً من غدٍ السبت. وأغلق المسلحون أبواب مكتب الاتحاد الأوروبي في مدينة غزة، وكتبوا عليها: (مغلق حتى إشعار آخر). وطلبوا من الحكومات الأوروبية (الاعتذار عن نشر الصور المسيئة).
وأكدت كتائب الياسر الجناح العسكري لفتح وسرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي في فلسطين في بيان: (نحذِّر بشدة الحكومة الدنماركية من الإقدام على هذا الفعل المشين، ونؤكد على إغلاق مكتب الاتحاد الأوروبي في غزة حتى إشعار آخر).
وأمهلت المجموعتان المسلحتان (الحكومات الدنماركية والفرنسية والنرويجية 48 ساعة للاعتذار رسمياً). وحذَّرت المجموعتان من أنه (في حال خروج مسيرات دنماركية للإساءة للإسلام غداً السبت سنقوم بقصف مكتب الاتحاد الأوروبي وكافة المقرات الأوروبية في غزة). كما طلب المسلحون من (الرعايا الفرنسيين إخلاء قطاع غزة).
إلى ذلك صرح متحدث باسم مكتب المفوضية الأوروبية في مدينة غزة بأنه تقرَّر إغلاق هذا المكتب ابتداءً من صباح أمس الخميس حتى إشعار آخر.
من جهة أخرى، أعلنت وكالة الأنباء التونسية الرسمية أن السلطات التونسية منعت توزيع صحيفة (فرانس سوار) الباريسية التي أعادت نشر الصور المسيئة. وقالت الوكالة: (عملاً بمقتضيات مجلة الصحافة أصدر وزير الداخلية والتنمية المحلية قراراً بحجز عدد الأربعاء الأول من شباط/ فبراير 2006م لهذه الجريدة؛ لما تضمَّنه من مساس بمشاعر المسلمين وتشويه لشخصية الرسول الأكرم).
وفي المغرب؛ حيث ندَّد مجلس العلماء بالرسوم، أعلنت وزارة الإعلام في بيان حظر صحيفة (فرانس سوار)، مندِّدة ب(الحجج الواهية القاضية بالدفاع عن حرية الصحافة) لتبرير نشر الرسوم المسيئة.
|