حتى لا تضيع أوقاتنا
منصور بن محمد الصائغ

واجب على كل مسلم ومسلمة أن يهتم بالوقت الذي نعيشه ويمر علينا في فترات حياتنا اليومية، ولا بد من كل واحد منا أن يحاسب نفسه في الأوقات التي يقضيها ومدى الاستفادة منها.. وإسلامنا له وقفة في هذا الجانب عن أهمية الوقت واستغلاله في كل الأوقات حتى في كل لحظة منه.
وقد ورد في الكتاب والسنة العديد من الأدلة عن أهمية الوقت.. وقد أقسم الله سبحانه وتعالى بالوقت في كثير من الآيات القرآنية وفي عدد من السور.. وفي مثال قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} وقوله: {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ} وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى}.. عدد كبير من الآيات وردت في كتابه جل جلاله، بالإضافة إلى السنة النبوية التي أوضحت العديد من الأحاديث فيها أهمية الوقت واستغلاله.. وقد ورد حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به). وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ).
والآيات والأحاديث كثيرة في هذا الموضوع المهم التي تبين أهمية الوقت وضرورة اغتنامه في طاعة الله والعمل الصالح الذي هو زاد المسلم والمسلمة.
وهذا الوقت لا بد من المحافظة عليه في حياتنا وعدم ضياعه بشيء لا يفيد واستغلاله في أعمال تجلب له الشر وتبعده عن طريق الخير.. علماً بأن الوقت يمضي ويذهب ولا يعود مرة أخرى.
وكان السلف الصالح رحمهم الله يحرصون أشد الحرص على أوقاتهم بكل ما يفيد في حياتهم واستغلاله في كل الأوقات دون التفريط به.. وقد وضح ذلك من واقع ما ورد منهم من أقوال عن أهمية الوقت، فقد ذكر (ابن عبدالبر) في جامع بيان العلم: عن نعيم بن حماد قال: قيل لابن مبارك إلى متى تطلب العلم؟ قال حتى الممات إن شاء الله. وقال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه {إنني لأمقت الرجل إن أراه فارغاً ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة).
لذلك كان لزاماً علينا أن نستغل أوقاتنا بما هو مفيد ونافع، وأن نجعل حياتنا كلها لله سبحانه وتعالى فلا تضيع علينا هذه الفرص من الأوقات التي تلازمنا ليل نهار حيث لا نتحسر عليها يوم القيامة الذي سوف نحاسب فيه على كل صغيرة وكبيرة في هذا اليوم العظيم إما إلى جنة أو إلى نار. فالوقت يمر علينا سريعاً في هذه الدنيا كمر السحاب، وعلى كل مسلم ومسلمة استغلال هذه الأوقات فيما يعود علينا وعلى أمتنا بالنفع والفائدة في الدنيا والآخرة.. فما أحوجنا إلى معرفة قيمة الأوقات وتطبيقها بما هو نافع في حياتنا.
جعلنا الله ممن يستغل هذا الوقت فيما يفيد في حياتنا من أعمال صالحة ليوم الآخرة. وبالله التوفيق.