هي الأيام تدور في دائرة الزمن وتتغير الأحوال وقد تختلف الطبائع والصفات، فالمراحل الذاتية الزمنية تفرض على الإنسان وسائل الاختلاف، يسأل ويبحث عن الأسباب والمسببات وقد لا يجدها!! إلا أنها!!. فيعرف أن الأقدار المكتوبة مفروضة وأن الإنسان مسير لا مخير!! ذاتية الإنسان في عمره تختلف من مرحلة إلى أخرى!! يحيل وينفر ويهوى ويحب أشياء ما كانت في هاجسه في سبق حياته، فيدخل في اختلافات ما بين مرحلة زمنية وأخرى!! يسأل نفسه كثيراً وقد لا يعرف لذلك سبباً! ولكن مسيرات الزمن مقبولة بأي حال كانت ما لم تكن في معصية الخالق سبحانه وتعالى، إن في السفر مشقة وعناء وتعب إلا أن المسافر يحس بالمتعة والراحة النفسية وبتحقيق أهدافه، التي سافر من أجلها!! كما أن المسافر يكتسب علاقات إنسانية جديدة ومعرفة بالفورق البشرية بين المجتمعات من عادات وتقاليد وأمور عرفية، واطلاع على أمور مختلفة ومواقف متعددة. أحد المسافرين بثت دعاية في غربته بأنه متزوج بالمسيار خارج مدينته وتم تحديد المدينة وقد وصلت هذه الدعاية إلى عائلته!! ويقول هذا المسافر بعد عودتي من سفري، واجهت أسئلة مختلفة أثناء السلام، يسألني أحدهم قائلاً: مبروك زواج المسيار وأرد عليه بقولي: أختها موجودة فيسكت خوفاً من نقل الحديث إلى أم العيال عبر الهواء والذبذبات. وتأتي تقول: مبروك هذه الصفقة التجارية العقارية. وأرد بقولي، أعطني فلوسك مساهمة!! وثالثاً يقول ما هي نتائج الفحوصات الطبية، فأقول (حموضية) فيقول ما هي أسبابها فأقول (كلام الناس) سكوت في سكوت وينتهي الحديث!! إن حب الاستطلاع غريزة والطفيليون كثيرون. في كل حديث يخوضون وينتقدون ويشمتون!! إن للغربة دوراً كبيراً في تجديد الروح الإنسانية وفيها يتجدد الفكر والرأي والنظرة الشاملة للحياة الذاتية والبشرية. فالشاعر والأديب والصديق عبدالعزيز النقيدان يقول في بحث شعر (يتصرف):
سافر ففي الأسفار خمس فوائد لكن فقط لمصالح الطيران |
ويقول الشاعر:
تنقل فلذات الهوى في التنقل ورد كل صاف لا تقف عند منهل! |
وبيت الشعر الذي كتبت منه العنوان هو:
وطول مقام المرء في الحي مخلق لديباجتيه فاغترب تتجدد؟ |
آخر سطر السفر لهدف متعة وسعادة كبيرة؟
|