إن من أهم وأبرز الأهداف للرياضة تحقيق النمو المتكامل والمتزن للفرد إلى أقصى ما تسمح به استعداداته وإمكانياته، وذلك عن طريق المشاركة الفاعلة في الأنشطة الرياضية المختلفة التي تتناسب مع خصائص النمو في كل مرحلة ومع رغبات ومواهب الفرد وتحت إشراف قيادات رياضية مؤهلة تربوياً، ورياضياً وفكرياً، ولتحديد أهداف الرياضة فإنه يجب أن ننطلق في تحديدها من رؤية شاملة تتعامل مع اللاعب على أنه جسم وعقل وروح، وفي بلادنا المملكة العربية السعودية يجب أن تنطلق هذه الأهداف من ثلاثة محاور رئيسة هي: * المنهج الإسلامي الحنيف الذي يجب أن يكون دليلاً ومرشداً لنا في جميع شؤون حياتنا كلها بما في ذلك ممارسة الأنشطة الرياضية. * عاداتنا وتقاليدنا العربية والوطنية التي لا تتنافى مع الشريعة الإسلامية. * أهمية النشاط الرياضي والحركة عموماً لصحة الجسم وعمل أجهزته بكفاءة وفاعلية. من هذه المحاور يمكن أن نشتق أهدافنا الرياضية التي تتناسب والتطورات العالمية في مجالات الرياضة، وعند وضعنا لأهدافنا الرياضية مع مراعاة هذه المحاور فإننا سنضع أهدافاً تبني لنا شباباً رياضيين مسلمين وطنيين عالميين. من فوائد النشاط الرياضي للنشاط الرياضي فوائد كثيرة ومتعدِّدة لا يمكن حصرها ويمكن تحديد أهم الفوائد غير الجسمية للرياضة في الفوائد التالية: * استنفاد جميع أنواع الطاقة الزائدة في الجسم بالشكل السليم الذي يعود على الفرد بالنفع وليس بالضرر. * يساعد النشاط الرياضي في تحقيق النمو النفسي والعقلي والاجتماعي المتوازن للفرد. * يساعد النشاط الرياضي الفرد في تطوير مهاراته وقدراته المختلفة كالقدرات الاجتماعية والثقافية التي تمكِّنه من اختيار واستخدام النشاط الاستخدام الأمثل والمناسب لوقت الفراغ. * يساعد النشاط الرياضي على اكتشاف نواحي التقدم أو التخلّف أو الانحراف في أي مرحلة من مراحل النمو واتخاذ خطوات إيجابية في سبيل تكامل الشخصية. * يساعد النشاط الرياضي في تحديد العديد من ميول واتجاهات الفرد بصفة عامة من خلال دوافعه الشخصية لممارسة النشاط الرياضي. * يلعب النشاط الرياضي دوراً مهماً في أن يصبح الرياضي متزناً انفعالياً، ويستطيع التكيف مع الآخرين في شتى مجالات الحياة المختلفة. * إن السرعة المتزايدة للحياة الحديثة يمكن أن تخف وطأتها على الفرد عن طريق النشاط الرياضي، فيمكن للإنسان من خلاله أن يتحكم في عواطفه ويبتعد عن القلق ويشعر بالثقة ويتمتع بالبهجة. القدوة.. القدوة من منا لم ولا يتأثر بالآخرين، ومن منا لم يقتد بسلوك إنسان آخر، بل من منا لم يقلّد إنساناً ما عندما كان طفلاً أو في مراحل متقدمة من حياته؟ لقد جُبل الناس على الاقتداء بالآخرين وخصوصاً الأشخاص الذين يحبونهم وهذا الاقتداء قد يصل إلى درجة التقليد وأحياناً التقليد الأعمى، والفرق بين هذا وهذا أمور دقيقة وهي: أن الاقتداء بالآخرين يكون عن وعي وبصيرة ومعرفة بفوائد وثمرات ذلك الاقتداء ولا يأتي إلا بعد قناعة بالشخص المقتدى به وبسلوكه، أما التقليد فإنه فعل ما يفعله شخص آخر دون وعي وبصيرة شريطة أن يكون ذلك الفعل حسناً، أما التقليد الأعمى فهو كالتقليد ولكن يكون الفعل المقلّد فعلاً سيئاً. أخي الرياضي.. وقد أصبحت لاعباً على مستوى البلاد أو على مستوى العالم أحياناً وأصبحت الأنظار تتطلع إليه ووسائل الإعلام تتسابق عليك، أو قد تكون في طريقك إلى ذلك أو يا من تأمل أن تكون كذلك أضع بين يديك ما يلي: * ينظر كثير من شبابنا إلى اللاعب الذي يحبونه على أنه قدوة لهم في أفعاله وسلوكه، فبقوله وفعله يقلّدون ولملابسه وأدواته يحاولون أن يتشبهوا. * جُبل كثير من الشباب والصغار على وجه الخصوص على التقليد سواء كان حسناً أو غير ذلك. * تلعب وسائل الإعلام في العصر الحاضر دوراً بارزاً في إظهار كل ما يتعلّق باللاعب حتى في خصوصياته وعلاقاته حتى الأسرية. * لكي يكون الإنسان قدوة لغيره لا بد أن يمتاز عليهم بسمة أو سمات عديدة يفتقدها المقتدي أو بعضها، فيسعى للسير على منوال القدوة من أجل اكتساب مثل ما لديه من مؤهلات وصفات. * النفس الإنسانية ميّالة بطبعها إلى الإنسان الصادق مع نفسه ومع الآخرين، وهذا هو السبب الذي يجعل بعض الناس يؤثّرون فيك من غير أن يتكلموا معك. عصر الرياضة في هذا العصر أصبح رجال كل علم وعمل يطلقون على هذا العصر اسم علمهم أو عملهم فأصبحت أهل الاتصالات يسمون هذا العصر (عصر الاتصالات)، وأهل الإعلام (عصر الإعلام)، وأهل التقنية (عصر التقنية)، ولهذا يمكن أن يطلق أهل الرياضة على هذا العصر اسم (عصر الرياضة)، وذلك أن كل إنسان في هذه الحياة يحتاج من قريب أو بعيد إلى الرياضة، ولا يكاد يخلو مجتمع أو بيت من محبي وعاشقي الرياضة، بل أصبحت للرياضة والرياضيين جرائد ومجلات وقنوات إعلامية، بل أصبح لها وزارات حكومية، بل دخلت الرياضة إلى أسوار الكونجرس الأمريكي وإلى القواعد العسكرية وإلى الدوائر الحكومية وإلى قصور الحكام وإلى رجل البادية في باديته، وإن نسينا فلن ننسى حالات طلاق بسبب الرياضة والرياضيين. وبعد هذا ألا تستحق الرياضة أن يكون لها في اسم هذا العصر نصيب!! أقول: نعم، ولكن: الرياضة بمعناها الرياضي السامي (الرياضة فن وذوق وأخلاق). أخيراً: لنحدّد أهدافنا الرياضية من محاور ومعايير ثابتة ولنحقق من الرياضة فوائد غير الفوائد الجسمية والبدنية، وليستشعر الرياضي أنه قدوة للآخرين وعصرنا عصر الرياضة بمعناها السامي.
|