تظل الحوادث التي تزهق فيها الأرواح البريئة تتكرر يوما بعد يوم؛ فبالأمس القريب نرى أسرة مكونة من خمسة أشخاص يموتون اختناقاً في إحدى الشقق في منطقة جازان وهي شقة مكونة من غرفتين وصالة يسكن فيها خمسة أشخاص من أسرة واحدة (زوج وزوجة وثلاثة أطفال؛ ولدان وبنت)، وبينما هم نائمون إذا بحريق يشتعل وسط الشقة. وبعد أن تمكن الحريق من أغلب أنحاء الشقة شعر الأب فجأة بآثار الحرارة وكثافة الدخان جراء ألسنة اللهب فقام بمحاولات يائسة لإنقاذ زوجته وأطفاله إلا أنه واجه دخانا كثيفا غطى كل أرجاء الشقة الصغيرة، وعندما لم يستطع المقاومة سقط على الأرض مختنقاً بالدخان السام الذي عادة ما يؤدي إلى الوفاة خلال ثلاث دقائق.
وفي الطرف الآخر من الشقة ما زال بقية أفراد الأسرة يغطون في نومهم؛ فلم يتمكن أحد من الوصول إليهم؛ نظرا لكثافة الدخان إلا بعد أن تم إطفاء الحريق. ومع هذا المصاب لا نملك إلا الدعاء للمتوفين بالعفو والمغفرة ولذويهم بالصبر والسلوان
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. ولوا أردنا تحليل هذا الحادث ومعرفة أسبابه وطرق
تلافي نتائجه لعرفنا الآتي:
1- أن الحادث وقع بأمر قد كتبه الله سبحانه وتعالى ولا رادّ لقضائه.
2- أن الشقة تفتقر إلى وسائل الإنذار والسلامة.
3- أن الشقة ضيقة ولا تسمح بتحرك المنقذين بحرية.
وحتى يمكن تلافي مثل هذه الحرائق فلابد من اتباع الآتي:
1- تركيب جهاز كشف الدخان الذي يعطي صوتاً عند انتشار أي دخان وينبه الآخرين إلى وجود خطر.
2- تركيب عدد من طفايات الحريق في أنحاء متفرقة من المكان واضحة ويسهل استخدامها بسرعة بعد التدرب عليها.
3- معرفة كيفية مواجهة الدخان الكثيف عند نشوب الحرائق وهو المشي على اليدين والركبتين في مستوى أرضية المكان؛ لأن الدخان السام يرتفع إلى الأعلى ويبقى الأكسجين النقي في الأسفل، أو وضع قطعة قماش مبللة بالماء (شماغ أو غترة) على الأنف والفم والخروج بسرعة.
4- التدريب على خطة الإخلاء وتحديد مكان للتجمع الآمن.
5- معرفة رقم المبنى واسم الشارع واسم الحي وأقرب معلم ظاهر إن وجد ورقم طوارئ الدفاع المدني (998) ووضعها في مكان بارز.
6- التدريب على كيفية الاتصال بطوارئ الدفاع المدني وإعطاء البلاغ بكل هدوء وسكينة.
إننا باتباع هذه التعليمات سوف نحقق - بإذن الله - الأمن والسلامة لأرواحنا وممتلكاتنا، {فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}(الآية 64 من سورة يوسف).
|