في شروق شمس يوم جديد مع نسيم عليل يصحو من النوم آلاف بل ملايين الآباء والأمهات ويصحو معهم الحنان والعطف ويستيقظ الأبناء في جو تتخلله الابتسامة في جو أسري ممتع، وبعد تناول الافطار الكل يستعد للذهاب للعمل أو للدراسة ويودع الأب أبناءه بابتسامة ربما يكون الابن أكثر ابتسامة من الأب لكسبه صفقة تعقد كل صباح في رضا الطرفين الأب والابن وهي صفقة المصروف وبعدها يدخل الأبناء إلى المدارس استعداداً لبداية يوم مفعم بالحماس والحيوية والنشاط، الكل يريد التعلم. تتوزع الابتسامة في جميع أرجاء المدرسة على الرغم من أن البداية كانت في المنزل وتعيش في المنزل وتسكن القلوب والمدرسة فيها استمرار لتلك الابتسامة.
كنت أتمنى أن تكون الابتسامة شرطا من شروط الحياة ولكن ربما تكون الظروف في هذه الحياة تحسدنا على الابتسامة التي هي طريق الحب والتواصل بين القلوب لا أقصد الابتسامة المصطنعة ولكن أقصد الابتسامة الحقيقية القلبية فإذا كانت الابتسامة بين الأب والأم وبين الأبناء فعلى المعلم ألا يفسد هذه الابتسامة بل عليه أن يكون طريقا لمتابعة الابتسامة فعندما تكون ابتسامة المعلم صادقة من القلب للطلاب حتما سوف تكون هي الأساس للنشاط والحيوية ويكون المعلم من يحمل الروح المعينة على الاستجابة لدى الطلاب. الكل يحتاج الابتسامة وخصوصا في المجال التعليمي فالمعلم غير المبتسم يكون مصدرا مزعجا لعدم سرعة الاستجابة لدى الطلاب وكذلك ابتسامة المعلم هي مصدر للتحبيب في المادة وكذلك المدرسة والمعلم نفسه، ولقد كتبت في هذا الموضوع بعد اجراء بحث عن المعلمين المحبوبين لدى الطلاب وأُجري البحث عن المعلمين والمعلمات وأظهرت النتائج أن الابتسامة هي الأساس في استقبال وحب الطالب للدرس والمادة وكذلك المعلم، فوجود الابتسامة بين المعلم وتلاميذه يشجع الطالب على الاستمتاع وفهم الدرس، وأيضا الابتسامة لا تقتصر على المعلم والطالب والأسرة بل يجب أن تكون الابتسامة على جميع الموظفين في أي قطاع، نحن في مملكة الحب فلابد أن يكون الحب بالابتسامة الصادقة فكما قال الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم: (الابتسامة في وجه أخيك المسلم صدقة).
|