Saturday 31th December,200512147العددالسبت 29 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مدارات شعبية"

غرابيلغرابيل
الرسم النبطي والشعر التجريدي
أمل بنت عبدالعزيز

التجريد؟ مصطلح يطلق على الأعمال التي لا تحمل شكلاً مباشراً منقولاً من الواقع كما نراها في الأعمال التي أبدعها فنانو عصر النهضة أو ما لحق بالفن التشكيلي من تطور نحو الجديد في أنماط التعبير بالخطوط والألوان على اللوحة، ولكن كسائر الفنون هنالك دخلاء على هذا الفن زحفوا به كثيراً حتى أصبح إنتاجهم الفني أقرب إلى الطلاسم منه إلى الفن.. وحتى نفك رموز اللوحة نحتاج لشرح مستفيض ممن قام برسمها.. وهذا حال بعض الشعراء الآن فقد أرادوا التميز ولكنهم زحفوا كثيراً، أرادوا التجرد فتجردوا من المعقول إلى اللامعقول، جميل أن يكون للخيال مساحة في أشعارنا والأجمل أن ننسج هذا الخيال أفكاراً راقيةً لنرسم صورة الواقع بشكل فني بديع، ولكن هناك من أرغمنا على قراءة خزعبلاته كيما نقيم العزاء بعد ذلك على ضفاف موت الشعر الحقيقي!!وعندما نقوم بنقده يتهمنا بالتخلف لأننا بكل بساطة لم ندرك بعد معنى النقد ليُفهمنا بما يملك من ثقافة المصطلحات بأنه من رواد ما بعد الحداثة وأنه تجاوز الواقع إلى ما فوقه وقد يتهمنا بذائقتنا الجمالية.
يقول كاندنسكي (فنان تجريدي): إن هذا الصباح ولنقل الطبيعة كلها والحياة وكامل العالم المحيط بالفنان سوية مع حياته الروحية هما المصدر الوحيد لفنه. ولكن البعض أراد أن يقلب تلك المقولة فجعل المصدر الوحيد لفنه كل ما ليس له علاقة بالعالم ما أشبه الشعر بالرسم وسائر الفنون إن لم يكن أقواها وصولاً لعامة الناس حيثما يتصور الرسام فكرة معينة فإنه ينظر لها من زاوية غير مألوفة لدى العامة ثم لا يزال يتلبس هذا التجرد حتى يصل لمرحلة لوحة فنية لكنها مغايرة للواقع. تماماً فنجد البعض يرسم لوحة لا يمكن للشخص الطبيعي فهمها ما لم تكن مصحوبة بعنوان يقرب الفكرة لذهن المتذوق. ولقد ازداد الحال في التجريد حتى وجدت لوحات لأناس مرضى نفسيين ومحسوبين على هذا الفن يقومون برسم لوحات (غوغائية) لاتمت للفن بصلة.
هذا إذا ما علمنا أن بداية الفن التجريدي كانت عام 1909م عندما نسي كاندينسكي لوحته مقلوبة!! وعلى هذا النسَق ومن هذا المنطلق لمسنا مثل هذه الغوغائية في الشعر بصنفيه (شعبي، وفصيح) وإن كان على أشده في الشعبي ولا أعلم لماذا!!
فهناك الشاعر الذي يأتي بكلمات متناقضة ليس في المعنى بل في الانتماء إلى ساحة الشعر بعينه وإلى المعقول أيضاً.
ثم يدعي أنه مجدد ويتجرد في الشعر.. ويح هذا التجرد الذي لم نجد فيه شيئاً سوى التجرد من الشعر إلى (الترهات).


قلبي حمامة وأنت يا سيدي طوق
أسرتني من دون كل البريّه
والنسمة اللي جت لك اليوم برفوق
أرسلت معها يا حبيبي تحيّه

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved