وهذا هو عنوان قصيدة الدكتور عائض عبدالله القرني التي انهى بها (اعتزال) العمل الدعوي. وكانت (مسألة) اعتزال الدكتور القرني قد شغلت المجتمع السعودي بأطيافه المتعددة بين راضٍ ورافض. وهذا أمر غير ذات أهمية لأنه مسألة طبيعية، فالناس تختلف في الآراء، واختلافهم مبرر ومقبول. المهم في عودة الدكتور القرني بعد إعلان الاعتزال الشهير هو هذا الاهتمام الجماهيري، ولهذا سميت قصيدة (العدول عن الاعتزال) بقرار الجماهير. وهي تلبية لرغبة جماهيرية لا يمكن أغفالها، حتى وإن اختلف البعض حولها. وهي رغبة أيدها رمز وطني وشعبي كبير، وهو أمير الرياض المحب سلمان بن عبدالعزيز.
ما لفت انتباهي في مسألة (الاعتزال) هذه، والعدول عنها، وفي زعمي أن هذا (الاعتزال) أو (العدول عنه) والاهتمام (الجماهيري) بكلتا الحالتين، هو ظاهرة صحية في المجتمع السعودي جديرة بالاهتمام. والاهتمام بالشيء مدعاة لشتجيعه.. والسبب في هذا القول، هو أن نخرج من شرنقة (الاعتزال الكروي) والاهتمام الجماهيري باعتزال (نجوم) الرياضية.
وأحسب أن اهتمام (الجماهير) باعتزال (نجوم) كرة القدم في بلادنا، لم يصل إلى درجة و(جماهيرية) اعتزال الدكتور القرني. وهذا تحوَّل (اجتماعي)،
وسلوك (جماهيري) يحمد عليه المجتمع السعودي الذي (عاد) إلى (تقدير) أصحاب الرأي والفكر. وهو (عود أحمد) نسأل الله أن يتطور ويطال النخبة من قياديي الرأي والفكر في المجتمع السعودي، وهم كثر وخيرهم وعطاؤهم كثير. ولا يتعارض هذا الرأي مع المحافظة على الاهتمام بنجوم كرة القدم أو غيرهم، فكل هؤلاء أبناء هذا الوطن، وكل منهم يعمل في مجاله، ولكل مجال (حاجة) و(جماهير). ولعلنا (بقرار الجماهير) نداوي عيباً في هذا المجتمع اشار إليه الراحل الأديب محمد حسين زيدان - رحمه الله - عندما قال إن (هذا المجتمع دفان). نحن إن شاء الله سنذكر كل مواطن بخير.
د. عبدالعزيز إسماعيل داغستاني رئيس (دار الدراسات الاقتصادية) - الرياض |