Friday 9th December,200512125العددالجمعة 7 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الثقافية"

أنا وقلميأنا وقلمي

أشيع لكم ما دار بيني وبين قلمي.. مع بزوغ شمس انتظر معه أنيناً من ساكنة صميم قلبي.. إذ بقلمي يهمس لي بصوت خافت: اشتقت إليك، أين أنت مني؟! فأجبته: ها أنا قريب منك. فرد علي قلمي: أعلم، ولكن الحبر الذي بداخلي أصابه الظمأ ولن يرويه سوى تسطير كلماتك. فقلت له: وقلبي أيضاً أصابه سعار من الجوع لحبيبتي ولا أظن أن حبرك وكلماتي سيشبعانه ما دامت مشعوقتي غائبة عني رغماً عنها.. فقال قلمي وهو هازل مني: يا إلهي أمن آخر يوم خططت بي إلى الآن وهي نازحة عنك؟! فأجبته بغضب: كلا، ولكنها تدنو بقلبها وما أن تبدأ بهمساتها حتى يعزلون لسانها عني!!. فليعزلوا ما أرادوا يكفيني عزاً أني مستلق بدخل تامور قلبها. فقاطعني قلبي وقال: ها أنا لست بسحيق عنك، فرغ ما بداخلي من حبر عن من تسكنك.. فهممت مسرعاً إليه واحتضنته بأناملي فنزف حبره من شوقه للحديث عن أنيستي، وأجبته: لك ما تريد.
عن الشمس التي تنير دربي، عن نقية الجيب المبرأة من العيوب التي رسمتها بخيالي بريشة قلبي.. عشقتها واستحلت فؤادي بعد أن بايعها على ملكه.. علمتني ألا أسأس ومعها تحلو الحياة.. نزوحها يكرهني بوجودي.. فيكون العالم بالنسبة غريباً.. عشقي لها بني على ما أسس له.. وحبي لها غدير ومختلف.. أشعر بحضورها في عروقي عندها يتحرك جميع ما سكن وخمد في داخلي.. ونظراتها لي التي تخفق أمامها كل مشاعري.. كل ما سمعت لتغريدها تزداد جذور شجرة حبي لها التي زرعتها في قلبي ببذرة من فؤادها.. وأردد لها كلمات الحب بصيت عال وأشدوها لها.. وتضمني جنتي بقلبها كالطفل الخاضع في حينها.. وتنثر خصال شعرها وتقترب مني وتهمس وتقول لي كم أحبك.
معها شربت كأس الراحة والأمان.. نافذة قلبي تركتها مشرعة لهوائها وحدها.. كنت وما زلت وسأدوم استنشقها مع كل عطر يلامس كفيها.. بعدها عني جعلني أركل ما في الأرض وأبعثر ما عليه وما أن تدنو حتى أعيد ما بعثرته وأضحك وأشدوا وتتسع حالي وأغمض عيني لأقبل طيفها العائد بعد زخات صوتها.. يا إلهي ما أروعها واستمنحها الرضا وهو ما يهمني بدنياي..ولم أجد من يداويها.. أشتاق لكل شيء فيها وإليها وبها.. فقاطعني قلمي وقال: هيا أسرع حبري على وشك النفوذ قل خاتمتك. فأجبته حديثي عنها لا خاتمة له ولو ملئت من البحر لن تسطر حقها ولكن حسنا سأرضيك وسأكمل بحدود حبرك وبعدها أتسامر أنا وقلبي بالحديث عنها بعيداً عنك.. نعم فالذي بقي يفوق ما كتبت من كلمات وعبارات.. وحبر قلمي لم ينفذ بعد.. ركبي معها سيسير وعندما تفيض نفسي وتسوق روحي لخالقها أتوسل لكم أن تكفنوني ببقايا عطرها وأنفاسها وتكون حفرتي بين جفنها وهدبها.. بلغها الله أكلأ العمر.

فارس بن فهد

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved