من حق أية أسرة أن تفخر بأحد أبنائها، قد يكون مصدر فخرها إما تفوقه دراسياً أو قيامه بخدمات جليلة لها ولمجتمعها، وذلك الحق مشروع أيضاً للعشيرة والقبيلة والمجتمع والأمة منفردة أو مجتمعة أن تفخر بأحد رجالاتها الذين لهم بصمات واضحة في التاريخ. وقلما نجد عبر مسيرة التاريخ تصادف اتفاق (الأسرة + العشيرة + المجتمع + الأمة) على الفخر والتباهي بشخصية ما إلا إذا كانت هذه الشخصية تملك مقومات وإمكانات تميزها عن الآخرين، وغالباً ما يكون القادة التاريخيين الذين قادوا أمتهم نحو المجد والرفعة أو العلماء الجهابذة الذين قدموا لأمتهم العلم النافع الذي ساهم مساهمة ايجابية نتج عنها تطور المجتمع البشري وتقدمه، هم مصدر فخر وتباهي أهلهم ومجتمعهم وأمتهم. واليوم يعود التاريخ مجدداً ليسجل وبأحرف من ذهب على صفحاته الفضية تكرر مثل هذه الحالة النادرة الحدوث إن صح التعبير، فاليوم يسطر التاريخ فخر واعتزاز الأمة العربية والإسلامية بابنها البار الأمير سعود الفيصل، سليل المجد وخريج مدرسة الملك فيصل رحمه الله، ذلك الملك الفارس الذي قضى جل حياته مدافعاً عن قضايا الأمة، الملك الذي أسر قلوب أفراد بلده وأمته بسبب مواقفه الشجاعة في مواجهة الأخطار التي كانت تحيط بالعرب والمسلمين، ولعل من أبرزها موقفه التاريخي العظيم أثناء حرب أكتوبر عام 73م. والأمير سعود ورث عن الشهيد الفيصل الإخلاص والتفاني في خدمة قضايا دينه وأمته وبلده، وحمل على عاتقه منذ أن اعتلى منصبه الدبلوماسي و لأكثر من ثلاثين عاماً قضايا وهموم أمته العربية الإسلامية في المحافل السياسية الدولية، ودافع عنها بكل إخلاص وأمانة وبعزيمة صلبة وقوة لا تلين، فكان فارساً عربياً مسلماً جل همه خدمة قضايا العرب والمسلمين دون المساومة عليها أو التهاون في حقوقها مهما كانت المبررات ومهما عظمت المغريات، وبذلك كسب حب واحترام وتقدير وثقة رجل الشارع العربي والإسلامي، فما أن تسأل أي عربي أمياً كان أو مثقفاً عن دور سموه حتى تفاجأ بما يكنونه له من مشاعر صادقة واحترام وإجلال، نظراً لما عرف عنه من صدق وإخلاص وتفاني من أجل رفعة وتقدم بلاده وأمته، وجميعهم لا زال يذكر باعتزاز وفخر الدور الكبير الذي يقوم به سموه تجاه قضايا الأمة وبالذات تجاه قضيتنا الأولى قضية فلسطين. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تجاوزه إلى أن حظي سموه كذلك باحترام وتقدير جل سياسي العالم الغربي من رؤساء دول وحكومات ووزراء خارجية، فجميعهم دائماً ما يعلنون عن سرورهم وارتياحهم للتعامل مع سموه الكريم ولعل ما يدل على ذلك الاستقبالات الكبيرة والحفاوة التي تفوق الوصف التي يلقاها سموه أثناء زياراته المتعددة للعواصم الغربية مثل واشنطن ولندن وباريس وحرص القيادات السياسية والشخصيات المثقفة هناك على الالتقاء به من أجل الإطلاع على أفكاره النيرة وآرائه الصريحة التي يطرحها على مسمع العالم كله دون أن تأخذه في الحق لومة لائم حيال الكثير من القضايا السياسية العربية منها أو العالمية.. فهنيئاً للأمة العربية والإسلامية بالأمير الفارس.. وهنيئاً لنا بهذا المسؤول الشجاع والرجل النبيل.. وهينئاً لبلادنا العزيزة بابنها البار...
|