Tuesday 24th January,200612171العددالثلاثاء 24 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

من تداعيات حج هذا العام من تداعيات حج هذا العام
آراء ومقترحات أضعها بين يدي أمير الأمن
أحمد بن عبدالعزيز الربيش /مدير شركة الحمراني/ فوكس

كرمني الله عز وجل بالحج هذا العام، ولقد لمست كغيري المجهودات والجهود الجبارة التي سخرتها حكومتنا الرشيدة لخدمة حجاج بيت الله والتي لم يكدر صفوها سوى الحدث والمصيبة التي حلت بوفاة مئات الحجاج عليهم رحمة الله ومغفرته؛ وذلك بسبب التدافع الذي حصل لهم.. وعزاؤنا فيهم موتهم في أطهر بقعة على وجه الأرض، وأنهم سوف يبعثون ملبين كما أخبرنا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.
في البداية أود تقديم شكري وفخري بحكومتي السعودية على انجازاتها المتلاحقة للأماكن المقدسة وتقديمها لكل ما فيه راحة الحجيج، وإشراف القيادة الحكيمة بنفسها على راحة الحجاج.. وأود أيضاً اعادة طرح بعض المقترحات التي سبق أن طرحت جزءاً منها في صحيفتكم الفاضلة بعد نهاية حج 1424هـ ووصلني في حينها خطاب شكر من معالي وكيل وزارة الحج لشؤون الحج مع وعد بدراسة تنفيذها، ولقد نُفِّذ جزء منها فعلياً؛ لذلك أضفت عليها بعض المقترحات الجديدة حباً وإخلاصاً لديني ثم وطني ومليكي:
أولاً: حفر حوض ثالث للرمي وإنشاء نفقين متوازيين ليصلا إليه ويفصل بين النفقين حوالي مائة متر تزداد خلال التعرجات، حيث ينطلق النفقان بشكل ثعباني متعرج يلتقيان عند حوض كل جمرة ومن ثم يفترقان؛ ليكون هناك متسع للتهوية وتكون مسافة المائة متر التي تفصل بينهما هي الدور الأرضي الحالي، ويكون فوق الدور الأول الحالي أيضاً.
ثانياً: إنشاء دورين علويين إضافيين، مع مراعاة أن يكون خط سير كل دور بشكل ثعباني وغير متعامد مع النفق والدور الأرضي؛ وذلك للحصول على كمية كافية من الهواء بحيث لا يحجز كل دور الدور الذي يليه، وأيضاً مراعاة ألا تكون نقاط الدخول والخروج من تلك الأدوار في نقطة واحدة، بل يجب أن تكون مصباتها متباعدة عن بعض (وبالنسبة لأحواض الجمرات أرى أن يكون شكلها بيضاوي مستطيل لكي لا يحصل ارتداد من الجموع التي رمت للجموع القادمة للرمي)، وأيضاً يجب تحديد السير باتجاه واحد بوضع حواجز بشرية أولية وحواجز ارتدادية ثانية من رجال الأمن، والطلب منهم تفتيت الكتل البشرية بحيث لا يسمح للمطوف أو المجموعة بالسير في مجموعة تضم أكثر من ثلاثين حاجا دفعة واحدة، فلا يعقل أن يدخل حوالي خمسمائة حاج بتماسك وتكاتف واحد، ما يُحدث فوضى وتزاحما شديدا وارتدادات عنيفة على المجموعات الصغيرة في مكان يصعب السيطرة عليه، ولكن قبل الوصول للمداخل تكون الفرصة للسيطرة أسهل.
ثالثاً: تفتيت الجبال القريبة من منطقة الجمرات؛ فهي رغم بعدها عن منطقة الرمي إلا إنها سوف تساعد على فك الاختناقات القريبة من الجمرات بحيث تتسرب إليها الجموع المفترشة لساحات الرمي، ويكون هذا حلا مرحلياً وجزئياً لظاهرة الافتراش.
رابعاً: تقسيم المخيمات على شكل مربعات أمنية، كل دولة تكون داخل مربع، ويكون هناك جدولة زمنية لوقت الرمي بحيث لا يسمح لحجاج دولة بالرمي سوى في الوقت المحدد لهم، ويكون ذلك بالتعاون بين الجهات الأمنية واللجنة المشرفة على الحج من تلك الدولة.
خامساً: تثبيت مساكات يد متدلية من أسقف الجمرات مثلما هو معمول به في الطائرات الحربية وأتوبيسات المطارات، بحيث يستطيع الحاج الإمساك بها في وقت الحاجة بدلاً من السقوط على الأرض ودهسه من قبل الحجاج الآخرين.
سادساً: إنشاء جسور مشاة في مناطق الاختناقات في منطقة منى بحيث تنشأ تلك الجسور فوق المخيمات وبشكل موازي وملاصق للشوارع، وتكون تلك الجسور مخصصة للطوارئ فقط، وتنفذ على شكل شبكة عنكبوتية، فمثلاً لو كانت هناك حالة إسعاف في منطقة مزدحمة ويتطلب وصول سيارات الإسعاف إليها فسيستغرق ذلك في الوقت الحاضر ساعات طويلة نظراً لتراكم الحجاج أمام سيارة الإسعاف.. فبهذه الطريقة المقترحة سوف تقف سيارة الإسعاف قبل منطقة الزحام ويترجل منها المسعفون ويصعدوا الجسر فإذا وصلوا النقطة الخاصة بالحالة المراد اسعافها نزلوا إليها بشكل رأسي عن طريق سلالم متحركة ومثبتة أصلاً على الجسر، ومن ثم يتم رفع الحالة إلى أعلى (كما في طائرات الهليكوبتر)، ومن ثم يتم السير بها فوق الحشود المزدحمة بوقت لا يتعدى بضع دقائق في وقت يكون المريض في أشد الحاجة لاختصار الزمن لإسعافه.. وأيضاً يمكن الاستفادة من تلك الجسور لمكافحة الحرائق من قبل الدفاع المدني عن طريق طفايات الحريق المحمولة على الكتف قبل تفاقم الحريق وصعوبة السيطرة عليه لاحقاً، بالإضافة للحاجة أحياناً لوصول قوات التدخل السريع لمكان الحدث في وقت مناسب، ويمكن أيضاً مراقبة الوضع الأمني من خلال تلك الجسور.
سابعاً: وضع تلفريك للجمرات خاص بكبار السن والمحتاجين للمساعدة، حيث إن قيامهم بالرمي يجعل مجموعة كبيرة تحيط بهم وتسبب تدافعا غير مبرر للحفاظ عليهم.
ثامناً: ضرورة توعية الحجيج من نقطة الصفر لحظة تقدمهم للحصول على تأشيرات الحج من قبل سفارات المملكة، وأيضاً من خلال المنافذ الحدودية بتقديم كتيبات بلغاتهم توضح لهم قدسية البلد الذي سيحجون إليه، وضرورة التقيد بتنظيماته وتعليماته والحرص على الخشوع والسكينة فيه والتعاون مع اخوانهم الحجاج من الدول الأخرى.
تاسعاً: زراعة عمائر وأبراج سكنية فوق الشوارع الرئيسية القريبة من الحرم بحيث تمر السيارات من أسفلها وتكون تلك العمائر مرفوعة بأعمدة خرسانية وحديدية صلبة بحيث لا تعيق حركة السير، وتكون بوابات العمائر على جانبي الأرصفة، على أن يترك مسافة للتهوية اللازمة للمشاة، ويكون ريع تلك العمائر لصندوق تطوير المشاعر المقدسة، وبذلك نستفيد من استيعاب أعداد هائلة من الحجاج والمعتمرين، وكذلك توفير مبالغ ضخمة أيضاً.
وأما بالنسبة للنفرة من عرفات والتفويج من مزدلفة فأتمنى من رجال المرور توحيد اتجاه السيارات لحظة وقوفها وتوفير أوناش لتعديل وضع السيارات المخالفة في مكانها لصعوبة نقلها التي يقوم أصحابها - هداهم الله - بإيقافها عنوة، ويتركون رجال المرور في حيرة من أمرهم!!.. وما دام الحديث عرج بنا إلى المرور، فحقيقة رجال المرور يستحقون منا التقدير والثناء؛ فليس أمامهم سوى رفع أصواتهم لتنبيه أصحاب السيارات المخالفة خاصة أصحاب الباصات الذين مع الأسف لا يقدرون المسؤولية.. وهنا أقترح تزويد رجال الأمن المكلفين بحركة السير بدفاتر مخالفات بالحد الأعلى وتنبيه أصحاب السيارات القادمة من خارج المملكة عند المنافذ الحدودية بأن أي سيارة عليها مخالفات لن تخرج حتى يتم تسديد المخالفات التي عليها.. وأعتقد أننا بذلك نساعد رجال المرور على أداء عملهم. صحيح أن الحجاج ضيوف الرحمن وحكومتنا الرشيدة رعاها الله حريصة على راحتهم وعلى تقديم كافة التسهيلات لهم وعلى كرم ضيافتهم، ولكن أيضاً يجب معاقبة المستهترين بالأنظمة الذين يتسببون في الضرر لبقية الحجاج بمخالفاتهم وتعطيلهم لحركة السير.
ونظراً للجهود الجبارة التي يقوم بها رجل الأمن الأول أو كما أحب أن أسميه أمير الأمن الذي يحرص على جميع المجالات التي تهم الوطن، وبصفتي أحد مواطني هذا البلد الطاهر، أقترح تسمية المشروع في حال تبنيه مشروع الأمير نايف لخدمة حجاج بيت الله.
والله يحفظ الجميع ويوفقنا لما يحب ويرضى.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved