* دمشق - الجزيرة: عبدالكريم العفنان بعد فشل المبادرة السودانية بين سورية ولبنان تدخلت الجامعة العربية لحلحلة الأزمة التي تفاقمت عقب اغتيال النائب والإعلامي اللبناني جبران تويني وما سبقها من سلسلة اغتيالات سياسية استهدفت شخصيات معارضة لسورية الأمر الذي فجر تصريحات لبنانية دعت لإسقاط النظام السوري ممثلاً برئيسه بشار الأسد والأجهزة التي تدعم نظامه والتي يتهمها كثير من اللبنانيين بأنها كانت وراء اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري وقد أكدت مصادر سورية رفيعة المستوى أن وجهات النظر مع الأمين العام لجامعة الدول العربية متفقة حول الحرص على العلاقات الأخوية بين سورية ولبنان وأن تصعيد أجواء التوتر في لبنان إنما يستهدف ضرب العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة والمتشابكة بين البلدين والشعبين الشقيقين وأن سورية لا تريد التوتر مع أي طرف لبناني، انطلاقاً من إيمانها بأن استقرار لبنان مسألة ضرورية لسورية والمنطقة من جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى أن هذه الجولة تتعلق بأحداث لبنان والعلاقة اللبنانية السورية وهو موضوع مهم بالنسبة للجامعة العربية وما نريده هو أن تكون العلاقة مرتاحة وقوية وأن ينتهي هذا التوتر ولم يخف موسى قلقه من خطورة المرحلة التي تمر بها العلاقة بين البلدين لاسيما بعد لقائه الرؤساء الثلاثة في لبنان وسماعه وجهة النظر اللبنانية التي تميل إلى ضرورة تنظيم العلاقة بين البلدين وإعادة ترسيم الحدود بما فيها مزارع شبعا.. وأضاف موسى أكرر ما قلته في القاهرة وبيروت أن ما حدث في لبنان وراءه أيد شريرة ولا يمكن أن تقوم به إلا أيد شريرة تمس استقرار لبنان وتوسع الهوة بين لبنان وسورية في نفس الوقت وتزعج الموقف في المنطقة ككل. وأضاف الإخوة في لبنان يعرفون ذلك تماما ونرى أن الوضع في لبنان مقلق للجميع. على صعيد آخر أكدت مصادر دبلوماسية ل(الجزيرة) فشل المبادرة التي قام بها مستشار الرئيس السوداني مصطفي عثمان إسماعيل الذي زار دمشق وبيروت مؤخراً لشرحها لكنها لم تلق التجاوب المطلوب وهو ما دعا الأمين العام عمر موسى للتنسيق مع أطراف عربية فاعلة (السعودية ومصر) لاحتواء الأزمة السياسية بين البلدين واستبعد المصدر أن يكون الأمين العام للجامعة العربية قد ناقش مع المسؤولين في لبنان عزل أو استمرار الرئيس لحود انطلاقاً من معرفة الجامعة بالوضع السياسي والدستوري في لبنان وحرصها على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي، لكنه أشار إلى أن موسى حصل على تعهد من سورية ولبنان بعدم التصعيد الرسمي عبر وسائل الإعلام مؤكداً تفهم المسؤولين في البلدين لطبيعة المرحلة التي تمربها المنطقة.
|