قرأت ما كتبه الكاتب عبد الله بن بخيت تحت عنوان (الهيئة مرة أخرى) في جريدة الجزيرة في عددها 12135 الموافق يوم الاثنين 17-11-1426هـ، حيث أشار الكاتب فيه إلى قضية مواطن نشرت في إحدى الصحف، وأشار فيها إلى هجوم رجال الهيئة عليه وضربه حتى أغمي عليه، وسحب زوجته وتعريتها من سترها والصراخ عليها بأقذع الشتائم، ثم شرع يضخم هذا الحدث ويصف رجال الهيئة بالوحشية والتعدي.. إلى آخر ما ذكر من هذا الزبد.
ثم تساءل! هل الهيئة جهاز دعوي أم جهاز بوليسي أم جهاز ديني أم جهاز مدني أم جهاز أخلاقي...).
وأقول للكاتب: (أثبت العرش أولاً ثم انقش) فالدعوى التي تقدم بها المواطن هي كذب وافتراء ودعوى كيدية منظورة شرعا كما صرحت بذلك مجلة الحسبة في عددها 66 من السنة الثانية عشرة من العام 1426هـ التي تصدرها إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا علم هذا فكلام الكاتب تشبثَّ بوقائع لا صحة لها لأجل أغراض شخصية أو لأجل الحط من قيمة هذا الجهاز - الذي نحسبه صمام الأمان من حلول عقاب الله سخطه بالأمة، حيث يعصى الله علناً فلا يوجد من ينكر إلا من رحم الله، ويكفيني هذا رداً على هذا الكاتب - وليتها تتبّدل بذالٍ معجمة.
ثم أقول: يا عجبا لهذه الحملة الشعواء، والأقلام التي تقذف بالزبد على رجال تركوا لذة النوم وأنس الجلوس مع أهليهم وأولادهم الى الوقوف في وجه مرضى القلوب، وأهل الزيغ والفساد، ولكن ندائي إلى رجال الحسبة أن يصبروا على هذه الطريق فإنه لم يحتسب أحدٌ في إزالة المنكرات إلا عودي ولقى من بعض الناس أصنافا من العداء بمختلف صوره وأنواعه، ففي قيامكم بهذا الركن العظيم مصادمة لأهوائهم الفاسدة ورغباتهم الباطلة فأنتم على ثغر فالله الله أن يؤتي الإسلام من قبلكم.
ثم أقول متسائلاً هل سلمت أجهزتنا الحكومية من خطأ أو أخطاء؟، فأين هم أولئك الذين يكتبون عن محاسن الهيئة وما حققته من تقليص الفساد وكبح تيار الانحراف الأخلاقي بشتى صوره؟ فكم من منكر أزالوه، ومن عرض كادت تعبث به أيدٍ لا ترجو لله وقارا فكانت لها مانعة وعلى أهلها ساترة، بل تجاوزت آثارهم الحسنة لتصل إلى مروجي المخدرات ومصانع الخمور، وما حملات البطحاء وما تبعها من حملات في مناطق المملكة عنا ببعيد، فسبحان الله! ما أعظم أثرهم في الناس وما أسوأ أثر الناس عليهم.
وإني مع هذا لا أدعي لهم العصمة فهم بشر لهم ما للبشر وعليهم ما عليهم، ولكن أن ننظر بعين سوداوية، ونضخم الأخطاء فهذا هو النهج الخارج عن هدي الكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة.
مبارك بن ناصر الصدعان ليلى - الأفلاج |