* صلاح مخارش - واس:
أقام معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني مساء أمس الأول حفلاً تكريمياً لرؤساء وأعضاء الوفود الإعلامية من ضيوف وزارة الثقافة والإعلام الذين أسهموا في نقل شعائر حج هذا العام 1426هـ لمختلف أنحاء العالم، وذلك بفندق الكراون بلازا بجدة.. وكان في استقبال الوفود معالي الوزير الأستاذ إياد بن أمين مدني وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الثقافة والإعلام.. وقد بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى البروفيسور علي باتارا لاجو كلمة الوفود الثقافية والإعلامية عن قارة آسيا أعرب فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لراحة ضيوف الرحمن، كما شكر معالي وزير الثقافة والإعلام إياد مدني وسمو مساعده صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز على الاستضافة.. موضحاً أن حج هذا العام شهد تطوراً كبيراً في مختلف القطاعات التي تُعنى بالحجاج ونوَّه بالدور البارز لوزارة الثقافة والإعلام في نقل الصورة الحقيقية لموسم حج هذا العام.. عقب ذلك ألقى رئيس التحرير ومستشار مؤسسة التجديد الصحفية المغربية محمد مهدي اليتيم كلمة أثنى فيها على ما سخَّرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات وطاقات لخدمة ضيوف الرحمن والأسباب التي هيأتها لتوفيرالراحة والطمأنينة لقاصدي البيت العتيق منوِّهاً بالخدمات والرقي بالتنظيم تسهيلاً لإقامة الحجيج وحركتهم.. بعد ذلك ألقى مستشار رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أغلو كلمة نوَّه فيها بالجهود التي بذلتها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن وحسن استقبالهم وتمكينهم من أداء حج هذا العام بكل يسر وسهولة وبذل الغالي والنفيس لإنجاح موسم الحج، ثم ألقى المستشار الثقافي بوزارة الثقافة التونسية علي فرج اللواتي كلمة أعرب فيها عن بالغ الشكر والتقدير للمملكة على الجهود الكبيرة التي تبذلها لضيوف الرحمن واستقبال وزارة الثقافة والإعلام لهم والجهد الذي بذلته الوزارة لتمكينهم من أداء الحج بيسر وسهولة وتوفير جميع الإمكانيات التي سهَّلت على جميع الإعلاميين أداء رسالتهم الإعلامية في تغطية موسم الحج هذا العام، وأشار إلى التنظيم الجيد والإدارة الحكيمة للتغطية الإعلامية لموسم الحج الذي أتاح للإعلاميين على اختلاف ألسنتهم وبلدانهم وتوجهاتهم كل سبل الاتصال وساعد على تدفق المعلومات ونقلها ونقل صورة الحدث العظيم إلى مختلف أنحاء العالم عبر وسائل الإعلام المختلفة بيسر وسهولة وبأعلى مستويات التقنية الحديثة.. عقب ذلك ألقت مديرة التحرير بوكالة أنباء الشرق الأوسط عواطف محمد حسين كلمة نوهت فيها بالجهود الجبارة التي تبذلها المملكة لخدمة الحجاج والارتقاء بالإعلام والثقافة مشيرة إلى الأداء المتميز الذي شهدته وزارة الثقافة والإعلام من حسن تنظيم وإدارة حكيمة لتغطية موسم الحج وقالت: إن سمة الإعلام السعودي هو الانفتاح على العالم مستخدماً أحدث فنون التقنية في الاتصال ومستعيناً بعناصر بشرية على أعلى مستوى من الكفاءة والخبرة وإدخال أحدث فنون التقنية الحديثة، وأضافت أن المملكة تقدم كل ما بوسعها لراحة حجاج بيت الله الحرام وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لهم كي يؤدوا مناسكهم في جو مفعم بالأمن والاستقرار.
عقب ذلك ألقى الإعلامي من سلطنة عمان حامد المعشني كلمة نوه فيها بحسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي وجده جميع الإعلاميين من وزارة الثقافة والإعلام فضلاً عن توفيرها جميع الإمكانات لهم التي سهَّلت عليهم أداء رسالتهم الإعلامية في نقل وقائع مناسك الحج هذا العام.
ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني كلمة هنأ فيها حجاج بيت الله الحرام على ما منَّ الله عليهم من أداء هذه الفريضة داعياً الله أن يتقبل منهم حجهم وأن يتغمَّد من اختارهم إلى جواره بواسع رضوانه، كما أعرب عن شكره للوفود الإعلامية على ما عبروا عنه من حسن الظن وعبارات الاخوة والمحبة والتقدير، وأكد معاليه أن المملكة العربية السعودية ماضية بإذن الله في رسالتها التي خصَّها الله بها خدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام والعمار وزوار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم لا تبتغي من ذلك إلا الأجر والمثوبة منه سبحانه وتعالى، وقال معاليه: إننا نود أن نستثمر هذه اللحظات التي نقضيها في هذه الأمسية بمشاركتكم بما يختلج في الصدور وما تجيش به الأفكار فيما يخص العمل الثقافي الإعلامي المشترك وأُويد ما قاله الزميل محمد مهدي اليتيم رئيس التحرير ومستشار مؤسسة التجديد الصحفية المغربية حينما ذكر أننا نتطلع إلى أن نكون من الذين كتبت لهم ولادة جديدة وهي من أعظم مقاصد الحج أن تتحقق للحاج تلك الولادة فيعود إلى وطنه وأهله غانماً سالماً بعد أن يكون تجنب الرفث والفسوق.. كما قال أيضاً: إن أحوج الناس إلى تلك الولادة هو الصحفي والإعلامي الذي يشتغل في مجال من أعظم المجالات ويتقلَّد مسؤولية من أعظم المسؤوليات، وهي مسؤولية الكلمة.. وأضاف معاليه: أتصور أن هذه الولادة الجديدة التي أشار اليها الزميل قد تجسدت على أرض الواقع في خطابات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في موسم حج العام الماضي 1425هـ وفي خطابه هذا العام أمام رؤساء الوفود وبعثات الحج وفي خطابه في مستهل القمة الاستثنائية الإسلامية التي عقدت في مكة المكرمة قبل أسابيع.. وأقول وأستذكر معكم بعض هذه الكلمات التي تصف واقع الأمة الإسلامية، وتصف المخرج مما نحن فيه الآن.
وتطرَّق معالي وزير الثقافة والإعلام إلى عدد من كلمات خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها في موسم الحج الماضي ومؤتمر القمة الإسلامية الاستثنائي وقال: لقد قال خادم الحرمين الشريفين في كلمته في موسم الحج الماضي: لا يمر موسم من مواسم الحج إلا وأتأمل الحشود العظيمة التي قدمت من كل فج عميق وأخرج من تأملي إلى أن الأمل ما زال معقوداً على أمتنا لتوحيد كلمتها وأن تخرج من حالة التشرذم والتمزق وأن هذه الوحدة ماثلة فيما نشاهده في الحج فالحجاج في حشدهم المبني على الإيمان والتسامح يقدمون لقادة الأمة الإسلامية القدوة في أن وحدة الأمة قريبة منا ماثلة في رسالة الحج وتتحد فيها المقاصد والغايات وتمتد جسور الحوار مع الذات ومع الاخوة في الإسلام ومع العالم أجمع.
واستشهد معاليه بقول خادم الحرمين الشريفين: كلما شعرت بالألم من أحوال أمتنا يأتي الحج ليعيد إلى نفسي الأمل بأن تراب هذه الأمة يحمل قدور النهضة والوحدة من جديد، وقال معاليه: وفي خطاب خادم الحرمين الشريفين الذي استمعنا إليه قبل أيام مضت في هذا الموسم يقول - حفظه الله - إن معاني الوحدة والمساواة والشورى والهوية والتراحم التي تتمثل في مبادىء وتعليمات الإسلام السامية التي تجسدها فريضة الحج كفيلة ببعث القوة الإيمانية الكامنة في الصدور وتحرير الطاقات في النفوس فبالعزيمة وبالإيمان والعمل يمتد أمامنا الطريق إلى مستقبل نرجوه لأمتنا مستقبل النصر والعز إن شاء الله.
وأعاد معالي الأستاذ إياد بن أمين مدني الأذهان إلى الكلمة الضافية التي ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمام القمة الإسلامية وأورد معاليه قول خادم الحرمين الشريفين في تلك الكلمة: كانت حضاراتنا الإسلامية منارة الإشعاع أخذت منها الحضارات الأخرى روح التسامح والعدل وفتحت الطريق للبشرية بما أنجزته من فقه وفكر وعلم وأدب فكانت منارة التنوير في عهود الظلمات.. إنه لمن المؤلم أن نرى كيف تداعت حضارتنا المجيدة من مراقي العز إلى سفوح الوحل وكيف عاش فكر العقول المجرمة مخسفاً في الأرض وكيف تحوَّلت أمتنا الواحدة بشموخها وكبريائها إلى كيانات مستضعفة إلا أن المؤمن القوي بربه لا يقنط من رحمته ومن ظلام الليل يشع نور الفجر ومن قسوة الألم يشرق الخلاص فليكن إيماننا بالله القادر المقتدر دافعا قويا لنقف في أمتنا شعوبا وقادة ولنودع عهد الفرقة والشتات والضعف ونستقبل عهدا من الوحدة والقوة والعزة بالتوكل على الله ثم بالصبر والعمل.
كما أورد معاليه قول خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - إننى أتطلع إلى أمة إسلامية موحَّدة وحكم يقضي على الظلم والقهر وتنمية مسلمة شاملة تهدف بالقضاء على العوز والفقر كما أتطلع إلى انتشار الوسطية التي تجسد سماحة الإسلام وأتطلع إلى مخترعين وصانعين مسلمين وتقنية مسلمة متقدمة وإلى شباب مسلم يعمل لدنياه كما يعمل لآخرته دون إفراط أو تفريط.
إن النهضة يصنعها الأمل والأمل يتحوَّل إلى فكرة ثم إلى هدف وأمتنا قادرة على تحقيق أهدافها مستعينة بالله وحده مطمئنة إلى قوله الكريم (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، وتطرق معاليه إلى البيان الختامي للقمة الاستتثنائية الإسلامية التي عقدت في مكة المكرمة وقال: إنه جاء ليؤكد في ثناياه وفي فقراته عن المجال الفقهي أن الإسلام هو دين الوسطية يرفض الغلو والتطرف والانغلاق وتؤكد القمة في هذا الصدد التصدي للفكر المنحرف بالوسائل المتاحة كافة بما يرسِّخ قيم التفاهم والتسامح والحوار.
كما أكد المؤتمر أن حوار الحضارات المبني على الاحترام والفهم المتبادلين والمساواة بين الشعوب أمر ضروري لبناء عالم يسوده التسامح والتعاون والثقة بين الأمم، وتابع معالي وزير الثقافة والإعلام في سرد بعض نقاط البيان الختامي لمؤتمر القمة الاستثنائي قائلاً: ودعا المؤتمر إلى مكافحة التطرف المستتر بالدين والمذهب وعدم تكفير المذاهب الإسلامية وأكد تعميق الحوار بينها وتعزيز الاعتدال والوسطية والتسامح وندد بالجرأة على الفتوى ممن ليس أهلاً لها.
وأضاف معاليه: ويقول بيان مكة إننا نستشعر ضمير الأمة الذي عبَّر عنه علماؤها ومفكروها في لقائهم الذي سبق اجتماع القمة مدركين للتحديات التي أشاروا إليها على الصعد السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية كافة وما تتعرض له الأمة من تهديدات داخلية وخارجية أسهمت في تعميق المأزق الحالي الذي تعيشه وينعكس على مستقبلها بل ومستقبل البشرية والحضارة الإنسانية والحضارة الإسلامية هى جزء لا يتجزأ من الحضارة الإنسانية تقوم على قيم الحوار والوسطية والعدل والبر والتسامح باعتبارها قيما إسلامية راقية في مقابل التعصب والانغلاق والاستبداد والاقصاء.
وشدد معاليه على أهمية تعميق تلك القيم السامية في خطابنا الإسلامي داخل مجتمعاتنا وخارجها وهذه جملة من المعاني والقيم والرؤى التي تجلت فيما نحن مقدمون عليه كأمة تجسدت أيما تجسيد في قرارات القمة الإسلامية الأخيرة وقال معاليه: ونحن الذين ندعي لأنفسنا إلى عالم الإعلام والثقافة وتحملنا أمانة الكلمة ومسؤولياتها نقف على مفترق الطريق بأن نكون عوناً على تجسيد تلك القيم فيما نطرحه ونقدم عليه من عمل ثقافي وإعلامي.
وتمنى معاليه في ختام كلمته من الله العلي القدير أن تكون هذه الوزارة وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية منصة لمثل هذه الانطلاقة، وقد دعت بالفعل ونسقت مع الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي كي يعقد المؤتمر القادم لوزراء الإعلام في المنظمة هنا في المملكة العربية السعودية معرباً عن أمله أن يعقد المؤتمر في غضون الأشهر القليلة القادمة وأن تتمخض عنه رؤية جديدة وولادة جديدة لعمل إعلامي وثقافي يجسد تلك الطموحات التي عبَّرت عنها القمة الإسلامية ويجسد تلك الرؤى التي عبَّر عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويحمل معه فيما يحمل تلك القيم والمعاني الكبرى التي يجسدها الحج وموسم الحج.
وفي ختام الحفل رفع ضيوف وزارة الثقافة والإعلام برقية شكر وتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على الانجازات الضخمة التي تم تجنيدها لخدمة ضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بكل أمن وأمان وراحة ويسر واطمئنان كما عبروا عن شكرهم وتقديرهم لمعالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ إياد بن أمين مدني وجميع العاملين معه لما قدَّموه من رعاية كريمة بتسهيل مهمة الوفود الإعلامية وتوفير جميع السبل التي يسرت لهم مهمتهم في تغطية شعائر الحج هذا العام 1426هـ بيسر وأمان وأتاحت الفرصة لهم لمخاطبة العالمين العربي والإسلامي.. عقب ذلك تناول الجميع طعام العشاء المعد بهذه المناسبة، وحضر الحفل وكلاء وزارة الثقافة والإعلام ورؤساء وأعضاء الوفود العربية والإسلامية وعدد من رجال الإعلام والفكر والأدب.
|