الأولى: يشعر الإنسان بالغبطة والسرور حين يرى جمعاً غفيراً من الرجال الذين قدموا أنفسهم أو اختارتهم الدولة لخدمة وطنهم وأهلهم، والذي يفوق ذلك الأعداد الأخرى التي لم يتسنّ لها الترشيح أو التعيين في هذه الفترة ستظل رصيداً واعداً من السواعد والأفكار.. سوف يستخرج في حينه.
الثانية: المجالس البلدية هي البوابة الواسعة لمشاركة المجتمع في إبداء الرأي حيال القضايا ذات المساس المباشر بشؤونه، فهو يؤمل منها الكثير مما يتطلب مقدرة على استيعاب المطالب وتفهم وجهات النظر وتبني القضية على أنها هم المواطن وليست رؤية العضو في المجلس.. وحيث تمت عملية الانتخابات - في الجملة - بطريقة تعكس قدرة المجتمع على التعامل مع المستجدات بأفق أرحب فإن من المتوقع أن تكون الآراء في المجالس تحمل نفس التوجه، والانعتاق من التكتل الذي تغيب فيه الحقيقة على صاحب القرار.. وبواكير المجالس تضطلع بمهمة رسم المنهج وآلية التعامل مع الجمهور ومع الجهات ذات العلاقة وتنزيل السياسات والصلاحيات إلى واقع معاش من خلال التواصل بين المجتمع والجهة التنفيذية.. على أن المجلس لا يحمل الصبغة التشريعية كما هو واضح من اللوائح.
ثالثاً: ثمت توازن وتكامل بناء بين الانتخاب والتعيين فهي ورقة تم الاحتفاظ بها، وظهرت بواكيرها في تحقيق أكبر قدر من التوازن في كفاءات المجالس، ولو جمعت المجالس عدداً أكبر من المهندسين أو خبراء الإدارة والمحاسبة وفقه القانون لكانت أقرب إلى تحقيق الطموح.. على أن رئاسة أي من منسوبي البلدية أو عضويته في ذلك يروم فجوة يتوقعه في بداية العمل.. حيث يتطلب ذلك احتقاب الواقع العملي للبلدية وحضور الإجابة عن كثير من التساؤلات التي قد تخفى على الأعضاء بحكم تباعد التخصص والرئيس يهمه نجاح المجلس فهو لن يحمل قبعة البلدية، وهو يمارس عملاً يحضره عدد من الأعضاء كل ينشد الأفضل فليس الترشيح للرئاسة مطمعاً ولا تركه مهرباً بل هو شعور بالمسئولية قبولا ورفضا، ونقدر لكل وجهة نظره.. المهم ألا تقاد المجالس بأنفس مشحونة و استبطان خصومة مفتعلة بين المواطن والجهات المعنية.. أو تجر إلى تحالفات تشوش عند اتخاذ القرار.
أملي أن نتحمل الجمهور وأن يتحملنا. وأن تقدر البلدية مواقف الاخوة في المجالس والله تعالى ولي التوفيق.
(*)عضو المجلس البلدي لمدينة بريدة |