وبعد التحية: أذكرك (بالإيمان) فهو الشعاع الذي يضيء الأعماق، و(بالإحسان) فهو (الفاصل) بينك وبين (الحيوان) وأهدي إليك (باقة) زهور - فهي رمز السلام وعسى أن تكون هذه الباقة - (إلهاما) لك بتلك الفوارق التي تنطوي عليها (الطبيعة) من معطيات - تتحقق بمحبتها، ونكرانها لذاتها وإغراقها في بذلها - وبين تجاوبك الواهي الذي تقفه حيال (إنسانيتك). أي صديقي: إنك إنسان.. ولعل ما يسترعى انتباهك حبك للطبيعة والواقع، ولكنه كفيف رغم كبر حديقتك وسطحي رغم استعذابك الخير والجمال والعطاء! وأنت تدرك بعقلك وذكائك ووعيك حقيقة جوهر وجودك ولكنك لم تبرح غارقا في المبهم من الأشياء. لأنك لم تعد نفسك أو تهيأها إلا لمثل ذلك - فظللت تائها في شعاب الحيرة والقلق على رغم سطوع شمس الصحراء وضوء الظهراء، فابى عشو بصرك إلا أن يريك الظلماء.! وتحس بحلاوة الحياة. فتطرب لكل شيء، وتعجب لكل شيء، وتؤمن بكل شيء، ولكن اليأس يستحوذ عليك، فيأخذك الاضطراب المؤلم الذي يبرح بك، والعناء يمتلكك.. فكأنك لا تستطيع أن تميز بين ذاتك الظاهرة، وجوهرك الباطن.. يزجيك (ضعف الإرادة) لهذا (الخداع) تعجب به، وتطرب له، حتى تحللت، أو انعتقت من قيود (الواقع) فأنساك هذا الانعتاق). نفسك قبل كل شيء في هذا العالم!..وتعترف. فتقول إنك أرغمت!.. وبينما ينكشف لك الإغراق في هذه الحقيقة.. يتضح لك هذا الشك في نظرتك، فتبدو لك الحقيقة تجربة معاشة لا تخلو من المرارة والحزن والحسرة! وعندها تعلم أنك (مجذوذ) لا تملك إلا (اسمك)! ويقيني أن قد غلبت على أمرك (بسطحيتك) التي بلغت بك حد الجمود: فكأني بليالي (شهر زاد) يوم كانت حقيقة واقعة في زمانها وقد خلبت عقلك وسحرت لبك فخدعتك بألوانها وأما ليدها ولياليها الحمراء! وخيرا قد يرضيك أو لا يرضيك، وليت بوسعي البوح، ولكن حسبك أن تتحمل (ما تعيشه) وأتمنى أن تصبح وعيا وحسا بقدر ما أنت إنسان. * قلت: من يخفف الحزن؟ قالت (الكلمة): أنا.. * قلت: من يكفكف الألم؟ قالت (الدمعة): أنا.. * قلت: من يزيل الكرب؟ قالت (الرحلات): أنا.. * قلت: من يضمد الجراح؟ قالت (السعادة): أنا.. - قال الشافعي: وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والسخاء فلا حزن يدوم ولا سرور ولا يأس عليك ولا رخاء - وقال الإمام علي رضي الله عنه: صن النفس واحملها على ما يزينها تعش سالما والقول فيك جميل ولا ترين الناس إلا تجملا نبا بك دهر أو جفاك خليل
|