Friday 23rd December,200512139العددالجمعة 21 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

إيذاء الأطفال في المدارس.. من المسؤول؟إيذاء الأطفال في المدارس.. من المسؤول؟
عبدالرحمن بن عبدالله الصبيحي/اللجنة الوطنية للطفولة

تبذل وزارة التربية والتعليم جهودا كبيرة في الحد من إيذاء الطلاب في المدارس، حيث أصدرت تعميما بتاريخ 14-8-1423هـ لجميع المدارس يتضمن برنامجا للحد من إيذاء الطلاب والإساءة لهم داخل المدرسة وخارجها.
ولقد كان منع إيذاء الطلاب (ضرب الطلاب) قد صدر منذ وقت طويل، بل تعداه إلى منع تهديد الطالب بالعقاب أو الإساءة إليه لفظياً، سواء من المعلمين أو إدارة المدرسة.
ولكن ما نراه ونسمعه من وقت لآخر عن حالات اعتداء جسدي للطلاب من قبل الهيئة التعليمية في المدارس ويبرز في هذه القضية الايذاء المتعمد من قبل بعض المعلمين، حيث يتعاملون مع طلابهم من ناحية محافظتهم على مصلحة الطالب، اعتقادا منهم بأن هذه الوسيلة هي الأنجح في حث الطالب على المحافظة على سلوكه وأداء واجباته المدرسية.
ولكن الملاحظ أن الإيذاء الذي يتعرض له الطالب من قبل معلمه يكون على صورة انتقام من السلوك الخاطئ الذي مارسه ذلك الطالب، حتى أن بعض تلك الحالات قد تم ادخالها المستشفى من شدة العقاب.
والغريب في الأمر ان بعض المعلمين ما زالوا مصرين على ممارسة الإيذاء والإساءة والاهمال للطلاب مع علمهم بأن المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وفي إدارات التربية والتعليم لا يتساهلون في هذا الجانب، حتى وان تنازل ولي أمر الطالب عن حق الطالب، فإن الوزارة لا تتنازل عن حقها في تهذيب سلوك ومعاملة ذلك المعلم لطلابه.
والسؤال الذي يحتاج إلى إجابة له، هو هل من سبيل إلى القضاء على مشكلة إيذاء الطلاب في المدراس؟
وبالتأكيد فإن الإجابة هي الاستحالة في ضوء العديد من العوامل، ولأن الواقع يفرض نفسه في هذه القضية، حيث لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة قضاءً تاماً.
لكن إذا كانت لدينا برامج وآليات مدروسة، واستفدنا من تجارب الآخرين في هذا الجانب فإننا سنتمكن بإذن الله من الحد من حالات الإيذاء والإساءة والاهمال التي يتعرض لها طلابنا في مدارسهم.
ولعل من أهم ما يمكن انجازه بصورة عاجلة هو تثقيف المعلمين والمعلمات حول حقوق الطفل وتعريفهم بتلك الحقوق، إضافة إلى ايضاح الآثار المترتبة على إيذاء الطلاب، وفي نفس الوقت تتم توعية المعلمين والمعلمات حول الأساليب التربوية المثلى في التعامل مع الطلاب.
وفي المقابل فإن التعرف على واقع حالات الايذاء من خلال دراسة مسحية، سيجعلنا نبني برامجنا من الواقع الحالي، حيث ان البرامج التي تبنى على أسس علمية تكون برامج تلامس الواقع وتؤتي نتائج ايجابية.
ولعلي في الختام أوجه رسالة إلى كل معلم ومعلمة أقول فيها (اعلم بأن ايذاء الطلاب والإساءة لهم وإهمالهم لا يأتي بخير وسيكون وبالاً على الطالب في مراحل عمره المتقدمة، ثم إن العنف لا يولد العنف، فاحرص أخي المعلم بأن تكون أبا وأخا وصديقا لطلابك ووجههم وارشدهم بالتي هي أحسن ليكن هدفك الاصلاح وتقويم السلوك، وأحسن نيتك واحتسب الأجر).

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved