من خلال المنهج الفكري الذي يتبناه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ندرك أن سموه الكريم في نصوص أحاديثه الصحفية ولقاءاته وتوجيهاته وخططه الإدارية لديه النظرة العميقة لقراءة الأحداث والمستجدات وحتى في تحقيق الإنجازات كان هناك منظور فكري ناضج لما يدور في الساحة فتجاربه وخبراته كفيلة بوضع رؤية مستقبلية واضحة ومتوازنة فقد استطاع - بتلقائية - هذه النظرة الواسعة أن يضع منهجاً متأصلاً سليماً ينطلق من سلامة التوجه وينبثق من فكر ديني وسطي معتدل يتفق مع القيم والأصالة ووفق أسلوب واضح وشفاف. لقد انطلق فكره - حفظه الله - من ثوابت دينية وعقدية صحيحة ركيزته في توجهه خدمة الدين ثم المليك والوطن فاستشعر أهمية ضبط الأمور بشتى أنواعها وصنوفها قبل اتخاذه أي قرار وهي بلا شك سمة بارزة في النظرة الفكرية العميقة لسموه الكريم حيث ارتكز فهمه في المعالجة والتوجيه على عنصري الإخلاص والمتابعة والتثبت فكان هناك تطابق في النظرة والتطبيق وحسن التوجيه والأداء. إن هذه النظرة الفكرية المتطورة مبنية على ما يتمتع به من خبرة إدارية وعلمية وثقافية وحتى في المسائل السياسية ينطلق في توجهاته وتوجيهاته من قناعات ثابتة وراسخة فاجتمع لديه التقدير الواعي والبناء للأمور مع التعامل مع الأحداث والحالات وفقما تقتضيه حالها فأكسبه حسن التصرف فيها قوة وحزماً وأعطاه شخصية قوية لها تأثيرها في المواقف التي تتطلب الحزم والصرامة والدقة. نظرة فكرية أخرى في التوجيه الإداري وتحقيق الإنجاز حيث تكمن هذه النظرة في سلوك استراتيجي تتمحور حول جمع المعلومات الضرورية والتوسع في تحصيلها ومعرفة أبعاد الموضوع المطروح بشكل دقيق ثم يكون التوجيه دقيقاً وبناءً مبنياً على توافر العناصر المطلوبة وتحري الحق والعدل في هذا التوجيه. نظرة فكرية لا تقل أهمية عن سابقاتها انطلقت نحو تقييم المسؤوليات على أسس تقدير معنى الأمانة الشرعية وحجم التكليف الشرعي للمهمات والواجبات حيث ارتبطت هذه النظرة بالنشأة والتربية الدينية التي تربى عليها وألفها فكان هناك إحساس بمعنى تقدير العمل والواجب بما يقتضيه من جهد ومتابعة وفق منطلق شرعي ثابت. وبالجملة فالمنظور الفكري لكافة توجهات سموه تجسدت من خلال إخلاصه وتفانيه وحبه للخير فكانت قيمته عالية بين مجتمعه وأمته فهو قدوة في إداراته وأدائه وتواضعه حريص على نفع المجتمع ورعاية المصالح بنية صادقة ومخلصة. لقد ترجم - حفظه الله - المفهوم الحقيقي للمواطنة الصالحة الناصحة فكان فكره صحيحاً سليماً ناضجاً حقق من خلاله بعد توفيق الله الإنجازات والخير لمن يستهدفهم في عمله وتوجهه.
|