Wednesday 7th December,200512124العددالاربعاء 5 ,ذو القعدة 1426

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

انت في "الرأي"

قمة مكة الإسلامية آمال وطموحاتقمة مكة الإسلامية آمال وطموحات
ناصر بن عبد العزيز الرابح/ مشرف تربوي بتعليم حائل

يُعد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود واحداً من ألمع وأبرز الزعماء في العالمين الإسلامي والعربي في هذا العصر، الذي تشهد فيه الساحة الإسلامية والعربية على وجه الخصوص حرباً شعواء من قِبل أعدائها الذين أعلنوا الحرب علينا بلا هوادة.. ولِما عُرف عن الملك عبدالله من خصال حميدة وصفات عظيمة تُوجز - بغيرته الإسلامية ونخوته العربية التي أكدتها الأحداث وبرهنتها الأزمات - أصالة هذا القائد بما يحمله من همّ تجاه قضايا أمته في وجدانه وكيانه كيف لا وهو الذي دعا ويدعو وما زال يدعو إلى تماسك الصف الإسلامي والعربي واجتماع الكلمة وتوحيد الصف لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالأمة.. ومبادراته الخيّرة التي عرضها على القادة العرب ووجدت قبولاً واسعاً حتى في أوساط الشعوب العربية ولم يقتصر على ذلك بل استغل علاقاته مع كبريات الدول ليعرض عليها قضايا أمته ومنها القضية الأم (فلسطين) التي ظلت شغله الشاغل وهمه الأول وما زيارته الشهيرة لأمريكا عندما أطلع الرئيس الأمريكي على صور وشرائط فيديو توثِّق المذابح والمجازر التي يتعرَّض لها الشعب الفلسطيني بشكل يومي على أيدي الصهاينة ليضعه أمام الأمر والواقع، ومما تميَّز به - حفظه الله - صراحته وجرأته في قول الحق مما أكسبه تقديراً عربياً وإسلامياً واحترماً دولياً.. ونظراً للأوضاع المتردية للأمة الإسلامية وما تعيشه ساحتها من تفرق وشتات وضعف وذل بادر - رعاه الله - بإطلاق نداء إسلامي لعقد أول قمة إسلامية في أطهر بقعة وأشرف مكان ليعطي القمة روحانية إيمانية ويستشرف القادة تاريخ أمتهم المجيد من مكة المكرمة التي انطلق منها صوت الحق والعدل ليعلن ولادة أمة عظيمة ظلت قروناً قائدة لا منقادة.. عزيزة لا ذليلة.. قوية لا ضعيفة.. مكَّنها الله من السيادة والريادة على هذه البسيطة لما أقامت شرع الله واتخذت القرآن دستوراً ومنهاجاً في جميع شؤون حياتها.
وتأتي أهمية هذه القمة في أحلك الظروف وأشدها حيث تشهد الساحة الإسلامية والعربية حروباً طاحنة، ومخططات استعمارية تستهدف خيرات الأمة وإذلال شعوبها مع تملص العديد من الدول العربية والإسلامية من الوفاء بالعهود والمواثيق التي قطعتها على نفسها بعدم إقامة أي علاقات مع الكيان الصهيوني، حتى فُوجئت وفُجعت الشعوب العربية والإسلامية بسياسات الانحناء والانبطاح والافتخار والاعتزاز بإقامة علاقات سياسية وأخرى تجارية مع عدو غاشم ومجرم واضح.
نعم تعوِّل كل الشعوب الإسلامية والعربية على هذه القمة آمالاً عريضة للخروج برؤية موحَّدة ومواقف ثابتة ولتضع القادة والزعماء أمام منعطف خطير وتاريخ لا يرحم، وستكون الأجيال شاهدة والأحداث موثَّقة لمن حمل همّ الأمة فعلاً لا قولاً ووقف بكل صدق وثبات مدافعاً عنها وبين من تملَّص وناقض وخان وخذل.
سجِّل أيها التاريخ وبماء من ذهب مواقف الشهامة والأصالة للقائد الإسلامي الأصيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليكون رجل التاريخ ورجل الأمة الذي ظل ينافح ويكافح ويدافع بكل قوة عن قضايا أمته وشعوبها.
نسأل الله جلَّ وعلا أن يوفقه لكل خير، وأن يحقق آماله وطموحاته وأن يجعل هذه القمة بداية نهاية لتصحيح أوضاع الأمة.

 


[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved