* كتب الزميل - ساعد الحارثي: من مبادئ شريعتنا الإسلامية السمحة: الحث على فعل الخير، وبذل العطاء في سبيل الله، ومد يد المعونة والمساعدة للفقراء والمساكين والعاجزين وأبناء السبيل ما استطعنا. وبلادنا ولله الحمد لا تخلو ممن جبل على عمل الخير والفضيلة ودأب على البذل في سبيل إخوان له. وقفت بعض الظروف الحياتية في طريقهم - أينما كانوا.. ولعل أبرز مثال على ذلك ما يلاحظ من تجاوب أبناء هذا البلد الغالي مع لجنة إطلاق سجناء الحق الخاص - ناهيك على إقبالهم الكبير وتجاوبهم مع لجنة أسر شهداء ومجاهدي فلسطين وجمعية البر الخيرية. وفكرة إنشاء لجنة إطلاق سجناء الحق الخاص التي تبناها صاحب السمو الأمير الانسان سطام بن عبدالعزيز فكرة جديرة تعكس ما يعتمل في نفوس أبناء هذا الوطن من حب الخير والسعي إليه. فكرة ففي الأيام الأولى من شهر رمضان للعام الماضي وبينما كان أبناء هذا البلد الآمن المطمئن يتمتعون بما أسبغه الله عليهم من نعم الأمن والطمأنينة والرخاء ويبهجون بلقاء شهر رمضان المبارك فرحين مسرورين بدر إلى ذهن ابن بار من أبناء هذه المملكة الفتية وأخ حنون لكل المواطنين وذلك هو صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز وكيل أمير منطقة الرياض أن هناك أخوة لنا حجزتهم أسوار السجن عن مشاركة إخوانهم وأهليهم فرحة ذلك الشهر الكريم، لظروف قاسية حلت بهم وترتب عليهم حقوق للغير عجزوا عن الوفاء بها لضيق ذات اليد فكان مصيرهم السجن. فما كان من سموه النبيل إلا أن أمر بإقامة حفل في السجن دعي إليه أهل الخير والإحسان لمناقشة وضع مثل هؤلاء السجناء والعمل على مساعدتهم في منع ما قد يترتب على عائلاتهم وأبنائهم من تشرد وانحراف نتيجة فقدان عائلهم وراعي شؤونهم بعد الله. تجاوب ولقد لاقت فكرة سموه تجاوبا منقطع النظير من قبل الإخوة المواطنين الذين ما لبثوا أن سارعوا لإيجاد الحل العادل لأوضاع هؤلاء السجناء.. ألا وهو التبرع وتسديد الحقوق المترتبة عليهم تمشيا مع ما يمليه علينا ديننا الحنيف من مناصرة العاجز وإغاثة البائس المضطر. وسرعان ما تحققت الفكرة وأمر سموه بتشكيل لجنة برئاسة سموه من الإمارة والمحكمة والشرطة لتتولى جمع التبرعات وتسديد الحقوق المترتبة على السجناء ومن ثم إطلاق سراحهم، وباشرت اللجنة حينذاك عملها ليل نهار اعتباراً من 20-9-91هـ. وبلغت التبرعات التي حصلت عليها خمسمائة وثمانية وأربعين ألفا وسبعمائة وخمسة وثلاثين ريالا (548735). كما بلغت تنازلات أصحاب الحقوق مبلغا قدره مائة وستة وخمسون ألفا وستمائة وثلاثة وثمانون ريالا (156683). وتم إطلاق سراح واحد وستين سجينا خلال شهر رمضان للعام الماضي 1391هـ حيث استقبلوا العيد بين أهليهم وأطفالهم يلهجون بالشكر والثناء لكل من ساهم بإنقاذهم من براثن السجن وأعاد لهم الأمل في حياة هنيئة كريمة بين أهليهم وأبنائهم ومجتمعهم. عام 1392هـ وانطلاقا من نجاح الفكرة نتيجة التجاوب الكريم الذي واكبها منذ بدايتها من الاخوة المواطنين، أمر سمو الأمير سطام رئيس اللجنة بإعادة تشكيلها لشهر رمضان لهذا العام برئاسة سموه أيضا وأعضاء من كل من إمارة منطقة الرياض وشرطة الرياض والمحكمة الكبرى كما شكلت اللجنة ودعمت بسكرتارية مكونة من سكرتير مالي هو الأستاذ مبارك سعد المبارك وسكرتير إداري هو الأستاذ سعيد أحمد الغامدي. وقد باشرت اللجنة عملها اعتباراً من 17-9-92هـ. وخلال فترة عطلة عيد الفطر المبارك حيث قامت بالدعوة للتبرع بواسطة التلفزيون والصحف والحث على المساهمة في هذا العمل الإنساني النبيل كما قامت باستقبال التبرعات وإعطاء المتبرعين خطابات شكر وثناء على ما بذلوه عن طيبة خاطر لمساعدة إخوانهم السجناء ودعت اللجنة أصحاب الحقوق للتفاوض معهم بالتنازل عن بعض حقوقهم وقد حظيت اللجنة بتجاوب عظيم من أصحاب الحقوق حيث تنازل غالبيتهم عن نصف حقه تبرعا منهم. وبلغت حصيلة التبرعات حتى ليلة 5-6-10-92هـ مبلغ قدره مائتان واثنان وثمانون ألفا وثلاثمائة وسبعة وثمانون ريالا (282387) وتتوقع اللجنة أن يرتفع مجموع التبرعات لهذا العام عن العام الماضي نتيجة الإقبال المتزايد من الاخوة المواطنين كما تتوقع اللجنة أن يتم إطلاق سراح عدد أكبر من السجناء. أكثر.. فأكثر ولأن اللجنة ما زالت في حالة انعقاد مستمر فهي تستقبل تبرعات الاخوة المواطنين بقصر الحكم بإمارة منطقة الرياض حتى يتسنى لها الحصول على المبالغ الكافية لإطلاق كل سجناء الحق الخاص. فمنذ أيام تم إطلاق خمسة عشر سجينا من سجناء الحق الخاص وكم كانت فرحتهم وهم يغادرون السجن بعد أن منّ الله عليهم بإطلاقهم. وذلك بفضل الله ثم بفضل أميرهم الشاب سطام الذي بذل ويبذل جهدا كبيرا لتسديد ما عليهم من ديون ثم فضل اخوتهم المواطنين. وبالأمس تم أيضا إطلاق سراح ستة سجناء حيث كنت هناك عند الباب الخارجي لسجن لأرسم بالأحرف شيئا عن فرحة هؤلاء السجناء (المدينين). كم كان رائعا أن تعلو البسمة شفاه هؤلاء السجناء وهم يغادرون باب السجن داعين الله شاكرين لأميرهم الشاب سطام وللجنة إطلاق سجناء الحق الخاص التي استطاعت أن تنشلهم من السجن بتسديد ما عليهم من مبالغ مالية.. كانت فرحة هؤلاء عظيمة جداً. وقد سألت أحدهم الأخ ناصر بن سلطان القحطاني عن شعوره وهو يغادر السجن.. كان يضحك - وقال لا أستطيع تصوير شعوري وأنا أغادر السجن إلا أنني أشعر وكأنني ولدت الساعة فلقد أمضيت فترة كبيرة في السجن حيث كنت مطالب بمبلغ كبير من المال لا أستطيع تسديده وكنت أتوقع أن أمكث فترة كبيرة هنا في هذا السجن حتى يبعث الله من يسدد عني ديني رغم أنني أعول ولدين ووالدتهم.. ولكنها رحمة الله حيث تكونت لجنة إطلاق سجناء الحق الخاص برئاسة سمو الأمير سطام التي استطاعت انتشالنا من هنا لنعيش بين أهلينا وذوينا. وهنا لا أستطيع مهما أردت أن أعبر عن شكري للأمير سطام وللجنة ولإخواننا المواطنين الذين ساهموا في فعل الإحسان جزاهم الله عنا كل خير. هذا ما قاله أحد هؤلاء السجناء.. وكانوا كلهم يعيشون بسرور ويكررون الشكر. وما هي إلا دقائق حتى انطلق هؤلاء المساجين في ابتهاج عظيم نحو منازلهم وكم هي فرحة ذويهم وأهليهم عند اللقاء. هذا.. ولا زالت لجنة إطلاق سجناء الحق الخاص تواصل اجتماعاتها وتهيب بالمواطنين أن يتبرعوا لإخوانهم السجناء (المدينين) لتتمكن من إطلاق أكبر عدد ممكن منهم. وقد قال سكرتير اللجنة الإداري الأستاذ سعيد الغامدي أن عدد السجناء الذين تم إطلاقهم حتى الآن هو واحد وعشرون سجينا (21) ولدينا أمل كبير أن تتمكن اللجنة من إطلاق عدد أكبر وذلك بفضل تجاوب المواطنين أصحاب القلوب الرحيمة. وأضاف قائلاً: إن اللجنة ستواصل اجتماعاتها والإهابة بالمواطنين للتبرع لإخوانهم سجناء الحق الخاص وبالله التوفيق.
|