العطاء الأدبي متنوع منه المقروء ومنه المسموع ومنه المرئي والعطاء المقروء الرسمي يمثل الأندية وغير الرسمي يتمثل في الأندية الخاصة في البيوتات العريقة ورائد هذه الأندية أو الصالونات معالي الشيخ عبدالعزيز الرفاعي-رحمه الله تعالى.
والآن تدور أحبار المطابع بهذا الكتاب (الصالونات الأدبية في المملكة العربية السعودية) من إعداد الدكتور أحمد الخاني.
يقع هذا الكتاب في أكثر من (800) صحيفة من القطع المتوسط، وكل صالون أو منتدى أدبي يسير وفق استمارة حددها المعد وفيها:
- ذاتية عميد الندوة. - تاريخ المنتدى ومنهجه. - نص نثري وآخر شعري. - صورة عميد الندوة مع بعض الصور الجماعية للحضور.
وقد غطى هذا الكتاب أكثر الأندية الخاصة في المملكة في الرياض والاحساء والمدينة المنورة ومكة المكرمة وجدة.
ولم يقتصر على صالونات الرجال بل ضم اثنين من أندية النساء واحد في الرياض والآخر في مكة المكرمة.
وقد عايش الدكتور أحمد الخاني معظم هذه الأندية ولاسيما في الرياض وعد نفسه أحد تلامذة الخميسية الرفاعية الذين انتسبوا إلى هذا المعهد الشعري وكان أحد الشاهدين على هذا المنتدى العريق بشكل خاص ويتعلم الأديب في هذا المنتدى الشفافية اضافة إلى ما يتعلمه من تذوق أدبي وذوق رفيع.
ويقول معد هذا الكتاب إنه سيلخصه وسيترجم ملخصه إلى الأدب الانكليزي فهذا الأدب جدير حسب تعبير الدكتور الخاني بأن يصدر بقوة إلى الآداب العالمية.
وقد ركز المعد في هذا الكتاب على إعطاء الشعر حقه في كل أمسية وذلك للتوازن بين عطاء الفكر وبين عطاء الوجدان فالشعر هو المعادل الموضوعي لاقامة هذا التوازن على حد تعبيره ويقول:
لو أن ابن سينا ألقى محاضرة عن النفس الإنسانية في هبوطها لتسكن هيكلها وأنها قد حنت إلى المثل في عالمها الأولي إذا لم يلق ابن سينا قصيدته العينية:
هبطت إليك من المحل الأرفع ورقاء ذات تعزّز وتمنّع
أو يلق غيره من الشعر، لما حبذ تلك الأمسية.
وقد قسم الدكتور أحمد الصالونات أو المنتديات في المملكة إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: العفوي ويمثله الخميسية الرفاعية في حالتها العفوية قبل أن تغير منهجها بعد الرفاعي ويتمنى أن تعود إلى ما كانت عليه.
القسم الثاني: المبرمج ويمثله كل المنتديات الأدبية في المملكة عدا واحداً فقط.
القسم الثالث: الاحتفائي وهو صالون أو منتدى واحد.
وختم الدكتور الخاني كتابه بعشرة اقتراحات منها: ألا ينشد إلا الشعر الأصيل البعيد عن الترهل.
والكتاب رصد للمسيرة التاريخية لهذه المنتديات ويعد إضاءة جديدة في الأدب السعودي خاصة والعربي عامة.
ويبدو طيف معد هذا الكتاب في أكثر هذه الصالونات بصفته مشاركاً محاضراً أو مشاركاً شاعراً وقد عقد فصلاً عن الشعر في خميسية الرفاعي يعد مصدراً غنياً جداً عن طبيعة هذا المنتدى الفريد وعن منهجه الفريد أيضاً بعفوية، ومن قرأ ما كتبه الدكتور أحمد عن الشعر في الخميسية الرفاعية فكأنما حضر وشاهد ما كان يجري لأن المعد جرى في رصد تلك الفقرة وكيف كان الشعراء يتهيؤون لانشاد الشعر وقد رصد هذه الأحاسيس التي لم تؤخذ من كتاب وضمنها كتابه لتكون مصدراً أصلياً ونختم هذه الكلمة برباعية للدكتور أحمد ختم بها بحثه المطول وعنوانه: على شاطىء الذكريات:
لو درى النور بما في طللي أو درى الحب بما في مقلي ذكريات في دمي خبأتها وهواها عن ضياء ينجلي يالنجوى الفكر والشعر همي وشفاه الفجر همس الظلل كيف ذاب الصبح في آماقنا وغدا ملهم روح البلبل |
وقد صورت الحلقة الأولى منه في أحد هذه الصالونات تصويراً تلفزيونياً وتعد هذه الحلقة نموذجية لإعطاء فكرة عن هذه الصالونات على أن يتم تصوير صالونات هذا الكتاب في فيلم وثائقي يرصد حركة مسيرة الأدب في هذه المنتديات، صور الصالونات المكان وملحقاته وصور المنتدى وحركة العطاء والحوار والمداخلات، ويعد هذا الكتاب صورة ناطقة للثقافة الأصيلة في الأدب السعودي وتعد هذه الأندية الخاصة مع الأندية الرسمية بمثابة وجهين لدينار واحد.
|