سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة (الجزيرة) حفظه الله..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
اطَّلعت على ما سطَّره الأديب الأستاذ أحمد بن عبد الله الدامغ في صفحة الرأي العدد 12130 وتاريخ 12-11-1426هـ بعنوان: (ليت كل طبيب يحذو حذو صالح)، وهي عبارة عن مقالة إعجاب وتقدير بالجانب الإنساني الذي يقوم به الدكتور صالح بن حماد العقل تجاه أهل حي الريان، وذلك بتقديم الخدمة والرعاية الطبية لهم فيما يتعلق بطب العيون. وقد تخلل هذه المقالة بعض الأبيات الشعرية التي تفاعلت معها قريحة الشاعر وفي الوقت نفسه دعوته الأطباء إلى الاقتداء به واستقطاع وقت من أوقاتهم لتقديم الخدمة الطبية لسكان الحي الذي يسكنون فيه وجماعة المسجد الذي يصلون فيه في الأمور الصحية التي لا تحتاج تشخيصاً ولا يلزم لها تحاليل ولا تنويم سريري كما أشار الكاتب. وإنني أؤيد هذا الاقتراح، وسوف يتجاوب معه الكثير من أطباء الحي، والمسألة أعتقد أنها تأتي مبادرة من إمام وجماعة المسجد؛ لأن بعض الأطباء لديهم الحرص على احتساب الأجر باعتبار أن الطب من الأمور التي يغلب عليها الجانب الإنساني، فالطبيب يسعد عندما يرسم البهجة والسرور على المريض إذا أخذنا في الاعتبار أن بعض المواطنين يتردد عندما يحس بألم في زيارة الطبيب، ووجود طبيب في الحي أو ضمن جماعة المسجد قد يكون عاملاً مساعداً في نشر التوعية الصحية وحث المرضى الذين تستدعي حالتهم الصحية زيارة مراكز الرعاية الطبية والمستشفيات.
كذلك من الأمور التي لفتت انتباهي في بعض الدول العربية أنه توجد في بعض المساجد عيادات ضمن مبنى المسجد تقدم خدمة للمرضى بأسعار رمزية، وهذا ممكن تطبيقه في بعض مساجد الحي الذي يوجد فيه أطباء متخصصون. ولا شك أن وجود الخدمة التطوعية من الأطباء داخل الحي سوف تخفض عدد مراجعي الوحدات الصحية والإسعاف، وهذا ما أشار إليه الكاتب في ثنايا هذه المقالة التي وجَّهها من خلال هذه الجريدة لإيمانه بأن مجتمعنا السعودي ينهج النهج الإسلامي في أمور حياته كلها، فالجانب الإنساني فوق كل اعتبار. والله من وراء القصد..
منصور إبراهيم الدخيل مكتب التربية العربي لدول الخليج |