(الجمل الذي خلفه الرعاة
في الفلاة
مقيداً مهجور
قد نقرت هامته
كواسر الطيور
فضل حول نفسه
مقيداً يدور)
هذا مقطع من قصيدة قديمة للشاعر يتحدث فيها عن (جمل الطير) أو الجمل المطيور، وهذا المرض بالطبع يخص الجمال وحدها دون سائر المواشي والجمل قد يصاب بالاختبال لاسيما في أول الهياج ويتحول إلى (أكله) إذ قد يهاجم العائلة والرعاة، ويصبح شرساً لا يقاوم، وأذكر في هذا الصدد أنني قلت:
(جمل جبل
رأسه في السماء
ويرغي فوق العمائر
يجتر شوكاً
ويطلق قهقة في الفضاء
ويهتاج إذ تعثر النوم)
( يسغد) عبر الهواء
وبالطبع هذا المخلوق الصحراوي الجميل لم يخلقه رب العزة إلا لملاءمة جو الصحراء وإنسان الصحراء الذي يلبس من وبره، ويوقد بعره، ويأكل من لحمه ويشرب حليبه لذلك بارك الله في الإبل (عطايا الله) ولك أن تتصور هذا الفضل الإلهي علينا لاسيما حينما تصاب الدواجن بالانفلونزا القاتلة التي يعتاش عليها أولادنا الأمر الذي حدا بصاحبي ابن ظلهاب أن يسميهم أبناء البقر، أحفاد الدجاج.
***
ونحن إزاء هكذا حالة أي إصابة البقر بالجنون والدجاج بالانفلونزا والأغنام بحمى الوادي المتصدع قد لا يجد أبناؤنا ماذا يأكلون لاسيما ونحن نعشق لحم الجزور والحاشي بينما هم لا يطيقونها لذا فما عليهم إلا أن يأكلوا (تبناً) ويسكتوا.
|