يعتقد بعض المديرين أنه كلما زاد عدد الموظفين في الإدارة التي يشرفون عليها كان ذلك سبباً في زيادة أهمية الإدارة، وبذلك يتقرّبون أكثر من الإدارة العليا في الجهاز الذي يعملون فيه. إن الأجهزة والإدارات الناجحة هي التي يحرص المسؤولون فيها على استقطاب الكفاءات الإدارية التي تحقِّق أفضل الإنجازات بأقل الإمكانات المادية والبشرية لا أن تزيد البطالة المقنَّعة، ويزيد من فراغ الموظفين وتنقّلهم بين مكاتب زملائهم بدون عمل. هناك العديد من العوامل التي تؤثِّر في حياة الموظف الوظيفية قد يكون الحظ، أو الظروف أو التوقيت، وأحياناً ظروف المنافسة والذكاء الاجتماعي، وقد يتسلَّق الموظف درجات السلم الوظيفي ليصبح مثار جدل بين زملائه ليصفه أحدهم بالمحظوظ أو أن يقول عنه آخر إنه وصل عن طريق الواسطة، وثالث يعزي ذلك إلى توفر الوظائف في الجهة التي يعمل بها، وكل هذه تبقى أسئلة وتخمينات قد لا تعكس واقع الحال. إننا لا نختلف أبداً مع تأثير هذه العوامل في مسار الموظفين الوظيفي إلا أن هذا قد يحدث مع قلة قليلة من الموظفين وليس كقاعدة عامة يمكن أن يعتد بها أو يؤخذ بها. إن نجاح الموظفين في حياتهم الوظيفية يأتي من خلال الموهبة والعمل الدؤوب والإخلاص والإبداع، فالذين اعتادوا أن يقلِّلوا من إنجازات الآخرين وأن ما وصلوا إليه إنما جاء ضربة حظ أو صدفة أو واسطة هم الذين لا يعملون ولا يريدون أن يعملوا، ففرص التطور والتقدّم مفتوحة أمامهم إلا أنهم بقوا غير راغبين في ذلك وظلّوا يتفرجون على القافلة وهي تسير. إن مبادئ النجاح في الحياة واحدة ولا تختلف كثيراً وإنما الذين يختلفون هم البشر في درجة إبداعهم والتزامهم الوظيفي، وتطورهم. الاطلاع والثقافة الإدارية!! هناك بعض الموظفين أو المديرين، تجدهم يوجدون في كل مكان ويشغلون كل الاهتمامات، ويستشيرهم زملاؤهم باستمرار، هؤلاء قد حقّقوا الاحترام من المسؤولين ومن زملائهم والسبب أنهم يعرفون الكثير عن جوانب العمل وتفاصيل الاختصاصات في الجهة التي يعملون بها، فيحاولون بناء قاعدة معرفية ومهارية معقولة في الأعمال التي يؤدونها أو التي تصب في مجال اهتمام أعمالهم. إن من يملك المعلومة دائماً هو القادر على التعليق والمناقشة والنصح والحديث. مكتبك في منزلك!! ينبغي أن نفرِّق بين الموظف المنظَّم والمدير المنظَّم وبين الموظف أو المدير غير المنظَّم! فقد يبقى الموظف أو المدير بعد ساعات الدوام الرسمي ساعات إضافية غير محسوبة مادياً ليصل كل يوم إلى منزله متأخراً، فيظن من يراه أن هذا اهتمام أو إخلاص أو حب مفرط للعمل. ونوع آخر من المديرين أو الموظفين يحمل معه يومياً أكواماً من الملفات والأوراق ينجزها على حساب الوقت الذي يمنحه أبناءه وأسرته. إن هذا لا يعني الإبداع أو الإخلاص، بل يعني أن المدير أو الموظف غير قادر على إدارة وقته بكفاءة، فالموظف أو المدير عليه بدلاً من ذلك ألا يقرأ المعاملات في منزله كما هو حال البعض، بل يقرأ في مجالات ثقافية أخرى، لتكون هذه عادة أسرية حميدة يكتسبها الأبناء.
|