قبل أن أكتب مقالي هذا عن المفاطيح (وما أدراك ما المفاطيح)؟! فكرت كثيراً في عنوان يتناسب مع مضمون هذا المقال الذي يبين سلبيات (المفاطيح) والتي تحولت إلى آفة اجتماعية تضرر منها أناس كثر (وأغلبهم من المرضى)، حينما يكونون في وضع اجتماعي معين يجبرهم على الأكل من تلك المفاطيح، وإلا فسيكونون من الخارجين عن العادات والتقاليد، التي جلب لنا معظمها الكثير من المشاكل والآفات الاجتماعية، التي ما زلنا نعاني منها بسبب تمسكنا ببعض من تلك العادات والتقاليد (السلبية) التي من أبرزها (المفاطيح). المهم أنني احترت في اختيار عنوان مقالي هذا، ولكنني أخيراً وجدت الحل، فبما أن مقالي هذا يتحدث عن تلك (المفاطيح) التي أعتبرها من آفات مجتمعنا، فلم أجد أفضل من (أمريكا) لكي ألصق بها تهمة تلك المؤامرة (أعني مؤامرة المفاطيح). وحيث إن إلصاق التهم بأمريكا أصبح (موضة العصر) وخصوصا عند العرب العاجزين عن التغلب على مشاكلهم وقضاياهم المختلفة، رأيت أن المجال مفتوح أمامي على مصراعيه لألصق تهمة المفاطيح (التي تفشت إلى أن أضرت في مجتمعنا) بأمريكا (حتى لا يعتقد البعض أنني أهاجم بعضا من عادات مجتمعنا) وإن كانت سلبية!!! فأمريكا عندي أهون من بعض أولئك الناس الذين يرون أن العادات والتقاليد أمور مقدسة لا يمكن التخلي عنها حتى وإن كان بعض تلك العادات والتقاليد يجلب لنا الشر والمرض (كتلك المفاطيح) التي تقدم في كثير من المناسبات في مجتمعنا وهي عبارة عن كتلة من اللحم والدهون العالية التركيز تم وضعها في صينية قد أثقلت بتلك الدهون والشحوم والرز الذي لم يسلم هو الآخر من تراكم تلك الدهون عليه. وأمام هذا الموقف المثير وأمام منظر تلك المفاطيح يجب على الحاضرين جميعا أن يأكلوا من تلك الصينية العالية التركيز من الدهون حتى وإن كان من بين الحاضرين مرضى قد منعهم الطبيب من تناول الدهون ممن لديهم مرض الضغط أو غيره من تلك الأمراض التي تستوجب الابتعاد عن أكل الدهون.. فهذا الكلام لا يجدي في ذلك الموقف الصعب فهذا الضيف المريض بين نارين! فإن امتنع عن الأكل غضب عليه أهل الحفلة فكيف يحضر هذا الضيف إلى حفلتهم دون أن يأكل من طعامهم مهما كان هذا الطعام ضارا أو غير ملائم لنظامهم الغذائي الذي فرضته عليهم ظروفهم الصحية. وإن أكل من هذه الصينية المليئة بالدهون فعليه أن يجهز أحدا من أقاربه ليذهب به بعد هذه الوجبة (الدهنية) إلى أقرب مستشفى بسبب ارتفاع الضغط والكولسترول عنده!. والمشكلة أن هذا المريض المسكين الذي حضر تلك الوليمة لا يرى في تلك الموائد سوى المفاطيح ولا شيء غير المفاطيح؛ ما يزيد من صعوبة الموقف والذي سيجبره على الأكل من تلك المفاطيح، فليست هناك أصناف متنوعة يتم تقديمها مع تلك المفاطيح لتكون خيارا آخر لمن أراد تجنب تلك المفاطيح. ولكن وللأسف ليس أمام ذلك المريض سوى هذه (المفاطيح القابعة فوق تلك الصواني الممتلئة بالدهون) فإما أن يأكل فيمرض ويعرض حياته للخطر وإما أن لا يأكل فيغضب من حوله وخصوصا أصحاب الحفلة والذين يرون عدم أكله مما قدموه له أكبر عيب في حقهم وأن ذلك يعتبر انتقاصا من قدرهم أمام الناس!!. فمتى سيعي مجتمعنا وتزداد ثقافته بالنسبة إلى بعض عاداتنا وتقاليدنا (السلبية) حتى يعلم أن تمكسنا بأنماط معينة من العادات والتقاليد قد جلب لنا الشر والأمراض؟! ومتى سنبدأ الاستغناء وترك بعض من تلك العادات السلبية والتي ظهرت سلبياتها الكثيرة في مجتمعنا من خلال استمرارنا بتمسكنا بتلك العادات؟!. وأنا من خلال مقالي هذا أعلن الحرب ضد تلك المفاطيح وأطلب من الأستاذ جاسم العثمان والقائمين على برنامج (مستشارك) الذي يبث من خلال قناتنا الأولى أن يخصصوا حلقة كاملة يتم من خلالها مناقشة سلبيات مجتمعنا في التعامل مع الغداء، ومناقشة أبرز الأمور التي يجب تصحيحها في أنظمتنا وعاداتنا الغذائية ومن أبرزها إعادة النظر في وضع تلك المفاطيح (الآفة) والتي جلبت لكثير من المواطنين الأمراض. ليتم من خلال تلك الحلقة تعريف الناس بالكيفية الصحيحة التي يجب أن نتعامل بها مع الغذاء ليكون هذا الغذاء صديقا لنا لا عدوا لنا!. مع أمنياتي للجميع بالصحة والعافية بعيداً عن أمراض المفاطيح وتلك العادات الغذائية السلبية التي طغت على مجتمعنا بسبب تمكسنا بعادات وتقاليد بالية قد أضرت بمجتمعنا، وظهرت السمنة مع كثير من الأمراض المختلفة، والتي يعود السبب فيها إلى عدم تعاملنا الإيجابي مع الغذاء ليتحول هذا الغذاء إلى عدو يهدد حياتنا.
|