سؤال يرتسم في ذهني كلما رأيت قدرة رياضية تتحول من لعبة كرة القدم بحكم تقدمها الزمني والسني الذي يحكم عليها بالنهاية.. إلى التدريب والتدريب المساعد. لماذا حتى الآن لم نجد نجاحات حقيقية لهذه القدرات رغم اتجاهها في البداية.. وتحمسها الذي نلمسه بشكل كبير ومقنع باحتمال النجاح والتفوق.. لا تأتوا بأمثلة قليلة مع نجاح قدرات لا تتجاوز منتصف اصابع اليد الواحدة رغم الفترة الزمنية التي قطعناها جميعاً ونحن نجر خطانا في الطريق الرياضي.. ولا تقولوا أي شيء.. اطرحوا معي قبل كل شيء.. هذا السؤال ثم ابحثوا عن الإجابة المقنعة المجدية التي تؤدي بنا إلى معرفة الحل ووضعه على مشرحة التطبيق. إنني أعرف أن جهوداً سبق أن بذلت في هذا المجال وجاءت هذه الجهود على أكثر من نطاق لعل أهمها تلك البعثة التدريبية التي ضمت عدداً من قدامى اللاعبين أُرسلوا إلى تونس الشقيقة وأخذوا هناك - كورساً - تدريبياً ثم عادوا بين تصفيقنا.. وتفاؤلنا بأننا قد لقينا ما نبحث عنه.. واننا قد أحرزنا ما كنا نأمله من اكتفاء ذاتي في هذا المجال.. وقبلهم كان هناك أكثر من واحد سافروا إلى بلد أوروبي لهذا الغرض. ولكن هؤلاء وأولئك اندسوا بين الصفوف وضاعوا في الزحام.. صحيح أن الفترة التي أمضوها في تلقي بعض أصول التدريب لم تكن كافية لكي نحكم عليهم وحتى بانصاف المدربين المساعدين.. ولكن..هل وجدوا المساعدة.. هل لاقوا التشجيع من قبل أنديتهم وفتحت لهم المجال لكي يمارسوا بعضاً مما استفادوه.. ويصلون إلى مرحلة التطبيق والتجاوب التي تتطلبها مهماتهم؟ لا أعتقد ذلك إطلاقاً. كلما في الأمر أن ثمة ترحيباً لاقوه.. وفي الأخير خبا وانتهى كل شيء.. وهم في الأخير رأوا أن من الأفضل أن يركنوا إلى الظل.. وبعضهم ظل ينتظر فرصة تأتي وتكون أفضل وأجدى.. وفي يقيني أن أصل المشكلة كلها.. يكمن في شيء واحد لا ثاني له وهذا الأصل، أن الثقة معدومة تماماً في القدرة المواطنة.. معدومة تماماً.. ولأنها غير موجودة، فكل شيء يحدث ابتداء من مشاكل المدرب المستجد الداخلية أو الخارجية سواء في علاقته باللاعبين أو بالإدارة والمشجعين.. وما دامت ان الثقة منعدمة.. فبالتالي لن يكون هناك أي نجاح لأية قدرة تحاول الاستمرار حتى ولو أبدت ما يشجع على ذلك ويؤكده.
طلال عبدالوهاب |