Friday 6th January,200612153العددالجمعة 6 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الريـاضيـة"

الحُكَّام والإعداد الذهني (3-4) الحُكَّام والإعداد الذهني (3-4)
د. صلاح السقا

الإعداد النفسي
يلعب برنامج الإعداد النفسي دورا رئيسيا ومهما في تحديد النتيجة النهائية لأداء الحكم، فالإعداد الذهني مثل (التركيز والثقة) من السمات الضرورية والتي تحدد قدرة الحكم على إصدار القرارات الصحيحة، خاصة في مراحل الحسم، ولكن يصرف النظر عن نوع الروتين المستخدم من قبل الحكم للإعداد للمباراة، طريقة الاعداد المستخدمة لابد من تأكيدها على شعور الحكم بالاسترخاء، واليقظة، والتحكم والسيطرة طوال فترة المباراة، وللوصول لهذه الحالة والمحافظة عليها لابد أن يتضمن الاعداد النفسي على العناصر التالية: استراتيجية المباراة، الانسيابية، التصور الذهني، والقدرة على اختيار التركيز المناسب.
استراتيجية المباراة:
غالبا ما يصل الحكام للملعب قبل بدء المباراة، وبوقت لا يسمح لهم في التفكير في المهمة الموكلة لهم أو عدم إيجاد الوقت الكافي للإعداد للمباراة، لذا غالبا ما ينعكس ذلك على تطوير وتحسين الأداء مستقبلاً، فمن الضرورة بمكان ان يصل الحكم لأرض الملعب قبل البدء بوقت كاف من اجل إتباع الروتين الموضوع.
ويبدأ وضع استراتيجية المباراة اولاً عن طريق وضع قائمة بجوانب الضعف والقوة - ما هي جوانب الثبات لديك، أو الجوانب التي غالبا ما تتعرض فيها إلى مشاكل، هل نقاط القوة تتفق أو تلاقي القبول والاستحسان من قبل الحكام الآخرين، هل أنت متردد في اتخاذ القرارات - باختصار لوضع البرنامج المناسب، يجب أن يكون التحليل التقيمي صادق، أما إذا كان من غير ذلك فإن ارتكاب نفس الأخطاء سوف يستمر.
الجانب الآخر لوضع استراتيجية للمباراة هو المعرفة المسبقة أو جمع معلومات عن الفريقين المتباريين وأرضية الملعب، لذلك نجد بأن الحكام المخضرمين لديهم أفضلية عن الحكام المستجدين لأنهم على معرفة باللاعبين وسلوكياتهم وطريقة لعبهم، والمدربين وتصرفاتهم، وحجم وتصرفات الجمهور والبيئة التنافسية، فالخبرة الموجودة لديهم تعطيهم أفضلية نفسية وذهنية عن غيرهم ممن هم أقل خبرة. فالحصول على أكبر قدر من المعلومات يساعد الحكم على التحكم والسيطرة على المباراة، ويمكن الحصول على مثل هذه المعلومات عن طريق التحدث مع الحكام الآخرين، مشاهدة اشرطة فيديو لمباريات سابقة للفريقينن أو عن طريق قراءة الصحف المحية.
عند وضع برنامج للغعداد لابد من أخذ الحذر من تهويل أو تبسيط الموقف أثناء التحليل. بمعنى آخر عدم الحكم على المباراة بأنها سهلة أو صعبة، لأن مثل هذا التفكير غالبا ما يقود إلى الشعور بالاسترخاء المبالغ به أو القلق ويؤدي إلى التركيز على الشعور والانفعالات بدلا من التركيز على المنافسة.
أيضا عند الاستعداد لابد من التعامل مع الأخطاء الشائعة، مثل إصدار أحكام مسبقة على بعض التصرفات واحتساب الاخطاء قبل وقوعها، ما يجب عليه التذكر بعدم احتساب الأخطاء قبل وقوعها عليه من الأفضل الانتظار والتأخر للحظات بدلا من إطلاق الحكم غير الصحيح، فالحكم الجيد هو الذي يصدر أحكامه بناء على ما يشاهده وليس حسب توقعه.
فالدخول إلى ارض الملعب من غير استراتيجية وخطة واضحة، غالبا ما يعرض الحكم للوقوع في الأخطاء ونقد مستمر من قبل اللاعبين والمدربين والجمهور، فالوقت الذي يصرف للغعداد قبل المباراة من قبل الحكم ما هو إلى تضحية صغيرة متى ما قورنت بالفائدة التي يمكن أن يجنيها الحكم.
الانسيابية
يتطلب تحكيم المباراة أكثر من القدرة على التخطيط ووضع استراتيجية محددة ومعرفة التكتيك المناسب لإدارة المباراة، حيث يجب أن يكون لدى الحكم الشعور والإحساس باللعبة وماذا تعني للاعبين، ولتعزيز مثل هذا الشعور لابد من العمل على مشاهدة أكبر قدر ممكن من المباريات سواء عن طريق الحضور الشخصي أو التلفزيون، والعلم على معايشة اللعبة مع اللاعبين للتعرف على كيفية أداء المهارات المختلفة لتطوير الشعور والإحساس مع اللاعبين للتعرف على كيفية أداء المهارات المختلفة لتطوير الشعور والإحساس بانسيابية اللعب والنظر إلى التوافق الانفعالي والعاطفي المرتبط باللعبة. بعد النظر إلى اللعب من وجهة نظر اللاعبين ضع نفسك مرة أخرى في موقف الحكم وتنفيذ القانون. فالنظر إلى اللعبة من عدة جوانب يطور الإحساس والشعور بمعنى اللعبة بالنسبة للآخرين.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved