عندما أنشأت الدوائر الحكومية على طريق الملك عبدالعزيز شارع المطار القديم أنشأت هذه الدوائر قبل أكثر من خمسين عاما، وكان الموظفون في السابق يحضرون للوزارات في باصات خاصة بالوزارة ثم في باصات خط البلدة، وكانت في بداياتها، ثم يجتمع مجموعة ويمرعليهم أحد زملائهم الذي يملك سيارة، ثم أصبح كل موظف يحضر بسيارة لوحده، كذلك المراجعون كان في السابق عدد المراجعين للوزارة ذات العلاقة الجماهيرية لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة في اليوم الواحد الآن عدد المراجعين يفوق عدد الموظفين وكل مراجع يحضر بسيارة لوحده تصور عدد الموظفين وسياراتهم وعدد المراجعين وسياراتهم، وما يواجههم من صعوبات ومشاكل لعلنا نذكر جزءا منها:
أولا: عدم وجود مواقف خاصة بالوزارة للمراجعين لأن المواقف المخصصة لكل وزارة لا تفي بالغرض، ولا تكفي لنصف الموظفين فما بالك بالمراجعين.
ثانياً: منع الوقوف في أغلب الأماكن المجاورة للدائرة الحكومية إما لدوافع أمنية أو لعدم مضايقة المحلات والسكان، ولا ننسى أن ونش المرور جاهز للسحب وإعطاء المخالفة.
ثالثاً: وجود بعض الوزارات في مواقع ضيقة وسيئة للغاية وسوؤها يكمن في عدم وجود مساحات للوقوف وعدم وجود مواقف كل هذه عوامل تجعل المراجع أو الموظف في حالة نفسية سيئة، ولاشك أن المملكة العربية السعودية (قارة) وليست مدينة صغيرة والمراجعين للعاصمة يتوافدون من جميع مناطق المملكة المترامية الأطراف لهذا السبب، أود أن أطرح اقتراحا ربما كان عاملا في حل هذه المعضلة التي نواجهها جميعاً:
أولاً: إنشاء مجمعات دوائر حكومية في شمال وجنوب وشرق وغرب العاصمة الرياض، وهذه المجمعات تضم فروعا لجميع الدوائر الحكومية ومثلها في جدة والمدن الكبيرة التي تشكو الزحام، وتكون هذه المجمعات شاملة لجميع الدوائر الحكومية وتقسم كل وزارة لها قسم يديره مجموعة موظفين مزودين بأجهزة حاسب آلي مربوطة بالوزارة الأم دورهم فقط استلام المعاملة من المراجع وإنهاء إجراءاتها بعد استيفاء جميع الشروط ومتابعتها في الوزارة الأم، ومن ثم تعود للمجمع، ويتم إفادة المراجع بالنتيجة لهذا لن يراجع الوزارة الأم أي مراجع إلا لأمر مهم يصعب إنجازه من قبل المجمع، وفي هذه الحالة سيخف الزحام في الشوارع، وسوف يؤدي الموظف في الوزارة عمله على أكمل وجه وسوف يكون سير العمل سلسا للغاية، وبهذه المناسبة لو أن هناك إحصائيات لعدد المراجعين لكل وزارة لاتضحت الرؤية في الكم الهائل لعدد المراجعين في اليوم الواحد لكل دائرة حكومية فقط ليرى القارئ المعاناة التي تواجهها الدوائر الحكومية وبصفة يومية. لهذا السبب فإن إنشاء مثل هذه المجمعات سيخفف الحمل على الدوائر الحكومية، وسيخفف من أعباء المرور وحركة السير، وسوف يقلل من الحوادث والضغط النفسي، وسوف نرى- إن شاء الله- الحكومة الإلكترونية في القريب العاجل في جميع الدوائر الحكومية، وتكون جميع المراجعات عن طريق الإنترنت ليرتاح الموظف والمراجع، ونصل إلى ما وصلت إليه الدول المتقدمة، وتنتهي المحسوبية وعناء الواسطة الذي أرهق الكثير من المواطنين من ليس له قرابة أو صداقة بالمسؤولين.
هذا والله نسأل التوفيق للمخلصين لهذا البلد وأهله
|