Monday 26th December,200512142العددالأثنين 24 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الطبية"

علاج الماء الأبيضعلاج الماء الأبيض
يتم بعمل جرح بطول 1.4مم ومن دون أي غرز وتزرع العدسة داخل العين من نفس الفتحة المستخدمة بالعملية لدى بعض الحالات

تكثر شكوى البعض من الإصابة بالماء الأبيض وتزداد تلك الشكوى عند كبار السن والأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض كالسكري والالتهابات العينية داخل العين وكذلك عند مستخدمي الكورتيزون، كما أن الأطفال معرضون للإصابة به وذلك بسبب إصابتهم بأمراض معينة وهم في أرحام أمهاتهم. إلا أن التقنية الحديثة ساعدت على القضاء على كثير من المشاكل الصحية. وللتوسع في الحديث حول الموضوع التقينا العديد من الأطباء في هذا المجال من مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي.
عتامة العدسة
* د. منصور.. كثيراً منا يسمع عن الماء الأبيض إلا أن القليل من يعلم تفاصيله، فهل لك بداية أن توضح لنا ماذا يعني وما أعراضه؟
- المياه البيضاء بشكل بسيط هي عتامة العدسة داخل العين وزيادة العتامة تدريجياً حتى تحجب الضوء الداخل إلى العين تماماً، وقد تكون العتامة جزئياً في العدسة أو كلياً.
وعادة ما تكون شكوى المصاب بالمياه البيضاء هو الضعف التدريجي في البصر، وقد يشتكي الإنسان من غشاوة في العين أوالعينين وقد يشتكي من الضوء الشديد نهاراً أو ليلاً وعلى حسب حجم عتامة العدسة داخل العين، وعادة تكون هذه الشكوى عن بعض أنواع المياه البيضاء وذلك حسب موقع العتامة داخل العدسة وتوزيعها، بحيث تؤدي إلى انقسام الضوء الداخل إلى العين مما يؤدي إلى ازدواجية أو تعدد الضوء والصور الداخلة إلى العين فيشتكي المصاب من ذلك في عين واحدة غالباً.
وأعراض الماء الأبيض اجمالاً هي غبش في الرؤية أو أن يرى الشخص ما يشبه الدخان أمام عينيه، وعادة ما يكون ذلك غير مؤلم ويأتي بالتدرج على مدى أشهر أو سنوات، وأما إذا كان الماء الأبيض متقدماً فيشعر الشخص بعتامة تامة في الرؤية.
مرضى السكري
* هل تعتم جزء بسيط في العين يعني الإصابة بالماء الأبيض؟ ومن الأكثر عرضة للإصابة؟
- نعم، يطلق على عتامة أي جزء من العدسة داخل العين المياه البيضاء حسب موقعها، فقد تكون في الجزء الأمامي أو الخلفي أو في وسط أو أطراف العدسة ولكل موقع أثر على الرؤية (البصر) ومن ثم على الشكوى التي يشتكي منها المريض.
والغالبية العظمى ممن يصابون بالمياه البيضاء هم كبار السن وهذا غالباً شيء طبيعي، المصابون بأمراض كالسكر والالتهابات العينية داخل العين ومستخدمو الكورتيزون وبعض أمراض العيون وإصابات العين المباشرة وغير المباشرة يلي ذلك الأطفال عند الولادة بسبب اصابتهم بأمراض معينة وهم في أرحام أمهاتهم أو المصابون ببعض أمراض العيون التي تؤدي إلى تكون مبكر للمياه البيضاء.
دور للوراثة
* هل للوراثة دور في الإصابة ومن الأكثر إصابة الرجال أم النساء؟
- بالحقيقة لا يمكن أن نحدد أن الرجال يصابون أكثر من النساء أو بالعكس لأن نسبة الإصابة عند الرجال والنساء تختلف من مجتمع إلى آخر ولكن في المناطق الحارة يغلب إصابة الرجال بالمياه البيضاء قبل النساء وخاصة في مناطقنا، حيث يتعرض الرجال غالباً لأشعة الشمس أكثر من النساء وإصابتهم بأمراض مختلفة وتعرضهم لاصابات مختلفة وبذلك يكونون معرضين أكثر من النساء في ذلك.
أما دور الوراثة فهناك دراسة محددة تقول بأن بعض الناس وراثياً عندهم الاستعداد للإصابة بالمياه البيضاء أكثر من غيرهم.
وثبت أن بعض الأطفال يصابون ببعض الأمراض الوراثية التي تؤدي إلى تكون المياه البيضاء لديهم في بعض الأسر مقارنة بالآخرين، ولكن كل ذلك بنسبة ضئيلة جداً مقارنة بالأسباب الأخرى غير الوراثية وراء الإصابة بالمياه البيضاء.
الإسهال في الطفولة
* وماذا تنصح المصابين بالماء الأبيض؟ أو الأكثر عرضة للإصابة به؟
- يجب على مرضى السكري معالجته باكراً لأن الضبط السيئ للسكري يؤدي لتشكل المياه البيضاء خلال أيام قليلة، وكذلك عدم التعرض للشمس والأشعة فوق البنفسجية بلبس النظارات الشمسية المناسبة ومعالجة جميع أمراض العيون أولا بأول، كما أن الإسهال في الطفولة والجفاف من الأسباب المؤدية إلى حدوث المياه البيضاء، فيجب معالجتها بالطرق السليمة المبكرة.
ولكن يظل الأسلوب الجراحي هو العلاج الأمثل خاصة عند تشخيصه، والأساليب المتطورة المتعددة لإزالة المياه البيضاء معتمدة على أنواع المياه البيضاء وتوفر الامكانيات الجراحية من الأجهزة الطبية الحديثة كجهاز الفاكوليزر التي تعطي الأمان الكامل للطبيب في إزالة الجزء الطرفي الخاص بنواة العدسة وكذلك غرف عمليات متطورة.
مستوى السكر
* من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالماء الأبيض هم مرضى السكري، فما العلاقة بينهما؟
- هذا صحيح، فمرض السكري يعتبر من أهم أسباب فقدان النظر لما له من تأثير مباشر على مختلف أجزاء العين ابتداء من الجفون وانتهاء بالشبكية، ومن الأجزاء المهمة التي تتأثر بالسكري في العين هي عدسة العين (العدسة البلورية) وهذه العدسة الشفافة تتأثر تأثراً مؤقتاً في حالات ارتفاع وانخفاض مستوى السكر في الدم مما يؤدي إلى تغير في حدة الإبصار لدى المريض لساعات أو أيام ثم يعود النظر إلى طبيعته بعد انتظام مستوى السكر، لذلك لا ينصح بإجراء تصحيح للنظر بواسطة النظارات لتغيير النظارات أو إعطاء نظارة جديدة لمريض السكري إلا بعد التأكد من معدل السكر لديه ضمن الحدود الطبيعية، أما التأثر الدائم على عدسة العين فيكون نتيجة تكون عتامة في هذه العدسة أو ما يعرف بالماء الأبيض.
أنواع المياه البيضاء
* هل من أنواع للمياه البيضاء؟
- المياه البيضاء نوعان: النوع الأول هو ما يصيب مرضى السكري من صغار السن وهو نوع خاص بهؤلاء المرضى ويعرف بشكله المميز من قبل الأطباء.
أما النوع الثاني من هذه المياه فهو الماء الأبيض الذي يصيب عادة كبار السن وهو من أشهر أنواع المياه البيضاء، ولكن في حالة الإصابة بمرض السكري فإنه يحدث مبكراً بعشر إلى خمس عشرة سنة عن غيرهم من الناس.
وفي كلا النوعين من هذه المياه تؤدي إلى تدني مستوى الرؤية لدى المريض بصورة دائمة.
عدسة صناعية
* هل يحتاج المريض بهذه الحالة إلى إجراء عملية لإزالة الماء الأبيض؟
- لا بد للمريض أن يجري عملية جراحية لإزالة الماء الأبيض مع زراعة عدسة صناعية داخل العين في أغلب الحالات، وهذا الأمر ضروري حتى يتحسن مستوى الرؤية لدى المريض ولكي يتمكن الطبيب من متابعة حالة شبكة العين، وهذه المياه البيضاء يمكن منعها أو تأخير ظهورها في حالة انتظام مستوى السكر لدى المريض الذي يعتبر أفضل وسيلة للوقاية من آثار السكري على كافة أجزاء الجسم، مع المتابعة المستمرة والفحص الدوري لدى طبيب العيون كل ثلاثة إلى ستة أشهر.
فقدان البصر
* وخلال ذلك الحوار التقينا د. راشد الذي بدأ قوله إن الماء الأبيض هو أكثر المسببات التي تؤدي إلى فقدان البصر في جميع أنحاء العالم، وهو كذلك قابل للشفاء الكامل - بإذن الله - ، وتصاب عدسة العين بالعتامة مع التقدم في العمر، وتفقد شفافيتها وذلك يؤدي إلى تدني الرؤية بالتدريج.
وهو تغير طبيعي فسيولوجي وليس مرضاً، يحدث غالباً مع التقدم بالعمر.
منذ الولادة
* كيف يصاب الطفل بالمياه البيضاء؟
قد يصاب الطفل بالمياه البيضاء منذ الولادة وذلك لأسباب كثيرة منها إصابة والدته ببعض الأمراض أثناء الحمل مثل الجدري وغيرها من الأمراض، كذلك يمكن أن يكون وجود المياه البيضاء في عين الطفل كجزء من بعض الأمراض التي قد تصيب الطفل قبل الولادة.
متوسطو وصغار الأعمار
* وهل التقدم في العمر يعتبر السبب الرئيس للإصابة بالماء الأبيض؟
- وجود الماء الأبيض في العين له عدة أسباب غير التقدم في العمر، كما أشير له سابقاً فهناك بعض الأمراض التي يصاحبها وجود تغيرات في عدسة العين وإصابتها بالماء الأبيض مثل داء السكري، واستعمال الكورتيزون لمدة طويلة سواء كان عن طريق العين أو بطرق أخرى كالحقن والبلع.. وتكرار استعماله دون الرجوع إلى الطبيب، والتعرض لأشعة الشمس في المناطق الحارة لمدة طويلة، حيث تمتص عدسة العين جزءاً كبيراً من الأشعة تؤدي إلى تكون الماء الأبيض.
كذلك الإصابات المباشرة للعين قد تؤدي إلى تكون الماء الأبيض.
والوقاية من الأسباب السابقة يخفض نسبة الاصابة بالمياه البيضاء وخصوصاً عند متوسطي وصغار الأعمار.
كما أشار الباحثون إلى أسباب عديدة تؤدي إلى الإصابة بالمياه البيضاء مثل تغير في نسبة البروتين في عدسة العين، وكذلك التدخين.
جرح صغير
* خلال الحديث مع د. منصور ذكر أن هناك أجهزة طبية حديثة لعلاج الماء الأبيض كجهاز الفاكوليزر فهل لك أن توضح لنا أهم ما يتميز به هذا الجهاز؟
- يتميز هذا الجهاز بأنه يتم استخدام أشعة الليزر غير المباشرة لإزالة الماء الأبيض مما يعطي درجة عالية من الأمان والفاعلية في إزالة الماء الأبيض، كما يقوم الجهاز بإزالة الماء الأبيض من خلال جرح صغير جداً بطول 1.4 مم وبدون أي غرز جراحية مما يعطي المريض القدرة على ممارسة أعماله بعد العملية مباشرة، ولا يصدر الجهاز أي حرارة عند إجراء العملية بخلاف أجهزة الفاكو العادية التي تستخدم الموجات الصوتية مما يمنع حدوث أي تورم بالعين بعد إجراء العملية وعدم حدوث أي مضاعفات بقرنية العين، ويعطي الجهاز للطبيب الإمكانية لزرع عدسة داخل العين من نفس الفتحة المستخدمة بالعملية عن طريق الحقن مع عدم اللجوء إلى توسيع الفتحة الجراحية كما أن الجهاز يحافظ على عدد خلايا الغشاء الداخلي للقرنية، ويحافظ على الضغط الداخلي للعين طوال فترة العملية مما يعطي الطبيب الأمان الكامل أثناء إجراء العملية التي تستغرق حوالي ربع ساعة فقط، بالإضافة إلى أن جميع الأجهزة المستخدمة في العملية تستخدم لمريض واحد ويتم التخلص منها بعد الانتهاء من العملية ويعتبر الجهاز الوحيد الذي تتوفر فيه تلك الخاصية مما يمنع انتشار العدوى بين المرضى، ويتوفر بالجهاز أيضاً برنامج تشغيل متقدما يعطي للطبيب إمكانية برمجة جميع خطوات العملية مما يتفادى حدوث خطأ في إجراء العملية، ومن الميزات الهامة التي تميز هذا الجهاز أنه يعطي الإمكانية لإزالة الماء الأبيض في المراحل الأولى دون الانتظار للوصول إلى المراحل المتقدمة من المرض.
كما أن المريض يستطيع العودة إلى المنزل بعد أقل من ساعة من إجراء العملية، وبإمكانه أداء الصلاة والركوع والسجود بصورة طبيعية بعد العملية، وعودته للحياة الطبيعية بعد العملية بيوم واحد.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved