سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
رداً على الأستاذ- محمد عبدالعزيز الحديثي حول تعقيبه علي بعنوان (أين دور المؤسسات الثقافية يا غازي) في تاريخ 27-11-1426هجرية في العدد 12145 وفي الحقيقة أن الأستاذ الفاضل تناول المقال بأسلوب النقد الضعيف الذي لا يغني ولا يسمن من جوع مبتعداً كل البعد عن أسلوب النقد البناء الهادف، ولذلك لم يبحث داخل سطور المقال عما يسمى (بخفايا السطور) لأن المقال دخل في عمق القضية من جانبين وهو البث الفضائي والمناهج التعليمية ولهذا فإن تناول الأستاذ الفاضل للمناهج التعليمية ووصفها بأنها ضعيفة في تحصين الشعب العربي والإسلامي من خطر تيار العولمة فيه خطأ نقدي بعيد كل البعد عن الموضوعية والدقة لأنه أنحى باللائمة على المناهج التعليمية بشكل عام بما فيها المناهج الدينية، ووصفها بأنها ضعيفة، فكيف ذلك، ونحن نستمد مناهجنا الدينية من التشريع الإسلامي الحنيف الذي هو صالح لكل زمان ومكان وهو لم يفهم الفكرة حيث إنني وصفت المناهج التعليمية بأنها قاصرة فقط، وهذا القصور يرجع إلى القائمين على اختيار وصياغة المناهج التعليمية في المجتمعات العربية والإسلامية، ولذلك إذا لم تفهم الفكرة لا تكتب، كما يحلو لك فأنت لست وحدك في المجتمع!!
ولهذا فإن ما استطعت كتابته وتناوله بنقد ضعيف هو دور المؤسسات الثقافية في المجتمع العربي الإسلامي في مواجهة هذا التيار، فالمؤسسات الثقافية معنية بذلك، ولكن المؤسسات الثقافية في المجتمع العربي والإسلامي قد غطاها غبار الزمن نتيجة لقصور الإنتاج الثقافي عن مواكبة متطلبات هذا العصر (عصر العولمة).
وكما قال الشاعر:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي وإن نفخت في النار أضاءت ولكنك تنفخ في الرمادي |
إن مسؤولية الكتابة عن دور المؤسسات الثقافية هي مسؤولية اجتماعية لابد أن يعيشها كل كاتب ومسؤول ومواطن في أرجاء هذه المجتمعات.
إنني أعتب عليك لأنك لم تستخدم الأسلوب الشامل في النقد ولجميع محاور المقال، واكتفيت بالنقد الضعيف الذي لم يرتكز على الدقة والمسؤولية التي تنادي بها بقولك: (أعتقد أننا نحتاج إلى الكثير من الإمكانات الثقافية والفكرية والتعليمية وبمساهمة فعلية جادة من الجميع كل من موقعه في رصد هذه الإمكانات لتكون منطلقاً رئيساً لمواجهة هذا التيار المقبل)، فكما تطلب من الآخرين تناول دور المؤسسات الثقافية في مواجهة هذا التيار لماذا لا يكون لديك قدر من المسؤولية وتتناول هذا الدور الغائب في كثير من المجتمعات العربية والإسلامية.
والشكر لعزيزتي الجزيرة على طرح الرأي.. والرأي الآخر بكل صدر رحب ودمتم،،،
غازي بن عماش الصالحي |