Monday 12th December,200512128العددالأثنين 10 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

أبو بشير في رسالة وتساؤل:أبو بشير في رسالة وتساؤل:
أدعو البواردي للعودة إلى الشعر ومالك يالرويس ب (الضيغم)؟!

هذه رسالة عتب موجهة إلى الشاعر القدير الذي هجر الشعر المتعب وآثر الدعة والراحة - مثلي - في التعقيب والتعليق والعرض والتسلق والتطفل على الآخرين - الشعراء - والشاعر المقصود هو الأستاذ سعد البواردي - حفظه الله - وسبب هذه الرسالة الآن ما حضرني في كمبيوتر ذاكرتي من أبيات للأستاذ سعد رواها لي الزميل الأستاذ الفنان التشكيلي الخطاط (صالح الصميت) وهو زميلي في مدرسة الأحنف بن قيس بالوسيطى بالرياض، وكان يرسم لوحات رائعة - من البيئة - بيوت الطين والصحراء والنخيل وقيعان المياه وما شابه المهم أنه كان راوية للشعر.. حدثني الأستاذ صالح الصميت - لا أعرف عنه شيئاً منذ فتح محل خطاط في دكان خلف العمارات التي في وسط البطحاء الشرقي - تاريخ ما أهمله التاريخ..
قال: إنه كان في شقراء بلد الصميت والبواردي طبيب مصري، وقد طلب ذات مرة من الأستاذ سعد أن يمدحه، إذ يعرفه ذا شاعرية متمكنة فأنشده مرتجلاً:


- عليك سلام الله ما أمطرت صحواً
وما جرت الوديانُ من قلة القطرِ

وباختصار فلا سلام على الدكتور، إذ لا تمطر السماء صحواً ولا تجري الوديان من قلة القطر - المطر.


- وما قُطِفَ الرُّمانُ من كبد السما
وما جزموا حقاً متى ليلةُ القدرِ

تأكيد بعدم السلام على الدكتور، إذ اشترط الأستاذ سعد للسلام على الدكتور: متى قطف الرمان من الفضاء (والرمان يقطف من شجره)، ومتى جزموا حقاً متى ليلة القدر..؟ وهذه ثقافة دينية يتحلى بها الشاعر سعد: فليلة القدر مختلف فيها من (21 - 29) من رمضان على أن آكدها ليلة (27).


- ألا أيها الدكتور ويحك لو تدري
بأنا نريدُ اليوم طبخك في القدرِ
- لنقتل مكروباتِ جسمك كلها
فتحيا قريرَ العين منشرحَ الصدر

ونِعْمَ العلاج. وقد سألت أنا (الصميت) عن رد فعل الطبيب فقال لي: إنه أعجب بالأبيات وشكر البواردي خصوصاً لأنه عالجه بقتل الميكروبات التي في جسمه ليحيا بعدها قرير العين منشرح الصدر.
وأقول للأستاذ البواردي: عد إلى الشعر وأتحفنا بمثل ما كنت تقول وأنت ترى انقراض الشعر والشعراء في هذا الزمان.
وبمناسبة ذكر الصميت فقد كان خفيف الدم يضحك الحجر بقصصه المطولة التي يضحكك فيها بكل كلمة يقولها.. حدثني أن خاله كان يصلح الساعات في شقراء، وتسلط عليه مرةً أحد اللصوص، فأدخل يده (اللص) من كوّة في الجدار (طاقة - فتحة) وسرق الساعات، فسكت الصميت - خاله أيضاً من أسرة الصميت - ولم يذكر ما حصل معه لأحد ووضع شَرَكاً (فخّاً) في الكوة وثبته بحيث لا يخرج منها - لا الفخ ولا يده - حتى إذا جاء اللص وأدخل يده انطبق عليه الفخ وبقي مربوطاً إلى صلاة الفجر وفضحه أمام المصلين الخارجين لصلاة الفجر إلى أن جاء رجال الأمن واقتادوه إلى السجن.
غرض جديد في الشعر
من المعروف أن أغراض الشعر: المدح والهجاء والوصف والرثاء والغزل والزهد والحكمة - وغيرها مما استحدث - لكن الغرض الجديد الذي أقصده هنا شعر (العمل والعمال) بالهجوم على مسؤولها د. غازي القصيبي، فقد قرأت قصيدة في عدد سابق من الجزيرة بعنوان: (خلّي البيوت لشأنها يا ضيغمُ)، ومع الأسف ظننت الخطاب (خلّي) لأنثى وعجبت كيف توصف الأنثى (بالضيغم) وهي - الغزال - الريم - الرشا - وذهب عجبي وعلمت أنه خطأ نحوي عندما قرأت البيت الأول، فالمفروض أن يقال: (خلِّ) وذلك أن الخطاب لمعالي الوزير، إذ طلب منه الشاعر عبدالعزيز بن عبدالله الرويس أن يتحكم في عمالة السوق والتجارة والزراعة والرعي وأن يترك عمالة المنازل حرة لينعم أهلها من الموسرين بخدمة من سخرهم الله لذلك، وأقتبس أجزاء من القصيدة تعبر عن قصد الشاعر:


خل البيوت وشأنها يا ضيغمُ
خلّ البيوت بمالِها تتنعمُ
سُسْ ساحة العمال في أسواقنا
أما البيوت فدع بها من يخدمُ

ومنها: (لا تؤذنا في دورنا ونعيمنا) فقد عدّ تدخل الوزير في شؤون العمالة المنزلية أذى - (وبشارع العمال أنت تحكُّم)، وعدَّ تدخل الشاعر في العمالة المنزلية اعتداء على حرمة المنازل، وضيّق على الوزير حتى جعله يدخل بين النواة وقشرها، وذكر أن العاطلين عن العمل سلبيون، وطلب منه أن يهيئ لهم (للأسر السعودية) عمالة سعودية قبل تسفير العمال الوافدين، وذكر أن رب البيت أخبرُ بحاجته من الوزير. وقرأت شطر بيت:
(الشرع أعطانا الرعاية بالفنى)، وما أدري ما الفنى؟ وهدده بهجرة المال وكل عزيز من الوطن (أتريدُ هجرة مالنا وعزيزنا)، وأخيراً يعتب على الوزير ويتهمه بالشطوح ويطلب منه أن يخليه (الشطوح) ويتركه.
وأنا كل ما يهمني من القصيدة الشعر والغرض الجديد الذي ابتدعه الشاعر الرويس، أما العمل والعمال فليس لي بها علاقة ولا يوجد عندنا حتى خادمة تساعد حرمنا المصون أم بشير، والحمد لله.
نزار رفيق بشير - الرياض

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved