* بريدة - غالب السهلي: أخذت شجرة البرسوبس المنتشرة في أنحاء منطقة القصيم شكلاً بغيضاً لدى الأهالي منذ الوهلة الأولى من زراعتها قبل أكثر من عشرين سنة فائتة لأسباب عدة يأتي في مقدمتها اتهامها بأنها عامل رئيس من عوامل إصابة السكان بأمراض (الحساسية)، وكذلك أنها عامل رئيس آخر من عوامل مسببات الحوادث المرورية، كذلك أنها سيئة المنظر ولم تخدم صور الشوارع والحدائق بالشكل المطلوب، ولأن سكان منطقة القصيم قد أظهروا استياءهم من الشجرة في أحاديثهم وفي شكاويهم وانتقاداتهم عبر الصحف لطبيعتها ومساوئها فقد رضخوا لأمر بقائها طيلة السنوات الماضية وهم يرون أعمارها تكبر مع أعمارهم تَقِفُ شامخةً قد غطت المباني الحكومية، والمعالم الحضارية، وساهمت في تشويه شوارعهم، ناهيك عن أنها تحظى بحماية بالغة من البلديات تمثلت في اهتمام يفوق اهتمامات المواطن نفسه. ولأنَّ للصبر مذاقاً وفرجاً حتى لو طال زمانه فقد استبشر أهل القصيم بقناعات البلديات في المنطقة من عدم جدوى هذه الشجرة وأنها بالفعل أصبحت تشكل أزمة صحية وأزمة حضارية ويستوجب الأمر بإبدالها بأشجار هي أكثر أمناً وجمالاً، فقد سارعت البلديات بإزالتها تدريجياً وإبدالها بأنواع أخرى فكانت نتيجة ذلك أن قلت نسبة الإصابة بالحساسية وأن خرجت المعالم الحضارية بشموخها وكذلك المباني الرسمية للقطاعات الحكومية والخاصة بالصورة التي تعكس حضارة المدن والمحافظات، وأن أصبحت الشوارع أكثر نضارةً وتألقاً. وهذا ما أكده العديد من العديد من المواطنين الذين اعتبروا الخطوة رغم تأخرها إيجابية للغاية فهم يرون فيها تصحيحاً للأخطاء وبحثاً عن إيجابيات تهدف للمصلحة العامة. وأشاروا إلى أنهم آنسوا العملية التي ساهمت في بروز مبنى بلدية بريدة عياناً وبياناً، وفي خروج الحدائق عن واقعها المظلم بهذه الشجرة إلى واقعها الجديد الناصع خضرةً وجمالاً، وكذلك في منح كل مدينة ومحافظة في القصيم حقها في إبراز معالمها العمرانية والتجارية؛ وكذلك في إبراز شوارعها التي أخذت تميل للجاذبية عن السابق. وفي مجمل قضية شجرة البرسوبس الطويلة أنه تم الاعتماد على أسس هندسية واضحة في اختيار المناسب لصياغة الجمال في حضارة القصيم بأشجار مختلفة وأزهار موسمية وعلى أن تطوى صفحات هذه القضية للأبد بإكمال مشروع القضاء على الشجرة المتبقية وخصوصاً قرب الإشارات المرورية.
|