* الخرطوم - الوكالات:
افتتح قادة الدول الأفريقية أمس الاثنين في الخرطوم قمة الاتحاد الأفريقي التي يطغى عليها الجدل حول ترشح السودان الذي يستضيف اللقاء لتولي رئاسة هذه المنظمة.
وافتتح الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي النيجيري اولوسيغون اوباسانجو القمة العادية السادسة للاتحاد الذي يضم 53 دولة أفريقية.
وسيتطرق القادة الأفارقة خلال يومين إلى أكثر المسائل خطورة في القارة ولا سيما النزاع الدامي في دارفور (غرب السودان) الذي أسفر عن مقتل 300 ألف شخص ونزوح مليونين في غضون ثلاث سنوات.
وقال البشير إن (ابتهاجنا بإطفاء الحرب (في الجنوب) سيكون خيراً لو اطفأنا نار الحرب في دارفور).
وأكد أن (الجهد الأفريقي سيظل وحده هو الذي يقود الى السلام في دارفور وسنضع أيدينا في أيدي الاتحاد الأفريقي تأكيداً لمقدرة الأفريقيين لحل مشاكلهم داخل البيت السوداني).
وقد تمنع مسؤولية السلطات السودانية في نزاع دارفور الذي لا يزال يؤدي الى موت العشرات شهرياً، من تولي البشير رئاسة الاتحاد الأفريقي.
وكانت مسألة الرئاسة الشائكة خصوصاً وأن السودان يستضيف القمة الحالية، محور كل مباحاث الوفود الأفريقية حتى قبل افتتاح القمة رسمياً.
وقال الرئيس السنغالي عبد الاله واد (لم يتخذ أي قرار بعد، سنبحث مجدداً في هذه المسألة بعد حفل الافتتاح).
إلى ذلك صرح رئيس الوزراء الكونغولي ايزيدور مفوبا أن عدداً من القادة الأفارقة طلبوا من الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو تولي رئاسة الاتحاد الأفريقي خلفاً للنيجيري أولوسيغون أوباسانجو.
وقال مفوبا في مؤتمر صحافي في برازافيل (ليس مستحيلاً أن يتولى الرئيس ساسو نغيسو رئاسة الاتحاد خلفاً للنيجيري أولوسيغون أوباسانجو لأن عدداً من نظرائه طلبوا منه تولي رئاسة الاتحاد).
وأضاف أن (الرئيس ساسو نغيسو لا يسعى الى انتخابه لكن نظراءه طلبوا منه تولي الرئاسة). وأوضح مفوبا أن (رؤساء الدول الأكثر نفوذاً يعتقدون انه من الجيد أن تعود رئاسة الاتحاد الى أفريقيا الوسطى وبالتحديد الى الرئيس ساسو نغيسو)، دون ان يذكر من هم هؤلاء الرؤساء (الأكثر نفوذاً).
من جهته قال مسؤول بالاتحاد الأفريقي إن خمسة قادة أفارقة طلبوا من السودان سحب سعيه لمحاولة قيادة الاتحاد حيث يثير ذلك مخاوف بشأن محادثات السلام في دارفور كما يلقي بظلال على مصداقية الاتحاد.
ورشح السودان نفسه لرئاسة الاتحاد المكون من 53 دولة جرياً على تقليد بأن تصبح الدولة المضيفة هي الرئيس التالي. ومن شأن ذلك أن يتولى السودان الذي يستضيف القمة خلفاً لنيجيريا.
غير أن تحرك الخرطوم أثار انتقاداً من جماعات حقوق الانسان التي قالت إن الرئاسة السودانية للاتحاد ستضر بجهود القارة لتحسين سجلها في الديمقراطية وحقوق الإنسان كما تعارضها العديد من التكتلات الاقليمية الأفريقية.
وأبلغ مسؤول بالاتحاد رويترز أن خمسة رؤساء دول التقوا بالرئيس عمر البشير يوم الاحد وأبلغوه أن هناك (توافقاً في الآراء بأنه يجب أن ينسحب).
وقال المسؤول: (وقال البشير إنه سيتشاور مع الدول المجاورة ثم يرد). وقال إن الدول الخمس كان بينها نيجيريا التي قاد رئيسها أولوسيجون أوباسانجو الاتحاد لعامين.
وقال المسؤول (يبدو أن الحل الوسط هو أن يبقي أوباسانجو لكي يحفظ البشير ماء وجهه).
وتقوم قوة من سبعة آلاف جندي من الاتحاد الأفريقي بمراقبة هدنة غير مؤقتة بين الحكومة ومتمردين في غرب دارفور.
من جانب آخر ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية أن الرئيس حسني مبارك لن يحضر القمة الأفريقية .
وقالت الوكالة في تقرير إن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط سلم الرئيس السوداني عمر حسن البشير خطاباً من مبارك يعبر فيه عن أسفه لعدم تمكنه من حضور قمة الاتحاد الأفريقي. ولم تذكر الوكالة سبب عدم تمكن مبارك من الحضور. ومن المتوقع أن تركز القمة على التعليم والثقافة وحقوق الإنسان.
|