Friday 9th December,200512125العددالجمعة 7 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "دوليات"

إعلان نتائج آخر جولة في الانتخابات المصريةإعلان نتائج آخر جولة في الانتخابات المصرية
103 مقاعد للحزب الحاكم و12 للإخوان المسلمين وواحد لحزب الوفد

  * القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد شومان - علي فراج:
أسفرت النتائج النهائية لجولة الإعادة في المرحلة الثالثة والأخيرة من الانتخابات البرلمانية المصرية عن فوز الحزب الوطني الحاكم بـ103 مقاعد وجماعة الإخوان المسلمين المحظورة قانونياً في مصر بـ12 مقعداً والمستقلين بخمسة مقاعد في حين أخفقت أحزاب المعارضة الرسمية من إحراز أي تقدم سوى في مقعد وحيد كان من نصيب محمود أباظة نائب رئيس الوفد أما جبهة المعارضة فقد فازت بمقعد آخر لحمدين صباحي أحد رموز التيار الناصري ووكيل مؤسس حزب الكرامة الذي خاض المعركة الانتخابية مستقلاً لأن حزبه لم يؤسس بعد، أما مفاجأة هذه الجولة فقد كانت في سقوط ضياء الدين داوود رئيس الحزب العربي الناصري وسامح عاشور نقيب المحامين وأحد رموز التيار الناصري البعيدين عن الحزبية، والدكتور محمد مرسي المتحدث الرسمي باسم كتلة الإخوان المسلمين في البرلمان الماضي.
وقد أعلن صباح أمس المستشار انتصار نسيم أمين عام اللجنة العليا للانتخابات النتائج النهائية بالتفصيل لينهي بذلك مرحلة الجدل والصراع السياسي الذي شهدته مصر خلال الشهور الثلاثة الماضية حيث جرت الانتخابات البرلمانية على ثلاث مراحل بست جولات عاشت قرى ومدن أرض الكنانة في زخم إعلامي وسياسي لم يسبق له مثيل حيث إن هذه الانتخابات تأتي على ضوء تعديل دستوري يتيح للناخبين اختيار رئيس الجمهورية بطريقة الاقتراع السري المباشر من بين أكثر من مرشح، ولكن يلزم من يرشح نفسه وفق التعديل الدستوري للمادة 76 أن يحصل على تزكية 250 عضواً من المجالس المنتخبة وهو الأمر الذي أشعل الانتخابات وجعل الجميع يهرول نحو حيازة أكبر عدد من المقاعد غير أن المعارضة المصرية سواء المنطوية تحت لواء الجبهة الوطنية من أجل التغيير أو التي خاضت الانتخابات منفردة قد أخفقت إخفاقاً ذريعاً في تحقيق أي سبق وخرجت قياداتها من الصراع بخفي حنين وشهدت هذه الانتخابات بمراحلها الثلاث خروج أبرز قيادات المعارضة من البرلمان حيث سقط خالد محيي الدين زعيم اليسار وأبو العزم الحريري ورأفت سيف نائباً رئيس حزب التجمع ومنير فخري عبد النور عضو الهيئة العليا لحزب الوفد وأيمن نور رئيس حزب الغد والمستشار عادل عيد وهو ناصري مستقل والبدري فرغلي أمين العمال بحزب التجمع.
وبختام هذه الانتخابات تكون الهيئات البرلمانية للأحزاب قد تقلصت حيث يوجد سوى هيئتين إحداهما للحزب الوطني الذي حقق أغلبية مطلوبة بحصوله على أكثر من ثلاثة أرباع البرلمان المكون من 444 عضواً منتخباً يضاف إليها عشرة أعضاء يعينهم رئيس الجمهورية وفق الدستور والهيئة الثانية لحزب الوفد الذي نجح له خمسة نواب أما حزب التجمع فلم ينجح له سوى نائبين والناصري لم يحقق أي مقاعد، أما أحزاب الظل فقد تعوّد الشارع السياسي المصري أنها خارج المنافسة منذ زمن إنشائها لأنها تقتصر إلى الإمكانيات المالية والكوادر السياسية وتبقى الكتلة الوحيدة المعارضة للحزب الحاكم في البرلمان هم الإخوان المسلمون الذين حصروا في المراحل الثلاث 88 مقعداً في سابقة هي الأولى منذ نشأة الجماعة التي تم حظرها في العام 1954م.
كانت الجولة الأخيرة قد شهدت أعمال عنف وشغب بين أنصار المرشحين وبين عدد من المواطنين وقوات الشرطة وأسفرت هذه الأعمال عن مصرع تسعة أشخاص وإصابة العشرات في يوم عصيب شهدته تسع محافظات هي دمياط وكفر الشيخ والدقهلية والشرقية وسوهاج وأسوان وجنوب سيناء وشمال سيناء والبحر الأحمر وتنافس في هذه الجولة 254 مرشحاً على 121 مقعداً بعد أن أصدر القضاء الإداري حكماً بتأجيل الانتخابات في ثلاث دوائر من هذه المرحلة.
من جانبها رصدت منظمات المجتمع المدني عدداً من الانتهاكات والتجاوزات خصوصاً تلك التي حدثت من بعض أفراد الشرطة، الأمر الذي أدى إلى وصف ما حدث بأنه حرب شوارع بسبب استخدام قوات فض الشغب للقنابل المسيلة للدموع والرصاص لتفريق المتجمهرين أمام اللجان لكن وزير العدل المستشار محمود أبو الليل صرح بأن الانتخابات وفق الضمانات التي حددتها اللجنة العليا للانتخابات.
وعقب إعلان النتائج النهائية أكد صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطني الحاكم أن الجماهير أعطت ثقتها للحزب الوطني وأكدت رؤيتها للمستقبل، موضحاً أن حزبه فاز على ضوء هذه الثقة لأنه حزب سياسي ومؤسسة سياسية تلتزم بالعمل السياسي ولا تعرف العنف، محملاً ما جرى من أعمال عنف وشغب للمستقلين وأنصار جماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
وقال: نحن نخضع للقانون والدستور ونحترم الإجراءات لأنها لصالح الوطن ولن نسمح أن تتحول مصر أبداً لحالة من الفوضى، مشدداً على أن حصول الحزب الوطني على أغلبية مطلقة إنما هو لصالح الوطن وهو السياج للدفاع عنه وعن مقدراته وضمان لما وعد به الرئيس حسني مبارك والتزم به في برنامجه الذي خاض به الانتخابات الرئاسية، وقلّل الشريف من أهمية خسارة الحزب لبعض المقاعد، وقال: هذا يحدث في كل العالم ولنا وقفة مع النفس بعد أن تنهي الانتخابات ويشكل البرلمان لتلافي ما حدث في مرات مقبلة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved