Thursday 22nd December,200512138العددالخميس 20 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

الدعيج يعقب على الدهيش:الدعيج يعقب على الدهيش:
اضمن لي كميت وأضمن لك مرات.. شموخ ومرآة

في لقاء باهٍ مع المربي الفاضل عبدالله بن عبدالرحمن الدهيش أجراه زميلنا الطائفي حماد السالمي.. استفاض المربي في حديثه عن مرات الماضي والحاضر.. وعبّر عن شموخ مرات كما شموخ جبل كميت المعروف ومضرب المثل الذي يقول: (أضمن لي كميت وأضمن لك مرات).. وهذا حق تلازمي لهذه المدينة ولهذا الجبل الأشم في قلب نجد بل في طرف الوشم الجنوب الشرقي منه وكما قال الشاعر:
فلما وردنا الماء ماء مجنة
(غدير كميت) لا غدير الأناجل
و(غدير كميت) بالطبع هو (خبراء مرات) والمسماة شعبياً (الجفرة) لتلازم هذا الغدير لهذا الجبل، حيث كان مورد ماء يحير فيه السيل ليتحول إلى سقيا لمرات طوال العام، حيث طينة كميت الصلصالية الحمراء تساعد على بقاء الماء لمدة طويلة دونما أن يأسن.. وأنا كمتحدث لكم الآن كنا من آخر جيل شرب من هذا الغدير.
كذلك تحدث أستاذنا الدهيش والذي كان مدير مدرستنا الأولى في مرات والتي كنا تلامذتها آنذاك فكان نعم المربي.. وأخشى أن تكون شهادتي فيه مجروحة ولكن هي الحقيقة.
واسترسل الزميل حماد السالمي في مداعبة ذكريات الدهيش (الطائفية) نسبة للطائف المأنوس والذي تعلم فيه جل رجالات وطننا الغالي وذلك في (دار التوحيد) وحيث كنا نطلق عليهم اسم (أهل الطايف) أو (الزكرت).. هم جيل تعليمنا ومعلمونا إبان تتلمذنا للمرحلة الابتدائية - والمرحلة المتوسطة - والمرحلة الثانوية وحتى الجامعية.. وما تومئ به الذكريات أن جل أولئك قد اتكأ على متكأ التقاعد.. ولكنهم لا زالوا في ذاكرتنا.
حدثني أستاذنا العاشق للطائف زميلنا الغالي (سعد الحميدين) عن مرحلته الطائفية وتعليمه هناك من خلال نبش الذكريات إبان كتابتي لزاوية (غرابيل) في جريدة الرياض، حيث كان المشرف المباشر على تلك.. فكانت حكاياته فائقة التذكر وتطرقه لجيل دار التوحيد.. (ودكان سعد بوخبر) وهو العنوان الدائم لمراسلات ذلك الجيل.. بين الحين والآخر أداعب أساتذتي أولئك وأجترهم إلى حيث مواطن الذكريات فتنهال القصص الجميلة.. مشبعة بذلك الماضي الوردي (نسبة إلى الورد الطائفي).. يتطرق أولئك إلى جغرفة طائف زمان (حدائق نجمة.. وقروى.. والبخارية.. والشرقية.. وبرحة العباس.. ووادي وج.. والمثناة.. إلخ) من تلك المسميات بالذكريات.
تطرق أستاذنا الدهيش إلى تحضيره لكتاب قيّم عن مدينته مرات، وقال إنه سيرى النور.. وأملنا أن يكون ذلك قريباً وقريباً جداً.. أيضا أومأ الزميل حماد إلى الشاعر حمد الحجي وذكرياته وشعره المنغمس في رحم الأحزان.. ومروره على بيت الحجي في مرات برفقة أستاذنا الدهيش حيث إن جيل الحجي متزامن مع جيله.. فأورد بعض القصائد للشاعر الحجي رحمه الله.. ومعاناته.. وسيرة أحزانه أسكنه الله فسيح جناته.. عندما أومأ الأستاذ الدهيش إلى تلكم الذكريات كما لو كان يداعب أوتار القلوب على مسرح غروب العمر.
جميلة هي الذكريات.. وبالأخص عندما تأتي من جيلها الذي اشتعل شيبه وانزوى خلف تقاعده كما لو كان يتقمص شخصية المحارب في استراحته.. أيضاً هناك (قصر الملك عبدالعزيز) وهو الذي تُبنى على أطلاله (مركز شرطة مرات) حالياً.. وهذا كان جرحاً في خاصرة الذكريات.. عندما تغيب تلكم الآثار خلف وهم الحضارة.. فأملنا كبير أن يأتي اليوم الذي يبنى قصر الملك عبدالعزيز في مرات أمام المركز ولوجود الأرض المعتبرة لذلك.. كذلك عتبنا على خريجي مدرسة مرات الأولى الطينية وهم (أهل الطايف..) خريجو دار التوحيد.. الجيل الذهبي لتلكم المدرسة حيث لم تحرك فيهم رؤية هذه المردسة الطينية سوى البكاء على الأطلال، فحري بهم أن يهتموا بترميمها وجعلها متحفاً لمرات وقد تحدثت مع الكثير منهم عن مثل ذلك فقالوا (من يعلق الجرس؟!) لنبدأ في المساهمة الفعلية في ذلك.. نأمل أن يبرز من هذا الجيل من يحرض أولئك على ترميم ما تبقى من هذه المدرسة الأولى.. التي خرجت الأجيال من رجالات وطننا الغالي.
لي عودة مضمخة بالذكريات ومفعمة بالقصيد عن هذه المرحلة الذكرياتية إن شاء الله.. وفي الأخير من هذه الإطلالة على زاوية تاريخية من جيل فرط.. وعمر فرط.. فما أحلى الذكريات والله المستعان.

حمد بن عبدالرحمن الدعيج
(شاعر وكاتب صحفي)

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved