- المكان: أحد المكاتب في دائرة ما.
- الزمان: ضحوية يوم صيفي..
- المشهد: موظفون يمارسون أعمالهم بصمت.. لا تسمع سوى (خرشفة) أوراق المعاملات.. وصرير أقلام..
المراجعون ذاهبون.. آيبون.. الجميع يمارس تحدثا داخلياً.
- أنت يا أخينا..!
- (صمت..!)..
- أقول ..! أنت يا أخينا .. يخوي اسمعني..!
- (صمت متأتئ).. أنا..؟!.. بس أنا.. الا أنت وش تبغى..؟!
- أنا..؟! اه يا عيني على أنا..! يا خي ما عندكم تقدير.. ما عندكم احساس.. ما تشوفني ملطوع قدامك..؟!
- (وهو يقرأ معاملة) - ليه؟!
- (بصبر نافد) - ياخي انا قاعد لي أكثر من ثلث ساعة.. ابغاك تناظرني.. تهتم بي.. تسألني وش أبغى..!
- (لا زال يقرأ معاملة!).. قل وش تبغى..؟!
- (يحرك يديه وجسمه بتوفز عصبي).. يا خي معاملتي.. أي نعم!.. معاملتي حقّة مصاريفي السفرية.. هي عندك وان ما صدقت هاك الرقم.. وصلت عندك.. أبغى أشوف النتيجة؟!
(المنفضة مليئة باعقاب السجائر)..
- (بتباطؤ - ومعاملة في يد.. والقلم في يد أخرى ودخان السيجارة يتصاعد في دوائر حلزونية يصفعها الهواء المارق من النافذة).
- ايه.. معاملتك..؟!
- أي نعم معاملتي..!
(صرير قلم.. صمت.. الفرّاش يضع بيالة شاي.. يذهب.. صوت رشفة شاي..!).
- الله يرحم أبوك.. وكمان وميتك.. عطني نتيجة.. حاكني..؟!
(الفرّاش يعود ويضع أمامه بيالة شاي ويذهب.. يلقي على البيالة نظرة - والوقت يمضي - والموظف منهمك في عمله.. والنافذة تمرر نسمة صيفية.. (الفرّاش يعود ويلقي نظرة - استكناهية- على البيالات فوق المكاتب.. تمر يده على رزمة معاملات في السلة فيتأبطها ويذهب.. ينظر صاحبنا الى البيالة الموضوعة أمامه.. يتأملها بتخاذل.. يحس باغراء فيأخذ رشفة.. الفرّاش يعود)..
- أما هالشاي حقك.. لذيذ ومونتاز..!
(الجميع صامتون.. صرصرة أقلام.. وخرفشة أوراق..!).
- أقول أنت يالقه..(الفرّاش يذهب)وجي.. حتى أنت يا برو.. وجي..!!..
(يرخي رأسه بخيبة.. يرفعه ويتسكع بنظراته على الموظفين أمامه.. وعلى المعاملات المتراكمة على المكاتب..(يستذوق) شكل احدها فينهمك في تأملها بضجر..
(الوقت يمضي.. والجميع يمارس تحدثا داخليا)..
- (يحادث نفسه) - معاملتي.. فلوسي.. البيت.. المدسة.. البشكة.. (يسأل الموظف) كم الساعة هالحين..؟!
- .. الس.. الساعة.. ثنتين الا ربع..!
- (باندهاش) ثنتين إلا ربع.. يا ويشي..!!
(يعطي ساقيه للريح..!)..
ابو ايهاب |