Monday 26th December,200512142العددالأثنين 24 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

حول مقالة (لا ميراث لهن)!حول مقالة (لا ميراث لهن)!

بتاريخ الأربعاء 14 شوال 1426هـ كتبت الدكتورة هيا بنت عبد العزيز المنيع تحت عنوان (لا ميراث لهن) عن حرمان بعض النساء من ميراث آبائهن بسبب جهلهن ماذا كان مورثوهن يملكون عند وفاتهم، أو بسبب إصرار بعض الإخوان على عدم توريثهن لأن أبناءهن لا يحملون نفس اسم العائلة وأنه في رأيهم - ليس من العدل أن يخرج مال مورثهم للغرباء!
والأدهى من ذلك كما تقول الدكتورة أن يؤكد بعض الإخوان لأخواتهن أنه لا ميراث لهن أساساً لأن الشرع لا يعطيهن هذا الحق لأن قوامة الرجل - في زعمهم - تلزمه بالنفقة وبالتالي لا حاجة بها للمال.
وتؤكد الدكتورة أن هذه المشكلة - مشكلة عدم توريث بعض النساء- موجودة فعلاً وفي بعض المناطق أكثر من غيرها.
وأقول بعد الاتكال على الله إن لهذه المشكلة محاور عدة:
1- التوريث - فيما عدا المناصب - حق شرعي كفله الدين الحنيف في قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ أن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإنما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)} «البقرة». إذن لا فضل لمورث على ورثته ولا فضل لمورث على مورث يعضله أو يبخسه حقاً كتبه الله له وأمر به.
2- وإذا كانت الدكتورة - مشكورة - أشارت إلى ضرورة حضور جميع الورثة للمحكمة الشرعية في مرحلة تحديد الأملاك - وهو رأي سليم سديد لا غبار عليه، فإني أقول: (وهنا تبرز بوضوح أهمية الوصية في حياة البشر لإحقاق الحقوق وإبراء الذمة).
3- نظراً لما لهذا الأمر من خطورة وضرورة تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى البعض وبالتالي تماديهم في الباطل - سواء بدون علم وهم قلة؛ أو وهم يعلمون لكن حب الاستحواذ تهون دونه كل وسيلة، فإن ذلك يستلزم ويوجب ضرورة تدخل علماء الدين والاجتماع ووسائل الإعلام - خاصة المرئية والمسموعة باعتبارها الأكثر انتشاراً - لشرح وتوضيح المقاصد الشرعية الصحيحة فيما يتعلق بمفهوم القوامة والعدل وأداء الأمانات، ولا ننس دور المناهج التعليمية.
4- هناك البعض قد يمنعهن الحياء التقدم للجهات الشرعية بطلب استعادة حقوقهن، ويَرَين في ذلك خدشاً لسمعة الأهل والأسرة، فأقول لهن: أليس ذلك أفضل من:
1- تضييع حد من حدود الله؟
2- التفريط في حق شرعه الله لأبنائكن؟
5- ويمكن - رغبة في التشهير وخدش حياء وسمعة الأهل والأسرة توسيط بعض أفراد الأسرة من كبار السن، أو أهل الخير عملاً بمبدأ التدرج أو من خلال البرامج الهادفة المحترمة مثل: (نور على الدرب)، (سؤال على الهاتف)، فإن أثمرت تلك المحاولات وإلا (فآخر العلاج الكي)؟
6- وأخيراً أذكر نفسي والآخرين بأن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حمدين الشحات محمد / بريدة

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved