إن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان في خدمة أهله، يكنس عنهم البيت، وربما أنه يطبخ لهم الطعام في بعض الأوقات، ويقدر ظروف أهل بيته وما يصيبهم من الإرهاق والتعب، ولم يقل إني أفضل الأنبياء والمرسلين وأنا خير خلق الله، ولا يليق بي أن أساعد أهل البيت وهذه الأمور ليست من خصوصياتي وإنما هي من خصوصيات زوجتي.إن بعض الرجال لديه نفسٌ نرجسية، يتعامل مع زوجته وأهل بيته بتعال وهذا الأمر ليس من أخلاقيات المسلم المتمسك بأخلاق الإسلام. إن من مقتضيات الرحمة التي وضعها الله بين الرجل وزوجته أن يقدر الرجل ظروف زوجته الصحية والنفسية ومن التقدير محاولة الرجل إكمال ما لدى الزوجة من القصور في أداء الواجبات المنزلية غير المتعمد منها بما يستطع. إن بعض الرجال لديه أسلوب جاف مع زوجته، لا يقدر وضعها الصحي والعوارض الطارئة ومن ذلك إذا جاء إلى المنزل ووجد الزوجة لم تتمكن من طبخ الغداء إما لتعبٍ شديدٍ أو أن نفسيتها متعبة نجد أنه يتلفظ عليها بألفاظ سوقية غير لائقة وربما أنه قال (الله يقطع ذا العجوز ما صلحت لنا غداء)، وربما أنها تعذرت ببعض الأعذار لكنه لا يقدر أعذارها ولا يقبل منها مبررات التقصير، وهذا لا ينبغي من زوج يقدر الحياة الزوجية، وكان الأولى منه أن يتصل بأقرب مطعم للمثلوثة (ومطاعم المثلوثة صارت أكثر من أعداد المساجد) ويطلب ما يكفيهم من الأكل وينتهي الأمر، وليس للمشاكل أي داع. إن بعض الرجال الذين لا يقدرون أوضاع زوجاتهم الصحية ولا يقومون بمساعدتهن في أعمال المنزل عند الحاجة لذلك نجد أنه إذا كان في البر مع رفاقه يجعل من نفسه كالوالدة الحنون لرفاقه، لا يرضى أن يقوم أي أحد بمساعدته في تصليح القهوة والشاي والكبسة وبعد ذلك تغسيل أواني الطبخ وربما أن رفاقه يطلقون عليه بعض الألقاب مثل (طير شلوى أو النشمي أو الشقردي أو ما شابه ذلك من الاوصاف)، ولا شك أن أهل البيت أولى بالمساعدة من غيرهم. ان بعض الرجال إذا رأى أو شعر بتعب زوجته من غير ما تطلب منه فإنه يسعى لراحة زوجته ويحضر بعض الأطعمة من المطاعم المناسبة (هذا عند الحاجة التي تدعو لذلك)، وإن بعض الرجال يتكفل بعملية الطبخ في بعض الأيام متى ما رأى من زوجته إرهاقاً وتعباً (وإن بعض الرجال يجيد الطبخ أحسن من كثير من النساء)، وبعد انتهاء ذلك الرجل من طبخ الغداء أو العشاء يتلقى مجموعة من كلمات الثناء من الزوجة حيث تصفه بأنه طباخ من الدرجة الأولى (ولعل هذا الثناء دهاء من بعض النساء ليتشجع الرجل في المرات القادمة وبعض الحريم ما تنعطي وجه)، وتقول له (تسلم على هالطبخ الممتاز والله لم يبقى إلا أن نأكل أصابعنا ورى الأكل).. وربما يصدق هذا المسكين ويستلم المطبخ عدة أيام ويلبس ملابس المطبخ وربما أنك إذا رأيته تظن أنه شيف لأحد أكبر المطاعم الشهيرة! إن التقدير مطلوب من الرجال لزوجاتهم بشرط الا يكون هناك تراخٍ أو تكاسل من الزوجة المحترمة، ويكون ذلك التعاون مع الزوجة عند بعض الظروف الطارئة فقط.
|