|
انت في "الرأي" |
|
بقوة المنطق ووضوح البيان المعهود في أسلوب الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض فقد أوضح من خلال كلمته التي ألقاها مرتجلاً عشية احتفالية مدينة الرياض بمناسبة البيعة.. لقد كان لكلمة سموه وقع خاص، إذ عبر من خلال ما أوجز به من كلمات، وأرخى عنان العبارات فلامس الوجدان وحرك الضمائر، فأثار الحماس في النفوس من خلال كلمات بليغة ومعان عميقة حاورت كل أفراد المجتمع وفئاته على اختلاف ثقافاته، فأعاد ذاكرة الزمان لأمجاد أولئك الرجال العظام.. فكان موجزاً في كلامه سخيا في بيانه وشاهداً على ماضي وحاضر أمجاده مفنداً كل الأكاذيب مخزياً كل من هول، وراداً على كل الأبواق والمزامير التي حاولت النيل من قلب الأمة الإسلامية المملكة العربية السعودية.. فرسم صورة الوحدة الحاضرة في النفوس والضمائر وأطرها بإطار من المحبة والتلاحم بين أبناء هذه الأمة وملوكها وأمرائها الشواهد الحواضر.. ثم توجه بخطابه الشامل إلى العالم لافتاً الأنظار إلى عظمة هذه الأمة وتاريخها الذي تعتز به ومستقبلها الذي تسعى لتحقيقه.. وضع بسطور قليلة ما لم تحتوه كتب السياسة الدولية ولا الفلسفة المنهجية في التعاملات الاستراتيجية، ولعقود طويلة.. قطع السبل على المتشذرمين ممن لا يملكون هوية أو دينا، وأثرى بذلك عقول أصحاب العلم والمفكرين... فكانت هذه الكلمات أطروحة تستحق منا البحث والتحليل، بقليل من الكلمات أجاز فأصاب وأوعز أسباب النجاح والاستمرار بالاعتماد على الله تعالى وتطبيق ما جاء في كتابه الكريم وسنة نبيه الأمين.. استمتعنا بعذوبة لفظه، وأفهمنا بعمق وعيه مقومات بناء المجتمع واستمرار الدولة، ثم ضرب لنا المثل تلو الآخر منذ نشأت الدولة السعودية على أيدي الرعيل الأول من ملوكها وأبنائها وإلى يومنا الحاضر الذين عملوا على توثيق عرى أواصر المحبة والتعاون والتكافل والعمل المخلص لخدمة الوطن بروح وفكر واحد، ونبذ روح الأنانية وحب الذات والابتعاد عن تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة فكان شاهد عيان على عقود من الزمان سارت وتسير فيه مجريات الأمور على نسق وتوافق كبير تطمئن فيه النفوس المؤمنة المحبة لهذا الوطن وترابه الكريم، وتشير بأصابع الاتهام على كل من خسر الرهان وراح يجر ذيول الخيبة والهوان، ويمني النفس والأعوان بما يأتي من الأيام، بهذه الروح العامرة بالإيمان وبنفوس تربت على العزيمة والإصرار عشنا تلك اللحظات من العز والزهو ونشوة الانتصار دقة القلوب بنبض واحد وتدفقت الدماء حارة زكية بوريد واحد هدفنا عزك يا وطن، وأملنا رفعتك يا تاج الأمم، منك تعلمنا يا أمير القلوب الذود دون الوطن بالأرواح قبل السيوف، وبفلذات الأكباد قبل النفوس.. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |