الإنسان ذلك المخلوق القوي الضعيف المكرم على جميع المخلوقات، سبحان الله كم أوجد الفروق بين هذا وذاك وذلك الإنسان.. وكم هو لباعث للحزن أننا أصبحنا كثيراً ما نرى من يحمل البغض والكره لذلك الإنسان.. لقد أمرنا أن نرأف بحال من هم من غير عقيدتنا لأنهم لم يشعروا قط بحلاوة إيماننا وحياتنا.. فكيف نحمل تلك المشاعر السلبية لمن من بني جلدتنا وعقيدتنا ومجتمعنا، لم يعمل لنا شيئاً وإن أخطأ فنادراً وليس دوماً.. إننا جميعاً نعاني في مجتمعاتنا ممن يقيمون ويصدرون الأحكام المسبقة على ذلك الإنسان.
(لم أرتح له، لا يعجبني، أكرهه.. شكله... كلمة وربما يزيدونها جملة قد تسهل في نطقها وكم هي حقاً صعبة في معناها.. نسمعها كثيراً ونادراً قليلاً..
قد تكسر العصا عظامنا لكن الكلمات تكسر قلوبنا |
لقد كرمنا الله بنعمة عظيمة ألا إنها الكلام الذي نستطيع به أن نتواصل مع غيرنا بلا عناء.. فهل لنا في ثوان أن نتخيل فقدنا لها.. ويا للأسف كم أصبحت نقمة على بعض أصحابها فأخذوا يطلقون الشائعات المحاكة على ذلك الإنسان، وجلها كذبات.. فيتداولها الآخرون وكم من إضافات.. لتصل لمسمع ذلك الإنسان مزعجة وجارحة له.. كيف هذا ونحن نستطيع أن نشعر بما يشعر به في حينها ذلك الإنسان.
إنني كم أرجو وأدعو الجميع كل الجميع أن يرحموا ذلك الإنسان.
وحتى إن قلنا إن البعض يحمل بعض السوابق غير المشرقة وفي الغالب قد لا يكون.. إلا أننا نستطيع بأيدينا أن نشجعه على نسيانها بدلاً من أننا نذكره على الدوام بها ونرسخه عليها فقط بمجرد.
نظراتنا.. وكلماتنا.. وهمساتنا..
إننا لو تأملنا ووقفنا في حديث الحبيب محمد نبينا: (من ستر على مؤمن ستر الله عليه يوم القيامة) لشعرنا بعظمة ما نقوله ونفعله..
فكم نحن مقصرون ومخطئون وجل من لا يخطئ.. في زمن كهذا..
كم نحن حقاً بحاجة ماسة لن يستر الله زلاتنا في يوم مهيب..
فليكن من الأجدر لنا أن نحمل معنا خيراً من حقائبنا تلك الكلمات الدافئة الثرية في قولها ومعناها.. فلنحمل كل الحب لذلك الإنسان ونطلق كلمات الرضا والمحبة في كل زمان ومكان.. فالكل يخوض معركة صعبة في هذه الحياة..
ألا يستحق ذلك الإنسان لكلمة تعينه على مواجهة مصاعب الحياة.. يسعد بها.
لا أرغب في الإطالة لأنني أحببت فقط أن أذكر هذا وذاك وذلك الإنسان..
|