في زمنٍ كثرت فيه الأوجاع والأسقام، كان لا بد من وجود دواء لكل هذه الأمراض، خصوصاً ونحن نعيش في الألفية الثالثة، عصر التقدم، ثورة الصناعة بكلِ أنواعها، والتنافس في علوم التكنولوجيا، أصبح الداء يزداد مع التقدم والتطور وظهرت أمراض غريبة، بل لم يُسمع بها من ذي قبل! وازدادت حاجة الناس للعلاج، الذي يصل بهم إلى بر الأمان أو تخفيف بعضٍ من آلامهم؛ ولكن هل كل الدواء نافع ويؤتي بالنتائج الجيدة أم أن الأمر يقف بنا لأن نناقش قضية الدواء الذي أصبح ضرره أكثر من نفعه في زمن تسابقت فيه تصنيعه وبيعه الخ؟!.. من المؤلم أن تبحث عن سبيل للخلاص من التعب والمرض في حين تصدم بنتيجة عكسية عندما تتناول العلاج الموصوف لك ويتبين الأعراض الجانبية التي قد يلقى فيها الإنسان حتفه! ومن تلك الأعراض التي قد يذهل عند سماعها العمى وأمراض القلب والقلق أو الغيبوبة والتصورات والخيالات التي تنتاب المريض عند تناوله بعضاً من هذه الأدوية! حقيقة أقف عليها وشاهدتها وربما كانت إحدى قريباتها ضحية لهذا الدواء الذي عزفت عن تناوله - وحدث ولا حرج - عن الأعراض التي انتابتها وكادت تودي بحياتها لولا لطف الله بها! وهذه المنتجات ما هي إلا خلاصة كيميائيات مصنعة في هيئة حبوب أو شراب وغيرها حتى تصل ليد المستخدم المريض الذي يبالغ في تناولها من أجل تخفيف معاناته، وتبقى الحيرة والاستفهام ملازمة لثورة التقدم والتصنيع في وقتٍ غاب فيه البحث عن مصادر ومنتجات طبيعية؛ وأصبح فلك الشركات يدور فيما تصنعه من عقار مهما كانت تكلفته ومهما كانت أعراضه الجانبية التي تعطي نتائج سلبية وقد لا تفيد في العلاج بل تؤدي إلى أمراض مزمنة لا قدر الله! حقيقة هذا الموضوع ذي شجون ويحتاج مني وقفة صريحة حول إنتاج وتصنيع واستيراد الدواء الذي لا غنى عنه في هذا العصر الذي ازدادت فيه الأمراض وأصبحت حاجة الفرد ملحة بقدر المرض! ولكن هل كل ما ينتج أو يصنع للصحة أم أنه سلاح ذو حدين على الرغم من نفعه إلا أن ضرره أكبر وأكثر! وأقف أتأمل وصفة علاجية لصديقة تقيم في دولة عربية وعلى مرأى البصر كاد الدواء يودي بحياتها وتداركت أعراضه الجانبية في اللحظة الأخيرة وغيرها من ضحاياه - الأدوية - والمنتجات الطبية التي قد تضر بالجسد أكثر مما تفيده! وربما هناك استفهام يفرض نفسه: طالما وصلنا إلى ثورة التقدم في الصناعية فالحري بنا أن نبحث عن البدائل الأحسن؟ وهل يشق على الإنسان أن يجد علاجاً يقي من الأمراض المزمنة ولكن بعيدا عما نقرأه ونسمعه من أضرار قد تفتك بالحياة أو قد تحدث عاهات مستديمة في الجسد؟ ليتنا نخرج أنفسنا من مأزق التصنيع لنجد بدائل أخرى أقل خسارة للجسم والعقل وتأتي بالفائدة والنفع. وليتها تكون مستخرجة من الطبيعة، بعيداً عن السموم والكيميائيات التي تضر بالصحة! وما زال الإنسان ينتظر ذاك البصيص بكل إيمان لينتشله من قاع معاناته ليجد البدائل الآمنة التي طال ليلها!
|