Monday 2nd January,200612149العددالأثنين 2 ,ذو الحجة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في"الرأي"

أرواح.. في مهب الرياح ..رسالة إلى مسؤول أرواح.. في مهب الرياح ..رسالة إلى مسؤول
د. عبدالملك بن إبراهيم الجندل/ وزارة التربية والتعليم

المملكة العربية السعودية.. دولة شرفها الله بتطبيق شرع الله، وبخدمة الحرمين الشريفين، وحباها سبحانه بقيادة حكيمة، وشعب يقدر المسؤولية، وثروات طبيعية، كل ذلك جعل منها الدولة الحضارية النموذجية، التي تقدمت في زمنٍ يسير، بقدر تقدم دول أخرى في أزمنة طويلة.
ومع هذا التقدم والازدهار الحضاري فإن هناك ما ينغص ذلك من صور غير حضارية، تسيء إلى هذا البلد الطيب المبارك.
وسأركز على صور تكاد تكون مميتة في واقعنا، تلك الصور التي أهديها إلى رجل الأمن في بلادي، وأجزم أنهم قد شاهدوها، ولكن قد يكون فيها تذكيراً لهم، كما قال تعالى (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ).
وهذه الصور هي (جنائز) معدة مسبقاً، والأعمار بيد الله:
الصورة الأولى.. السرعة الجنونية لسائقي حافلات الحج والعمرة على الطريق السريع، إذ إن تلك الحافلات تسابق الريح، وليس فقط مسابقة السيارات الصغيرة، بل وصل الأمر في إحدى الرحلات أن يتبادل السائقين القهوة مناولة، وهم يسيران بحافلتيهما بأقصى سرعة (وقد لا يصدق البعض ذلك).
فأين الأمن عنهم وعن سرعتهم الجنونية؟ هذا السائق يحمل معه ما يربو على الخمسين نفساً، ولا تردعه الغرامة البسيطة التي تقارن بقائد السيارة الخاصة، لذلك لا بد من وقفة (جادة حازمة فعالة مستمرة) لإنهاء تلك النعوش الطائرة، مثل إيقاف ذلك السائق، وحبذا لو تم حجز الحافلة لمدة أسبوع (مثلاً) حتى تتخذ الشركة المالكة الإجراء المناسب من طرفها.
الصورة الثانية.. التسول عند إشارات المرور، فقد انتشر انتشاراً كبيراً، فتجد جميع الفئات، الرجل والمرأة والطفل الصغير، ويزداد الأمر سوءاً عندما يكون المتسول طفلاً صغيراً، لا يرى وهو يسير بين السيارات، مما يسبب الحوادث الخطيرة لا قدر الله.
فأين دور رجال الأمن على كافة قطاعاتهم، وأين إدارة مكافحة التسول.
الصورة الثالثة.. بيع الخضر والفاكهة وغيرها في الشوارع العامة، حيث يقف السائق في عرض الشارع، ويبدأ في عرض بضاعته في سيارته، ثم يحتل جزءاً من الشارع ليعرض عليه بقية البضاعة، ويزداد الأمر سوءاً عندما تتوقف السيارات للشراء، مما يجعل الشارع العام صالة عرض للبيع والشراء، الأمر الذي يؤدي إلى تكدس السيارات، وإغلاق الطريق.
وبعد الانتهاء من البيع وذهاب الجميع، تجد المخلفات من الكراتين وبقايا الخضرة مرمية في الشارع.
هنا أتساءل.. ألم يئن الأوان أن تحل هذه المشكلة؟ قد يدعي البعض أن هذا (مصدر رزقه)، ونحن لا ندعو إلى قطع الأرزاق، ولكن حبذا لو تم تنظيم أماكن متفرقة في الأحياء، كي يقوم هؤلاء بعرض بضاعتهم بأسلوب منظم وحضاري، لا يخدش صورة البلد الحبيب.
الصورة الرابعة.. وهي صورة في بدايتها.. الدراجات النارية التي انتشرت في الآونة الأخيرة، وهي نوعان: نوع تستخدمه العمالة الوافدة، ونوع يستخدمه الشباب المرفه المترف، النوع الأول: صغير الحجم، ويلاحظ كثرته، وانعدام وسائل الأمن والسلامة كعدم وجود لوحات تخص كل دراجة، وعدم وجود الإضاءة.
والنوع الثاني الخاص بالشباب: فإنهم ينافسون فيه السيارات، ووصل الأمر بهم إلى إقامة ما يشبه السباق في الشوارع العامة، وإلى قيادة دراجاتهم في المسار الأيسر من الخطوط السريعة.هنا أهيب بالمسؤولين تفعيل النظام المروري الخاص بهذه الدراجات، كي يكون سائقوها على بينة بقواعد السلامة لهم وللآخرين حفظاً لأرواح قائديها، وممتلكات وأموال قائدي السيارات.
وفي كل ما سبق لا ننكر أن للسلطات دوراً في محاولة القضاء على تلك الظواهر، ولكننا نريدها حملات مستمرة، وبطرق علمية، ذات فعالية للقضاء على كل ما هو ليس حضارياً في وطننا الغالي.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved