Wednesday 28th December,200512144العددالاربعاء 26 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "مدارات شعبية"

الرآي الاخرالرآي الاخر
بعض التجاوزات في الشعر
شقا الصمت

إن المطلع على صفحات الشعر الشعبي في الجرائد ومجلات الشعر المتخصصة ليلاحظ الكم الهائل من القصائد لشعراء مشهورين وشعراء مغمورين وشعراء مبتدئين.. ولكن هذا الكم الكبير من القصائد قد لا تجد ضمنه إلا قصائد قليلة تعتبر ناجحة وجيدة ونستطيع أن نقول عنها قصائد، فأغلبها قد ينسى ما إن يقرأ.
ومن المعلوم أن الشعر سائد في كل زمان ومكان ولكن هذه السيادة قد تكون سلبية أو إيجابية، وأنا هنا لا أقف في مقام الناقد، فأنا لست أهلاً لذلك، بل في مقام القارئ المطلع والجمهور والمتلقي الذي قد لا يعجبه بعض القصائد التي تتخطى حدود الدين والأدب والأخلاق وبعض القصائد التي لا تستحق أن يطلق عليها شعر، بل هي أقرب إلى (السواليف) منها إلى الشعر، فالشعر الآن أصبح يزخر بالتجاوزات والمغالطات المقيتة والذميمة التي قد تضر بالشاعر قبل أن تخدمه وبالتالي ستضر الساحة الشعرية عامة لأن التفاحة الفاسدة لا تصلحها جاراتها، بل هي قد تفسد جاراتها!!.. ودعوني أعرج هنا على بعض التجاوزات والعيوب المهمة التي بدأت تظهر جلياً على بعض القصائد العامودية أو الشعر الحر..
وسأبدأ بالأهم فالمهم..
1- التجاوزات الدينية في بعض القصائد وأهمها الحلف بغير الله، ومعلوم أن الحلف بغير الله هو شرك أصغر، فكثراً ما نسمع بعض الشعراء يقولون.. وحياتك.. وعيونك.. وراسك.. وغلاتك.. إلى آخر الألفاظ. وقد سمعت أحد الشعراء يقول تقرباً لمحبوبته: (وحلفي صار بعيونك)!!.. فإذا قلت أنا لفلان وحياتك فهذا معناه أني أحلف به، فالواو هنا واو القسم، فهل من المعقول أن يصل الشاعر إلى درجة الحلف بغير الخالق لإرضاء مخلوق ومن أجل قصيدة سيمحوها الزمن وتندثر تحت ترابه؟!.
2- التجاوزات الأخلاقية ومنها الوصف الماجن والإباحي للمرأة وكأن هذه القصيدة فيلم أباحي.. والأدهى والأمر أن يكتب شاعر كبير ومعروف قصيدة إباحية صرفة، كلها سقطات أخلاقية من ألف القصيدة إلى يائها!! وهو يصف ويفصل بكل ما أوتي من حرفية وشاعرية إلى درجة أنه يستنزف الحياء في عروقنا ليمتزج مع بياض الوجوه الرباني فيحمرّ خدّ الإنسان الخلوق.. وا أسفاه على حياء قد رحل، فالحياء كالماء بانعدام وجوده تنعدم الحياة.
3- التجاوزات أو المغالطات الأدبية.. ومنها أولاً: على سبيل المثال لا الحصر السجيع الممل والمصطنع في بعض القصائد، فتجد بعض القصائد تغرق بالسجع المبتذل من أول بيت إلى آخر بيت بشكل لا يخدم المعنى أبداً، بل هو تجميع لكلمات متشابهة لا صلة تذكر بينها والتي عن طريقها يريد الشاعر إثبات قدرته الأدبية والبلاغية على استحضار كلمات متشابهة وزجها فيما يسمى سجعاً والذي قد يتحول إلى وجع في رأس القارئ، وقد يحدث ذلك من قبل شاعر معين لمجرد تقليد شاعر آخر قد نجح في ذلك، فليس من الضروري أن تنجح في نفس المجال أو الفن الذي نجح فيه غيرك، فلكل مقام مقال.
ثانياً: حرص بعض الشعراء الشديد على النظم على قافية صعبة قد يستصعب الكثير النظم عليها ليس من باب قدرة أو دراية، بل من باب تحدٍ قد يضر بالقصيدة، لأنّ الشاعر عندما يجبر نفسه على النظم على قافية صعبة متحدٍ بذلك شاعراً آخر سيجعل من قصيدته مهزلة قائمة بحد ذاتها، لأنه ليس ما جاء بالقوة والغصب كما جاء بالهدوء والرضا أو بمعنى أدق بالطبيعة!!.
فستجد الشاعر يخضع ألفاظه للمعنى بالإكرام فقط لتتم القافية مما يجعل أبيات القصيدة ليست مترابطة وليست متماسكة والكلمات كل واحدة في وادٍ، فيضيع عقل المتلقي ما بين معنى وآخر وقد يغرق في بحر معانٍ فضائية لا يعلم لها دلالة وما أنزل الله بها من سلطان!.
ثالثاً: حرص الكثير من الشعراء على وضع كلمات غريبة في قلب القصيدة بشكل لا يفهم له حاجة أو ضرورة لن أوضح كيف، لأني لا أريد التعرض لأحد الشعراء بذكر فيؤخذ ذلك على مأخذ خاطئ.. ولكن أترك لكم اكتشاف ذلك كلما سمعتم كلمة غريبة في قصائد أغرب.
تساؤل
أين الشاعرات الكبيرات من هذه الصفحة؟
نبضة من قلب دايم السيف...


أون وكل يحسبني أغني
عليل وكل يحسب إني مداوي

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved